خبير إسرائيلي: عدم تنفيذ عملية عسكرية في غزة له ثمن
قال خبير عسكري إسرائيلي الأحد، إن “الامتناع عن تنفيذ عملية عسكرية واسعة في غزة سيكون له ثمن أيضا، لأن الرافضين لهذه العملية يقولون إنهم لا يريدون القيام بها بسبب البالونات الطائرة، لكن أحداث نهاية الأسبوع زعزعت هذه الفرضية”.
وأضاف الخبير العسكري بصحيفة “إسرائيل اليوم” يوآف ليمور، في مقال له أن “يوم الجمعة كانت أحداثه معروفة سلفا، لأنه استمرار لعدة أشهر من الاشتباكات المتبادلة على طول الجدار الحدودي مع غزة، لاسيما في أيام الجمعة، ورغم نجاح الجيش بمنع الفلسطينيين من اجتياز الحدود، وتنفيذ عمليات اختطاف، وإلقاء عبوات ناسفة، وهجمات قناصة، فإن الثمن الكبير تلقيناه أول أمس بمقتل جندي بنيران مسلح فلسطيني”.
وأوضح أن “أحداث يوم الجمعة أكدت الفرضية السائدة أنه من الصعب الحفاظ على فترة طويلة من الزمن بخسائر صفرية في الجانب الإسرائيلي، رغم وجود جهود مصرية تبذل بين حين وآخر لكبح حماس عن الاستمرار بهذه الفعاليات اليومية، لكنها تنجح أحيانا وتخفق أخرى، لاسيما بالتزامن مع إغلاق مصر وإسرائيل لمعابرهما أمام الغزيين”.
وأكد ليمور، الوثيق الصلة بالمؤسسة العسكرية، أنه “بعد التصعيد الأخير قررت إسرائيل توجيه المزيد من الضربات باتجاه مواقع حماس العسكرية، صحيح أن سلاح الجو تعمد ألا يوقع خسائر بشرية في صفوف الحركة، كي لا يعمل على تصعيد الوضع الميداني أكثر فأكثر، لكن ما خسرته الحركة من مقدرات عسكرية وإمكانيات قتالية ليس بالأمر الهين”.
وزعم الكاتب أنه “بين تصعيد وآخر كانت تأتي مطالبات من حماس وإسرائيل بالتوجه لمصر لوقف الطرف الآخر، حتى لا تذهب الأمور إلى خط اللارجعة، حتى إن مصر انضمت لتهديد حماس بفرض مزيد من العقوبات عليها إن استمرت بالمسيرات الشعبية وإطلاق البالونات الحارقة، وانضم مؤخرا للجهود المصرية مبعوث الأمم المتحدة نيكولاي ملادينوف، لمنع تصعيد الوضع العسكري بين غزة وإسرائيل”.
ورأى ليمور أن “التهدئة التي تحققت لم تمنع مخاوف الجانبين من السيناريو الصعب المتوقع لهما، حماس تعهدت بالصمت صحيح، لكنها لم تفِ بدفع الثمن، ومن أجل أن يُدفع الثمن فهي بحاجة للحصول على مقابل، مصر والأمم المتحدة تجري في هذه الأيام جهودا لتوفير رزمة مساعدات إنسانية لغزة، لكنها بحاجة لمزيد من الوقت لإخراجها إلى حيز الوجود”.
واعتبر ليمور أن “غزة اليوم تجد نفسها في مشكلة جدية، ما يستوجب من حماس جسر الهوة بين التصريحات العلنية بتخفيف الحصار، وبين الواقع الصعب المتنامي مع مرور الوقت، وإسرائيل كذلك في مشكلة، فالمعارضون لتنفيذ عملية عسكرية ضد غزة يرون أن الحرب غير منطقية من أجل بالونات حارقة، لأنه سيسقط في هذه الحرب قتلى كثر، لكن عملية القنص الأخيرة أكدت أن أحداث الجدار أيضا لها ثمن بشري من جنودنا”.
واستدرك بالقول إن “هذا لا يعني أن نذهب مباشرة لتنفيذ العملية ضد غزة بهذه اللحظات، لكن الامتناع عن تنفيذها سيجبرنا على دفع أثمان بشرية، ورغم التصريحات النارية الصادرة من تل أبيب، فإن من الصعب عليها الذهاب لمعركة عقب كل بالون حارق من غزة، وإلا سيكون أمام إسرائيل جملة أسئلة بدون إجابات عما تريده من غزة: سياسيا واقتصاديا وعسكريا، وما هو سقف استعداداتها لدفع ثمن كل إجابة عن هذه الأسئلة”.
وختم بالقول إن “مقتل الجندي الإسرائيلي أواخر الأسبوع أكد أنه لا جدوى من التعامي عن ضرورة إجراء النقاش الجدي اللازم حول تنفيذ العملية العسكرية في غزة، ويجب الإسراع في إجرائه اليوم قبل غدا، لأن البديل فورا هو القتال، والقتال فقط، ولو مرت الأيام القادمة في غزة بهدوء، فإن مشكلتها لن تجد طريقها للحل، حماس ستبقى في أزمة، وتبحث عن طريق للخروج منها، وإسرائيل تريد تهدئة لكن الجيش سيجد صعوبة في توفيرها فترة طويلة من الزمن”.