تقرير: التكافل الاجتماعي في مصر برمضان يخفف وطأة الأسعار على الفقراء
في ظل ارتفاع الأسعار المتوالي وحلول شهر رمضان، بدأت مبادرات للتكافل الاجتماعي بين المصريين بعيدا عن مؤسسات الحكومة كعمل تطوعي للتخفيف عن كاهل الفقراء والمحتاجين، في محاولة لتفادي أزمة ارتفاع الأسعار.
وفي ظل أوضاع اقتصادية صعبة، بدأت هذه المبادرات تظهر جليا، فقد سير الأهالي سيارة تجوب الشوارع في قرية ديسط بالدقهلية لجمع التبرعات وصرفها للمستحقين في الجمعيات الخيرية.
أما أهالي قرية شبرا بابل في المحلة الكبرى، فقد تبرعوا بأكثر من 2000 “شنطة رمضان” لتوزيعها على المحتاجين في شهر رمضان.
كما كانت هناك مبادرة من تاجر بيض عبر طرح طبق البيض بـ90 جنيهًا فقط، مساهمة منه في تخفيف الأعباء عن المواطنين في كفور الغاب بدمياط.
وتحت عنوان “من كفر الشيخ إلى أسوان” أرسل أهالي كفر الشيخ قافلة لدعم أهالي أسوان بعد تعرضهم لبعض الأزمات ونقص المواد الغذائية.
من كفر الشيخ إلى أسوان.. قوافل الخير تمتد عبر المحافظات للفقراء والمتعففين في كل ربوع الجمهورية مع اقتراب الشهر الكريم pic.twitter.com/NbFnGeht4u
— نافذة مصر (@EgyptWindowN) March 10, 2023
من جانبها، أعلنت مستشفيات خاصة عن “تحرير” سعر الكشف ليدفع المريض ما يقدر عليه، تحت شعار مبادرة “في الخير” قام تاجر فاكهة في الأقصر بتخصيص صندوق لزبائنه ليتبرعوا بالفواكه للفقراء والمحتاجين، وسائق تاكسي جعل سعر التوصيلة 5 جنيهات فقط للتخفيف عن كاهل الفقراء والمحتاجين.
ووفقا لأرقام الحكومة المصرية ارتفعت أسعار الطعام والمشروبات بنسبة 29.3 في المئة، والنقل والمواصلات بنسبة 6.9 في المئة، والسلع والخدمات المتنوعة بنسبة 7.1 في المئة، وذلك على أساس سنوي.
وفشلت الحكومة في وضع مظلة حماية اجتماعية كافية، مما دفع الأهالي للتكافل التطوعي فيما بينهم في الصور المشار إليها في التقرير.
الإسلام يحث على روح التكافل
وفي سياق تعليقه، أشاد الداعية والباحث الشرعي مصطفى إبراهيم بهذه المبادرات، ووصفها بأنها تمثل روح التكافل والتراحم التي دعا إليها الإسلام وشجع عليها، مستدلا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم عن الأشعريين، الذي قال الرسول فيه؛ “إنَّ الأشعريين إذا أرمَلُوا في الغَزْوِ، أو قَلَّ طعامُ عِيالِهم بالمدينةِ، جَمَعُوا ما كان عندهم في ثوبٍ واحدٍ، ثم اقتَسَمُوه بينهم في إناءٍ واحدٍ بالسَّوِيَّةِ، فَهُم مِنِّي وأنا مِنهُم”.
وشدد على أن الإسلام يحث على التصدق والعطف على الفقير والمسكين، ويحث على الإكثار من الصدقات في الأزمات والملمات، وعند الكوارث وأوقات الشدة.
وأكد، أن الإسلام ينزع صفة الإيمان عمن ينام شبعانا وجاره جائع، وذلك تصديقا للحديث النبوي الشريف الذي قال الرسول صلى الله عليه وسلم فيه: “والله لا يؤمن والله لا يؤمن والله لا يؤمن من بات شبعان وجاره جائع”، مضيفا أنه تبعا لذلك، يجب على كل أصحاب الأنشطة والحرف والمهن المساهمة بقدر ما يستطيعون في مثل هذه المبادرات الطيبة.
تنظيم المبادرة
أما الباحثة الاجتماعية والأسرية منال خضر، فتراها مبادرة طيبة تعكس ترابط المجتمع وتراحمه، لكنها تطالب بوضع هذه المبادرات الطيبة في إطار يضمن استمرارها وتعميمها من خلال تبرع الأفراد ليس فقط بالمال، ولكن بأنشطة متنوعة من قبيل العلم والرعاية، بحيث يخصص كل شخص جزءا من وقته أو علمه أو صحته للتبرع بها دعما للآخرين.
وأضافت، “ليس بالضرورة أن يكون الأمر عبر القنوات الرسمية والأوقاف الحكومية، ولكن من خلال أفراد وفي الإطار التلقائي نفسه، وهذا يزيد من تماسك نسيج المجتمع ويقويه أكثر، فالتراحم بين أفراد المجتمع يجعله أكثر متانة ترابطا وقوة”.