هيرست: متى يتعلم السعوديون أن ترامب “سام”؟
هل يعرض الرئيس الأميركي دونالد ترامب الولايات المتحدة التي تعتبر قوة عظمى للخطر، وهل ينطبق نفس الشيء على حلفاء أميركا وخصومها، وكيف يتعامل ترامب مع قادة الخليج وخاصة في السعودية والإمارات؟
في هذا الإطار، يقول الكاتب ديفد هيرست إن الرئيس يعرض حلفاءه للخطر بشكل أكبر مما يعرض خصومه، مضيفا: حتى أنه يعرض الولايات المتحدة نفسها للخطر كقوة عالمية.
ويقول الكاتب إن المراسلات الإلكترونية في ما بين صديق ترامب الملياردير توم باراك والسفير الإماراتي السابق لدى واشنطن يوسف العتيبة تكشف أن الإمارات نجحت بالضغط على البيت الأبيض لتنحية وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون من منصبه.
ويضيف أن مسؤولين إسرائيليين وسعوديين وإماراتيين دفعوا ترامب لعقد صفقة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لمقايضة الوجود الإيراني في سوريا برفع العقوبات المفروضة على موسكو بشأن أوكرانيا.
ويقول الكاتب إن هذا بدا واضحا من خلال تقارير متتالية لوسائل علام غربية، مثل مجلتي ميدل إيست آي ونيويوركر، صحيفتي نيويورك تايمز وواشنطن بوست، ومحطة بي بي سي ووكالة أسوشيتد برس وغيرها.
قادة ومقامرة
ويقول الكاتب إن قادة الخليج قامروا عندما راهنوا على أن بإمكانهم شراء خدمات رجل من مثل ترامب، مضيفا أنهم يبذلون جهودا لدى الأخير وصهره جاريد كوشنر (زوج ابنته إيفانكا) وذلك للتأثير على البيت الأبيض بشأن من ينبغي لترامب طرده من البيت الأبيض أو من يبقيه في إدارته، وأن هذا الشأن الآن أصبح مسألة عامة يتداولها الجمهور.
وكانت هذه الصفقات -وفق ما قال الكاتب-تتم عبر مبالغ هائلة وعبر صفقات من الأسلحة لكن ترامب لا يعتبر أن هذه الأموال كافية، ولذا فهو ما انفك يعود مطالبا قادة الخليج بدفع المزيد، وذلك في ما يتعلق بالشأن السوري، بل إنه طلب من السعودية مؤخرا رفع إنتاجها اليومي من النفط بهذا السياق.
ويشير الكاتب إلى أن ترامب سبق أن قال لنظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون إن النظام قد ينهار في السعودية في غضون أسبوع لولا الحماية التي تقدمها له الولايات المتحدة، مضيفا أن على الرياض أن تعرف أن عليها أن تدفع.
ويقول كذلك إن ترامب ليس من الرجال المخلصين لأصدقائهم، فهو قد يدفع بأقرب أصدقائه تحت الحافلة، وإنه ينبغي للسعوديين أن يحذروا من أن ترامب يعتبر “ساما”.
قضايا وصفقات
ويضيف الكاتب أن قضايا مثل الحرب على اليمن وحصار قطر وصفقة القرن -التي ستفرض على الفلسطينيين وتحرمهم من حقوقهم الأساسية المعترف بها دوليا-والحرب المتوقعة ضد إيران، كلها من تصورات وتنفيذ مجموعة من المسؤولين بالسعودية والإمارات وإسرائيل.
بل إن السعوديين اليوم -حسب الكاتب-لا يحاولون إنكار علاقتهم الأمنية مع إسرائيل أو دورهم بالصفقة التي تنكر بوضوح حق الفلسطينيين في العودة وكون القدس الشرقية عاصمة لهم رغم أنه حق معترف به دوليا.
وبالنسبة للشرق الأوسط، يقول الكاتب “مهما دفع القادة من أموال إلى ترامب، فإنه سيبقى يستخدمهم لأغراضه الشخصية، ثم سرعان ما يتجاهلهم”.
ولكن كيف يتعامل ترامب مع حلفائه الأوروبيين؟
يقول الكاتب إن ترامب هدد بالانسحاب من حلف شمال الأطلسي (الناتو) وأنه أخبر قادة الحلف بأنه إذا لم يحققوا أهداف إنفاقهم التي بلغت 2% بحلول يناير/كانون الثاني فإنه سيتخذ إجراءاته الخاصة.
ويضيف أن ترامب أيضا سبق أن أخبر المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل -التي نشأت في ألمانيا الشرقية-بأنها كانت أسيرة لروسيا، في حين أن الغاز الروسي لا يلبي سوى 9% من احتياجات ألمانيا من الطاقة.
كما أن ترامب -وفق الكاتب-طعن مضيفته الحالية رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي في ظهرها من خلال إدلائه بتصريحات لصحيفة “صن” البريطانية تتعلق بـ خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وقال إن ماي تسببت في تعطيل عمل حزبها وإن “خصمها” وزير الخارجية بوريس جونسون يصلح أن يكون رئيس وزراء جيدا.
لكن ترامب سرعان ما تراجع في مؤتمر صحفي بعد ساعات عن تصريحاته، حيث قام بشجب تقرير الصحيفة وأنه وصف ما جاء فيه بأنه يمثل “أخبارا مزيفة” مضيفا أن العلاقة بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة في “أعلى مستوى خاص”.
ويقول هيرست إنه لا داعي لكل هذه المظاهرات الاحتجاجية ضد زيارة ترامب لبريطانيا، لأنه هو نفسه يقوم بدور كبير لتدمير الولايات المتحدة نفسها.