منازل متهالكة.. آلاف اللاجئين الفلسطينيين في لبنان يخشون سقوطها
بعد سلسلة من الزلازل التي ضربت كلًا من سوريا وتركيا، ازدادت مخاوف اللاجئين الفلسطينيين في لبنان خلال الأسابيع الماضية، وتعالت أصواتهم بالشكوى خشية انهيار بيوتهم المتصدعة والآيلة للسقوط على رؤوسهم.
ويشتكي معظم اللاجئين من حياة غير آمنة نتيجة بيوت متواضعة يعيشون فيها، لا تتعدى مساحتها 70 متراً مربعاً، يتحركون داخلها بصعوبة، ولا تصلح للعيش الأدمي.
هذه البيوت، ليست متهالكة فحسب، بل معتمة بسبب انعدام دخول الشمس، فهي بلا نوافذ نتيجة لتلاصقها مع بعضها البعض، فضلا عن أسقفها المصنوعة من الزينكو والمهددة بالانهيار في أي وقت على رؤوس قاطنيها.
قلق دائم
يقول اللاجئ الفلسطيني أبو خالد أحد أبناء مخيم الجليل في بعلبك، إنهم يعيشون في قلق وبرعب خوفاً من انهيار المنازل على رؤوسهم في حال حدثت أي هزة أرضية جديدة.
وأشار إلى وجود عدة مبان فرنسية، أنشئت في عهد الانتداب الفرنسي للبنان، أبرزها وفق التسميات الشعبية لأهالي المخيم، “العمرة الصفراء” وهي أكبر المباني، تقع وسط المخيم مؤلفة من ثلاث طبقات، ويقطنها حوالي ٦٠ عائلة ويعاني المبنى من ميلان وتصدعات في جدرانه.
أما “العمرة البيضاء” وهو مبنى مؤلف من ثلاث طوابق يقع على أطراف المخيم، ويقطنه حوالي 10 عائلات، حاله ليس بأفضل من حال المبنى الأصفر من حيث التصدع.
يقول أبو خالد إنَّ سكان المباني يشتكون منذ عدة سنوات إهمال الأونروا في ترميم وتأهيل المبنيين، وهو ما دفعهم لتنفيذ العديد من الخطوات الاحتجاجية بوجه الأونروا شهدت اعتصامات وإقفالًا للمكاتب ومراكز الوكالة.
وعود جوفاء
ونتيجة لهذه الضغوط، أعلنت الأونروا عن إعادة تأهيل للمباني، لكن جل ما قامت به الأونروا هو عملية تجميلية من خلال تغطية التصدعات ودهان المبنى.
بعد وقوع الزلزال الذي ضرب المنطقة قبل أسابيع، وما تبعه من هزات ارتدادية عديدة، يرفع الأهالي مجددا صرختهم بوجه تقصير الأونروا، فالمبنى الذي يشهد تصدعات وشقوق في جدرانه وسقفه لم يستفز الوكالة المعنية بإغاثة وتشغيل وحماية اللاجئين الفلسطينيين للكشف على المبنى وفحص نسبة الخطر الذي يتعرض له في ظل الزلازل والهزات.
ويناشد أهالي المباني الفرنسية عبر “لاجئ نت” الدولة اللبنانية والفصائل الفلسطينية للضغط على الأونروا للقيام بواجبها في الكشف السريع على المباني، وتأهيلها وتأمين سكانها.
ووفقاً للكاتب والمتخصص بالشأن الفلسطيني أحمد الحاج، فإنه من الطبيعي أن تتأثر المنازل في المخيمات الفلسطينية في لبنان لأنها مبينة بشكل عشوائي غير مستندة إلى أسس هندسية نتيجة للحصار على المخيمات بمنع إدخال مواد البناء مما يحدث البناء بشكل مستعجل من دون الخضوع إلى دراسة مهنية وهندسية.
مخاطر واضحة
يقول “الحاج” لـ”لاجئ نت “: “من الطبيعي أن يؤثر تكرار الهزات الأرضية في منازل المخيمات الفلسطينية بلبنان، لأنها غير مبنية استناداً إلى أسس هندسية ملائمة، ومعرضة بالتالي لمخاطر السقوط أكثر من غيرها.
وكانت مخيمات بيروت تعرضت لتصدع واضح في الأساسات في حرب تموز 2006 نتيجة للقصف المتواصل على الضاحية الجنوبية في بيروت، ورغم ذلك لم تعوض الدولة اللبنانية أو الأونروا أو تحاول الكشف عن هذه المنازل كما فعلت في الضاحية والعديد من المناطق اللبنانية.
وأضاف الحاج بأن “الأونروا” قالت في بيانات سابقة قبل حدوث الزلزال إن هناك نحو 5500 منزل في المخيمات لا تصلح للسكن وعرضة للانهيار في أي وقت وبحاجة إلى إعادة تأهيل، وبالتأكيد ما بعد الزلزال أصبحت بحاجة إلى إعادة تأهيل أكثر من أي وقت مضى وأصبحت عرضة للانهيار أكثر.
وقال: إنَّ “الأونروا” أصدرت بيانات زعمت فيها أنها ستقوم بإجراء مسح للمخيمات إلا أنها حتى اللحظة لم تقم بأي خطوة.