مرابطون في وجه الاقتحامات.. عنوان الدفاع عن المسجد الأقصى
يداوم المقدسي خالد الزير من بلدة سلوان، على الرباط المستمر في المسجد الأقصى، وهو في حالة تأهب مستمرة لصد اقتحامات المستوطنين. ويستعد الزير للوقوف أمام اقتحامات تنوي الجماعات الاستيطانية تنفيذها للمسجد الأقصى غدًا الاثنين، بمناسبة ما يسمى “عيد الشجرة اليهودي”.
ويدرك الزير الذي حافظ على الرباط سنوات في الأقصى، عدم أهمية هذه المناسبة بالنسبة لليهود أنفسهم، لكنه يعلم جيدًا مساعي المستوطنين المحمومة إلى استغلالها في تنفيذ الاقتحامات.
وقال في تصريحات صحفية: “إن الجماعات الاستيطانية تستغل حالة التطرف الناتجة عن ائتلاف حكومة اليمين في كيان الاحتلال برئاسة بنيامين نتنياهو، لتنفيذ المزيد من الاقتحامات؛ بهدف أداء طقوس تلمودية ضمن مخططات التهويد”.
وأضاف أن “هذه الاقتحامات لن تمر مرور الكرام، وسنتصدى لها بقدر الإمكان. وطالب أهالي مدينة القدس، وكل من يتمكن من الوصول إلى الأقصى من أهالي الضفة الغربية والداخل الفلسطيني، بتكثيف التواجد والرباط في المسجد؛ من أجل حمايته”.
وتابع الزير: “إن مطامع حكومة الاحتلال والمستوطنين تسعى إلى السيطرة على الأقصى وتقسيمه زمانيًا ومكانيًا.
كذلك تواظب المقدسية عايدة صيداوي، على الرباط المستمر في المسجد الأقصى منذ إنهاء سلطات الاحتلال مدة إبعادها مؤخرًا والتي استمرت 10 شهور كاملة.
وتسكن الصيداوي قرب باب الحديد، أحد أبواب المسجد الأقصى، ولا يفصلها عن الأقصى سوى بعض أمتار، لذلك من السهل عليها الذهاب إليه دائمًا، إلى جانب عدد من المرابطين والمرابطات.
لكن هذا ما لم يرق للاحتلال إذ قرر إبعادها عن الأقصى لأول مرة عام 2007؛ بسبب رباطها المستمر وتصديها للاقتحامات.
وأكدت الصيادوي في حديث معها، أهمية التوجه إلى المسجد الأقصى والصلاة والرباط فيه أيضًا، مقابل ما يتعرض له من اقتحامات مستمرة في الأعياد اليهودية وبدونها أيضًا، مناشدة بذلك أهالي القدس والضفة الغربية والداخل الفلسطيني.
وتعرف صيداوي أنها لا تشكل خطرًا على أمن الاحتلال، سوى أنها تحرص على الرباط في الأقصى، في محاولة منها والمئات من أهالي القدس الحيلولة دون تنفيذ مخططات التهويد والتقسيم الإسرائيلية، ولذلك تلجأ سلطات الاحتلال إلى إبعادها باستمرار ومعها مجموعة من المرابطات، بينهن هنادي الحلواني، الشهيرة بصناعة مأكولات فلسطينية شهيرة عند أبواب الأقصى.
وقال الناشط المقدسي صالح دياب، من سكان حي الشيخ جراح: “إن ما تشهده مدينة القدس، والمسجد الأقصى خاصة يعكس مدى الهجمة الشرسة التي تشنها حكومة الائتلاف اليمينية المتطرفة”.
وأضاف دياب في حديث صحفي: “إن المشاريع والمخططات التي لم تتمكن حكومات الاحتلال السابقة تنفيذها وتحقيقها أحيلت إلى الحكومة الحالية، التي تعمل عبر وزرائها المتطرفين، ولا سيما وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، على تحقيقها عبر سلسلة قوانين وإجراءات عنصرية أقرتها منذ تشكيلها بعد نجاح نتنياهو في انتخابات “الكنيست”.
وتابع: إن “تهويد القدس والأقصى على رأس أولويات هذه الحكومة المتطرفة، ولذلك علينا نحن الفلسطينيين في القدس وخارجها التصدي لهذه المساعي بكل قوة”.
وأكمل دياب: “إن المستوطنين لم يتمكنوا في السنوات السابقة من أداء طقوسهم التلمودية أمام المسلمين عند اقتحام الأقصى، لكنهم حاليًا أصبحوا ينفذوها أمام الجميع، بل أدخلوا أشياء أخرى في الاقتحامات، مثل: النفخ في البوق، والنوم على أرض ساحات الأقصى”.
ونبَّه على تصاعد وتيرة اقتحامات الأقصى في الأعياد اليهودية، وتتزامن ذروتها مع المناسبات الإسلامية، ومنها شهر رمضان الذي شهد في السنوات الماضية ما تسمى “مسيرة الأعلام”.