صيحات جيلانية (5) حول سائر طرق علاج الانحطاط
الشيخ رائد صلاح
بعد أن استعرضت في المقالات الأربعة السابقة التي اخترت لها هذا العنوان (صيحات جيلانية ) الأسباب العشرة لانحطاط الأمة الإسلامية كما ذكرها الإمام عبد القادر الجيلاني في كتاب (الفتح الرباني)، ثمّ بعد أن وقفت على جانب من العلاج لهذا الانحطاط كما أشار إليه الإمام الجيلاني في كتاب (الفتح الرباني)، فها أنذا أواصل الحديث عن بقية طرق العلاج المطلوبة لهذا الانحطاط، لأنها تصلح أن تكون طرق علاج لانحطاطنا اليوم:
4- الالتزام بعقيدة أهل السنة والجماعة:
وحول ذلك قال الإمام الجيلاني (إمشوا في الجادة المستقيمة، لا تشبيه ولا تعطيل، بل اتباعًا لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم من غير تكلف ولا تطبع، ولا تشدّد ولا تمشدق ولا تمعقل، يسعكم ما وسع من كان قبلكم).
5- عبادة الله تعالى على علم:
وحول ذلك قال الإمام الجيلاني: (يا جاهل: تعلم العلم، فلا خير في عبادة بلا علم، ولا خير في إيقان بلا علم، تعلم واعمل، فإنك تفلح دنيا وآخرة، إذا لم يكن لك صبر على تحصيل العلم والعمل به، كيف تفلح. العلم إذا أعطيته كلك أعطاك بعضه).
6- الحرص على موافقة الشرع:
وحول ذلك قال الإمام الجيلاني: (من لم يكن الشرع رفيقه في جميع أفعاله وأحواله فهو هالك من الهالكين).
7- إصلاح القلوب:
وحول ذلك قال الإمام الجيلاني: (… وأصلحوا قلوبكم فإنها إذا صلحت صلح لكم سائر أحوالكم، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: (في ابن آدم مضغة إذا صلحت صلح لها سائر جسده، وإذا فسدت فسد لها سائر جسده ألا وهي القلب).
8- مجاهدة النفس:
وحول ذلك قال الإمام الجيلاني: (النفس كلها مخالفة منازعة، فمن أراد صلاحها فليجاهدها حتى يأمن شرها، كلها شر في شر، فإذا جوهدت واطمأنت صارت كلها خيرًا في خير، تصير موافقة في جميع الطاعات، وفي ترك جميع المعاصي، وحينئذ يقال لها: (يا أيتها النفس المطمئنة، إرجعي إلى ربك راضية مرضية). الفجر. يصح لها توقان ويزول عنها شرها، ولا تتعلق بشيء من المخلوقات).
9- استحضار التوبة طوال الوقت:
وحول ذلك قال الإمام الجيلاني: (تب عن ذنوبك وهرول عنها إلى مولاك عز وجل، إذا تبت فليتب ظاهرك وباطنك، التوبة قلب دولة، إخلع ثياب المعاصي بالتوبة الخالصة، والحياء من الله عز وجل حقيقة لا مجازًا، وهذا من أعمال القلوب بعد طهارة الجوارح بأعمال الشرع).
10- التحقق بالتوحيد والإخلاص:
وحول ذلك قال الإمام الجيلاني: (أساس الأعمال التوحيد والإخلاص، فمن لا توحيد له ولا إخلاص له لا عمل له، أحكم أساس أعمالك بالتوحيد والإخلاص، ثمَّ ابن الأعمال بحول الله تعالى وقوته، لا بحولك وقوتك، يد التوحيد هي البانية، لا يد الشرك والنفاق، الموحد هو الذي يرتفع قدر عمله أمّا المنافق فلا).
11- المداومة على الذكر والتفكر:
وحول ذلك قال الإمام الجيلاني: (ذكر اللسان بلا قلب لا كرامة ولا عزازة لك به، الذكر هو ذكر القلب والسر، ثمّ ذكر اللسان، إذا صح ذكر الحق تعالى “أذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون”. أذكره حتى يذكرك، أذكره حتى يحط الذكر عنك أوزارك، تبقى خاليًا عن وزر، تصير طاعة بلا معصية، فحينئذ يذكرك فيمن يذكر، فتشتغل به عن خلقه، ويشغلك ذكره عن مسألته، يصير كل مقصودك هو، فتشتغل عن جميع مقاصدك).
(تفكر في أمرك، التفكير في أمر القلب، فإذا رأيت لك حسنة فاشكر الله تعالى، وإذا رأيت لك سيئة فتب منها، بهذا التفكر يحيا دينك ويموت شيطانك، ولهذا قيل: تفكر ساعة خير من قيام ليلة).
12- المداومة الإمام الجيلاني: (إن أردت أن تصح لك هذه المتابعة فأكثر من ذكر الموت، فإنّ ذكره يعينك على نفسك وهواك وشيطانك وانعزالك عن دنياك، من لم يتعظ بالموت فما إلى وعظه من سبيل، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (كفى بالموت واعظًا)).
