إصابات برصاص الاحتلال بجمعة “حرق العلم” بغزة
أصيب عدد من الفلسطينيين برصاص الاحتلال الإسرائيلي شرق قطاع غزة، خلال مواجهات متفرقة تزامنت مع بدء توافد المتظاهرين بمحاذاة الخط الفاصل، للمشاركة في الجمعة الثالثة لمسيرات العودة، والتي أطلق عليها “جمعة حرق العلم”، في ظل استعدادات عسكرية كبيرة من الجيش الإسرائيلي تمهيدا لقمع المظاهرات.
وقالت مصادر طبية إن مواطنين فلسطينيين اثنين أصيبوا برصاص قناصة الاحتلال شرقي مدينة غزة وإصابتهم متوسطة، إلى جانب إصابة ثالثة وصفت حالتها بالخطيرة.
كما أفاد شهود عيان أن مسعفا فلسطينيا أصيب بطلق ناري في القدم شرق مدينة رفح جنوب قطاع غزة.
واستنكرت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة في بيان لها، إقدام الاحتلال على استهداف النقطة الطبية في خانيونس، مما أدى لعرقلة عمل الطواقم الطبية.
وأكد المتحدث باسم وزارة الصحة الدكتور أشرف القدرة أنه “رغم استهداف نقاطنا الطبية بشكل مباشر وإصابة المسعفين، لكننا مصرون على مواصلة تقديم واجبنا في تضميد جراح أبناء شعبنا تحت كل الظروف”.
وأشار القدرة إلى أن إجمالي الإصابات في مسيرة العودة بقطاع غزة حتى اللحظة 30 إصابة مختلفة، إحداها حرجة شرق خان يونس.
وشهدت الأيام القليلة الماضية دعوات مكثفة للحشد لجمعة “حرق العلم الإسرائيلي ورفع العمل الفلسطيني”، كما أطلقت عليها الهيئة الوطنية لإحياء مسيرة العودة وكسر الحصار، وهي الجهة الوطنية المشرفة على فعاليات مسيرات العودة.
ورفع الشبان العلم الفلسطيني على ساريات كبيرة وضعت في مخيمات العودة الخمس القريبة من الخط العازل الذي يفصل القطاع عن باقي الأراضي الفلسطينية المحتلة، ويصل ارتفاع بعضها لأكثر من 20 مترا، في المقابل سيتم حرق العلم الإسرائيلي.
وأكد عضو الهيئة الوطنية لإحياء مسيرة العودة، ماهر مزهر، أن “مسيرات العودة وكسر الحصار مستمرة حتى تحقيق طموحات وأحلام شعبنا الفلسطيني وإنجاز الأهداف التي انطلقت من أجلها تلك المسيرة”.
وأوضح في حديثه لـ”عربي21″، أن اختيار هذا الاسم للجمعة الثالثة من مسيرات العودة (حرق العلم الإسرائيلي ورفع العلم الفلسطيني)، يأتي “لإيصال رسالة لكل دول العالم، أن هناك حالة إجماع وطني فلسطيني حول تحقيق العودة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس”.
وأضاف أن “حرق العلم الإسرائيلي هو رسالة للصهاينة؛ بأن حلمهم بدولة من النيل إلى الفرات إلى زوال”، وتابع: “لذلك يأتي حرق هذا العلم، الذي يلتف حوله هذا الكيان المصطنع (إسرائيل) الذي يمارس سياسيات القتل والتشريد والذبح بحق شعبنا الفلسطيني، ويهوّد مدينة القدس والأراضي الفلسطينية المحتلة كافة”.
وقال: “مسيرات العودة وكسر الحصار الجماهيرية السلمية، مستمرة ولن تثنينا تهديدات العدو الإجرامية ولا كل التدخلات الإقليمية من هنا أو هناك”.
ولفت عضو الهيئة، أن “العدو الإسرائيلي المجرم يحاول خلط الأوراق عبر قصفه لبعض المواقع التابعة للمقاومة، ولذلك نحن سنستمر في سلمية هذه المسيرة لتفويت الفرصة عليه، وصولا ليوم الزحف الأكبر؛ وهو يوم 15 أيار/ من مايو المقبل”.
وأعرب مزهر، عن أمله: “تخرج جماهير شعبنا بكل فئاته في هذا اليوم المرتقب، بمئات الآلاف كي نوصل رسالة لهذا العدو؛ بأن الحق لا يسقط بالتقادم، وأن الشعب الفلسطيني مستمر في نضاله حتى نيل حريته واستقلاله”.
ومع دخول مسيرات العودة أسبوعها الثالث، ارتفع عدد شهداء إلى 35 شهيدا، وأكثر من 3100 جريح فلسطيني في قطاع غزة؛ وذلك منذ انطلاق فعاليات مسيرة العودة الشعبية السلمية يوم الجمعة الماضي بالتزامن مع ذكرى يوم الأرض، التي تستمر حتى 15 أيار/ مايو المقبل، وهو اليوم الذي يصادف ذكرى النكبة الفلسطينية.