خبراء إسرائيليون: الغموض سيد الموقف في التعامل مع حماس
في الوقت الذي يتصاعد فيه التوتر بين المقاومة في قطاع غزة والاحتلال الإسرائيلي، أكدت نخب إسرائيلية، أن “إسرائيل” التي شوش وعيها عقب حرب 1948، تخدع نفسها، كما أن هدفها السياسي تجاه “حماس” في غزة، يشوبه الغموض.
مصدر إحباط
وأكد السياسي الإسرائيلي إيتان هابر، وهو مدير عام ديوان رئيس الحكومة الإسرائيلي الأسبق إسحاق رابين، أن “إسرائيل لم تنجح جيدا في مباراة الحرب التي جرت نهاية الأسبوع ضد حماس”.
وأوضح أن “حرب الاستقلال (احتلال فلسطين) التي خاضتها إسرائيل عام 1948، شوشت وعينا، ومنذ أن هزمنا الجيوش العربية السبعة وكررنا نفس النصر في حرب الأيام الستة (حرب 1967)، يخال لنا أننا ملوك العالم”.
وقال: “عناوين الصحف لدينا، النشرات الإخبارية، التلفزيون الإسرائيلي وكل سلوكنا؛ يشهد على نية خداع أنفسنا”، مضيفا أن “كل شيء لدينا هو الأفضل في العالم؛ فلدينا أفضل دبابة في العالم، لدينا أفضل طائرة في العالم، لدينا أفضل جيش في العالم؛ الأفضل..”.
ورأى هابر، أن “كل كتابة أو مقولة تنال من كرامة الجيش الإسرائيلي، هي مصدر إحباط لكثير من الإسرائيليين الذين يبحثون فقط عن ملاذ من انتقادات مراقب الدولة، الذي حدد أكثر من مرة؛ أن الجيش ليس مستعدا للحرب”.
ففي مقر “هيئة الأركان العامة للجيش، يجلس أفضل العقول لدى إسرائيل؛ رئيس الأركان، غادي آيزنكوت، يحظى بإشادة غير عادية، وبحق، قائد القوات الجوية. الجنرال عميكام نوركين، الذي يكاد يحمل العالم كله على أكتافه، يعتبر رجلا نادرا. وجنرالات آخرون لا يمكن العثور على جنرالات أفضل منهم “، وفق السياسي الإسرائيلي.
وتابع: “مع ذلك فإنهم لا يجدون الحلول الصحيحة للطائرات المصنوعة من النايلون وعصي الخيزران والشريط اللاصق”.
وشدد على أن “إسرائيل لا يمكنها السماح لنفسها بالخسارة ولو لمرة واحدة، وهذا المطلب من الجيش وقادته مبرر وحكيم وصحيح، ومن العدل القول إننا لم ننجح هذه المرة (قصف غزة الأخير)، على أقل تقدير”.
تعاظم “حماس”
وذكر هابر، أنه “يجب ألا نسمح بحدوث ذلك مرة أخرى، ولذا فإنه يجب علينا أن نطالب الجيش وقوات الأمن الأخرى ببذل قصارى جهدهم للفوز، فالخسارة ليست واردة في الاعتبار”.
من جانبه، أكد الجنرال الإسرائيلي احتياط عاموس يدلين، رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (أمان) سابقا، ويشغل حاليا منصب رئيس معهد أبحاث الأمني القومي الإسرائيلي، أن “الهدف السياسي لحكومة إسرائيل حيال حماس في غزة غامض”.
وأوضح أن “مدى الهدف؛ يتراوح ما بين تصفية حماس والتسليم بوجودها كصاحبة السيادة في غزة، مع توجيه سياسي معتدل للجيش الإسرائيلي”.
وأضاف: “في المقابل، فإن الهدف الأمني لحكومة نتنياهو حيال غزة متواضع؛ الهدوء وتقليص التهديد العسكري على إسرائيل، والطريق إلى تحقيقه؛ خليط من الردع العسكري، الأدوات المدنية الاقتصادية والرقابة الوثيقة على دخول البضائع”.
ورأى أن “المس بالسيادة الاسرائيلية، يستدعي من الحكومة أن توضح أنها لن تسلم بتحديات حماس؛ وقد مثل الجيش ذلك بسلسلة هجمات واسعة على أهداف بنى تحتية عسكرية لحماس”، معتبرا أن دروس الحروب السابقة على غزة، تؤكد “صواب الاستعداد لمواجهة محتملة تالية”.
وقال: “ينبغي أن نأمل في أن الأهداف الأمنية لإسرائيل -الهدوء وعدم التعاظم العسكري لحماس -تتحقق بدون الدخول في جولة قتالية جديدة، لأنه من المعقول أن تكون شروط الانتهاء بعد حملة كبيرة مشابهة جدا لشروط التوافقات التي ستؤدي إلى منعها”.
وذكر أن “الهدف السياسي يستوجب، نقاشا أوسع بكثير، يتضمن الخطوة السياسية الصحيحة حيال المسألة الفلسطينية بكل عناصرها”.