13- لزوم المساجد:
وحول ذلك قال الإمام الجيلاني: (عليكم بلزوم المساجد، وكثرة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، فإنه قال: (لو نزل من السماء نار لما نجا منها إلا أهل المساجد).
14- الحرص على التواضع وإسداء النصيحة:
وحول ذلك قال الإمام الجيلاني: (يا قوم دعوا التكبر على الله تعالى وعلى خلقه، اعرفوا قدركم وتواضعوا في نفوسكم، أوّلكم نطفة مذرة من ماء مهين، وآخركم جيفة ملقاة).
15- الأمر بالمعروف:
وحول ذلك قال الإمام الجيلاني: (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أحب إليَّ من ألف عابد في الصوامع).
16- نصرة الدين:
وحول ذلك قال الإمام الجيلاني: (المؤمن يحتدُّ لله تعالى لا لنفسه، يحتدُّ نصرةً لدينه لا نصرةً لنفسه، يغضب إذا خُرق حدّ من حدود الله تعالى، كما يغضب النّمر إذا أخذوا صيده، فلا جرم يغضب لغضبه، ويرضى لرضاه).
17- خطاب التفاؤل:
وحول ذلك قال الإمام الجيلاني: (يا قوم: سلّموا الأمور إلى الحق عز وجل فهو أعلم بكم منكم ،انتظروا فرجه، فإن من ساعة إلى ساعة فرجًا، اخدموا الحق عز وجل، واستفتحوا بابه، وأغلقوا أبواب الخلق، فإنه يريكم عجائب ما ليس في حسابكم).
18- المثابرة على التغيير:
وحول ذلك قال الإمام الجيلاني: (المبتدئ يهرب من الُفساق والعُصاة، والمنتهي يطلبهم، كيف لا يطلبهم وكل دوائهم عنده، ولهذا قال بعضهم- رحمه الله-: لا يضحك في وجه الفاسق إلا العارف).
19- التواصي بالصبر:
وحول ذلك قال الإمام الجيلاني: (بعينه ما يتحمل المتحملون من أجله، اصبروا معه ساعة وقد رأيتم لطفه وإنعامه سنين، الشجاعة صبر ساعة، إنَّ الله مع الصابرين بالنصر والظفر).
20- موافقة القدر:
وحول ذلك قال الإمام الجيلاني: (يا غلام نم تحت ميزاب القدر، متوسدًا بالصبر، متقلدًا بالموافقة، عابدًا بانتظار الفرج، فإذا كنت هكذا صبَّ عليك المقدر من فضله ومننه ما لا تحسن تطلبه وتتمناه).
21- الثبات عند البلاء:
وحول ذلك قال الإمام الجيلاني: (اللهم لا تبتلينا، اللهم ارزقنا القرب منك بلا بلاء.. فإن كان ولا بد من نار الآفات، فاجعلنا فيها كالسمندل الذي يبيض ويفرخ في النار وهي لا تضره ولا تحرقه).
22- الحذر من العوائق:
وحول ذلك قال الإمام الجيلاني: (يا غلام: إن قدرت أن تتفرغ من هموم الدنيا فافعل، وإلا فهرول بقلبك إلى الحق عز وجل، وتعلق بذيل رحمته حتى يخرج هم الدنيا من قلبك)
23- هجران قرناء السوء ومجالس المعاصي:
وحول ذلك قال الإمام الجيلاني: (يا غلام صحبتك للأشرار توقعك في سوء الظن بالأخيار).
24- ترك التعصب المذهبي:
وحول ذلك قال الإمام الجيلاني: (يا مسكين دع عنك الكلام فيما لا ينفعك أترك التعصب في المذهب، واشتغل بشيء ينفعك في الدنيا والآخرة).
25- عدم الحرص على مرضاة الخلق:
وحول ذلك قال الإمام الجيلاني: (وافق الحق عز وجل في الخلق، ولا توافق الخلق في الحق، انكسر من انكسر، وانجبر من انجبر).
26- الحذر من التقرب من السلاطين:
وحول ذلك قال الإمام الجيلاني: (يا غلام! لا تبع الدين بالتين، لا تبع دينك بتين السلاطين والملوك والأغنياء، وأكلة الحرام، إذا أكلت بدينك اسودَّ قلبك، وكيف لا يسودُّ وأنت تعبد الخلق..).
27- إحياء التكافل الاجتماعي:
وحول ذلك قال الإمام الجيلاني: (واسُوا الفقراء بشيء من أموالكم، لا تردوا سائلًا وأنتم تقدرون أن تعطوه شيئًا، قليلًا كان أو كثيرًا، وافقوا الحق عز وجل في حبه العطاء).
28- عدم الغفلة عن العيال:
وحول ذلك قال الإمام الجيلاني: (أهَلّني الله ببركات متابعتي للرسول صلى الله عليه وسلم وبري بوالدي ووالدتي- رحمهما الله تعالى).
29- الشيخ العامل:
وحول ذلك قال الإمام الجيلاني: (لا بد لك من شيخ حكيم عامل بحكم الله تعالى يهذبك ويعلمك وينصحك).