توأمة بين القدس ومدينة وجدة المغربية
وقع وزير الثقافة الفلسطيني إيهاب بسيسو -رئيس اللجنة الوطنية للقدس عاصمة دائمة للثقافة العربية-مع نظيره المغربي محمد الأعرج، اتفاقية توأمة مدينة القدس كعاصمة دائمة للثقافة العربية مع مدينة وجدة (شرق المغرب) عاصمة الثقافة العربية لسنة 2018.
وتأتي الاتفاقية في ظل التحولات التي طرأت على القضية الفلسطينية، وبالخصوص نقل الولايات المتحدة الأميركية سفارتها في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس، وبعد شهرين من تعليق بلدية العاصمة الرباط مشروع اتفاقية توأمة بينها وبين دولة غواتيمالا، ردا على قرار الأخيرة نقل سفارتها إلى القدس.
وجرى توقيع الاتفاقية أمس في حفل أقيم بمركز الدراسات في العلوم الإنسانية والاجتماعية بوجدة، بحضور مسؤولين مغاربة على رأسهم والي جهة الشرق ورئيس بلدية وجدة، ونخبة من المثقفين.
ووفق نص الاتفاقية، التزم الطرفان باستضافة وزارة الثقافة والاتصال بالمملكة المغربية أياما ثقافية مقدسية في وجدة خلال العام الحالي، سيتم الاتفاق لاحقا على موعدها.
من جانب أخر، سيتم إقامة أسبوع ثقافي مغربي في مدينة القدس تنفذه المؤسسات الثقافية المقدسية بإشراف الطرفين المتعاقدين، ويلتزم الطرفان بوضع شعاري القدس عاصمة دائمة للثقافة العربية، ووجدة عاصمة الثقافة العربية 2018 في كافة الأنشطة ذات الصلة بهذا الاتفاق.
وإذا كان تعزيز العمل المشترك بين البلدين -وبالخصوص العمل الثقافي-هو في صلب اهتمام وزارة الثقافة المغربية، فإن الاتفاقية تبرم في إطار الالتزام بتنفيذ قرارات مؤتمر الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية في الوطن العربي في دورته السابعة عشرة والثامنة عشرة، القاضية بتوأمة القدس كعاصمة دائمة للثقافة العربية مع كل عاصمة معلنة للثقافة العربية، وفق ما أكده وزير الثقافة المغربي في كلمته خلال حفل التوقيع.
وأضاف وزير الثقافة المغربي أن ذلك أصبح مسؤولية تاريخية على عاتق كل مؤمن بالقيم الإنسانية النبيلة، بالنظر لما تتعرض له مدينة القدس من محاولات متكررة تهدف إلى طمس معالمها الثقافية والدينية والتاريخية وتزييفها من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي.
وحتى لا يكون مصير هذه الاتفاقية كمصير العشرات من الاتفاقيات العربية التي ظلت حبرا على ورق، أكد وزير الثقافة الفلسطيني -في تصريح للجزيرة نت-أن الاتفاقية تحمل بعدين: الأول رمزي يعكس عمق العلاقة بين المغرب وفلسطين، والثاني وضع برامج تخص التبادل الثقافي والعمل المشترك ثقافيا، والعمل المشترك في هذا الإطار ليتجاوز النطاق الجغرافي إلى أفريقيا وأوروبا بتوظيف العلاقات الدولية للدولتين.
ويتوقع الوزير الفلسطيني أن تساهم الاتفاقية في تكسير الحصار المضروب على القدس بشكل خاص وعلى عموم فلسطين، وتقويض الجدران التي يفرضها الاحتلال، وهذا سيتأتى بالمزيد من العمل المشترك في هذا الإطار.
المصدر : الجزيرة