أخبار رئيسيةعرب ودولي

هوكشتاين يستكمل من بيروت مساعي التهدئة: مسار يصطدم برسائل حزب الله

يجول كبير مستشاري الرئيس الأميركي لشؤون الطاقة والاستثمار عاموس هوكشتاين، اليوم الثلاثاء، على المسؤولين اللبنانيين لاستكمال المشاورات حول سبل تجنّب التصعيد الشامل على الحدود الجنوبية مع الداخل الفلسطيني، وتهدئة العمليات العسكرية على الجبهة، التي لا يزال حزب الله يتمسّك بربط مسارها ومصيرها بغزة.

وزار هوكشتاين بيروت في نوفمبر/تشرين الثاني، ويناير/كانون الثاني، ومارس/آذار، بهدف الحثّ على الوصول إلى “حلٍّ دبلوماسي ينهي العمليات الحربية على الحدود بين لبنان وإسرائيل، ويسمح للنازحين من الطرفين بالعودة إلى منازلهم”، وفق ما أكد المبعوث الأميركي بأكثر من تصريحٍ له، إلى جانب بحث مسألة ترسيم الحدود البرية، مع تقديمه في هذا الإطار جملة اقتراحات اصطدمت بعض بنودها بتحفظ لبنان ومن خلفه حزب الله، خصوصاً بما يتعلق بالشرط الإسرائيلي بسحب مقاتليه كيلومترات بعيداً عن الحدود.

وعشية زيارة هوكشتاين لبيروت، وجّه حزب الله رسائل استباقية إلى الأميركيين، بلسان مسؤوليه، بينهم النائب حسن فضل الله، الذي أكد أن “فكرة المنطقة العازلة هي أوهام تراود قادة العدو، وليست موضوعاً للنقاش”، كما كرّر التأكيد على أنّ جبهة لبنان لن تتوقف إلا بعد وقف الحرب على غزة.

وشدد فضل الله على أنّ “المقاومة في لبنان لا تخضع للتهديد وهي مستعدة لكل الاحتمالات”، و”المطلوب من الإدارة الأميركية أمرٌ واحدٌ، وهو وقف الحرب على غزة، لأن القرار بيدها لو كانت جادة”، مؤكداً أنّ “العدو لن يحصل على مكاسب سياسية من خلال تهديداته، وهو في مأزق حقيقي يتخبط به ‌‏نتنياهو وجيشه، وإذا أرادت الإدارة الأميركية إخراجه منه، فليس هناك إلا طريق واحد هو وقف الحرب، ‏والمقاومة في لبنان وفلسطين لن تقدم مكافآت لتنتشل تلك الإدارة نتنياهو من ورطته، وما يعجز عنه العدو في ‏الميدان، لن يحصل عليه بالسياسة”.

ولم تنجح جولات ومشاورات هوكشتاين حتى السّاعة في تخفيف الصراع بين حزب الله وجيش الاحتلال، أو إعطاء أي ضمانات بعدم قيام عدوان شامل على لبنان، في حين أنّ المخاوف لا تزال قائمة من سيناريو الحرب، خصوصاً أنّ المواجهات تأخذ مساراً متطوّراً في الآونة الأخيرة ولا سيما من حيث نوعية الأسلحة المستخدمة والأهداف المختارة، مع كشف حزب الله أكثر عن ترسانته وقدراته العسكرية، وتكثيف جيش الاحتلال اغتياله عناصر وقادة من محور المقاومة، ورفع منسوب استهدافه للمدنيين، بينهم أطفال ونساءً، بغض النظر عن التهدئة “المؤقتة” التي خيّمت لساعاتٍ بفعل عيد الأضحى.

وأعلن المكتب الإعلامي لرئيس البرلمان اللبناني نبيه بري أنّ الأخير “سيلتقي هوكشتاين اليوم الثلاثاء”، وذلك بعد الجولة التي قام بها المبعوث الأميركي أمس الاثنين في إسرائيل على وقع تصعيد العمليات العسكرية بين حزب الله وجيش الاحتلال وتجاوزها في أكثر من مرة قواعد الاشتباك المعمول بها.

كما سيلتقي هوكشتاين قائد الجيش اللبناني العماد جوزاف عون، العائد من الولايات المتحدة بعد جولةٍ وصفها مصدر مقرّب من قيادة الجيش بالجيدة والإيجابية، والتي حصل خلالها على تأكيدات أميركية باستمرار دعم المؤسسة العسكرية في لبنان، والوقوف إلى جانبها في هذه الظروف الدقيقة، والثناء على دورها في هذه المرحلة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى