لبنان ينفي نقل طيران إيراني أسلحة عبر مطار بيروت وإسرائيل تحذّر
نفت السلطات اللبنانية، مساء أمس الخميس، تقريرا أوردته قناة سعودية، حول نقل طيران “معراج” الإيراني أسلحة إلى “حزب الله” اللبناني، عبر مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، فيما اعبرت جهات إسرائيلية أن التقرير جاء لتحذير السلطات اللبنانية من هجمات إسرائيلية محتملة في لبنان لإحباط “مسار نقل الأسلحة الجديد” من طهران إلى بيروت.
وأفادت هيئة البث العام الإسرائيلي (“كان 11”) بأنه في إسرائيل “قلقون من خط تهريب الأسلحة الجديد بين طهران وبيروت”، ونقلت عن مسؤول إسرائيلي رفيع قوله إن التقارير حول “المسار الجديد” لنقل الأسلحة من طهران إلى بيروت “يؤكد نجاح عمليات الجيش الإسرائيلي في إحباط محاولات نقل الأسلحة من إيران إلى حزب الله” عبر الأراضي السورية.
وأضاف أن “إيران تحاول البحث عن مسار آخر لنقر الأسلحة والمعدات القتالية المتطورة إلى حزب الله وتوجهوا لمسار مباشر عبر مطار لبنان الدولي”، وأشارت “كان 11” إلى أن سلاح الجو التابع لجيش الاحتلال الإسرائيلي، كان حذرا حتى هذه المرحلة من تنفيذ هجمات واستهداف مواقع في الأراضي اللبنانية.
وأشارت القناة إلى إن “إسرائيل كانت تخشى من أن تؤدي مثل هذه الهجمات (على مواقع في لبنان) إلى تصعيد في مواجهة ‘حزب الله‘ اللبناني”، مشددة على أن نقل أسلحة ومعدات حساسة لـ”حزب الله” عبر مطار بيروت، قد يضع إسرائيل أمام “معضلة” حول إذا ما كانت ستعمل لإحباط هذه المحاولات. واعتبرت أن التقرير حول “خط نقل الأسلحة الجديد” الذي أورته قناة “العربية” السعودية، جاء لبث رسائل تحذير للسلطات في لبنان.
وخلال مؤتمر صحافي عقد في مطار رفيق الحريري، بمشاركة وزير الداخلية اللبناني، بسام مولوي، ومدير عام الطيران المدني، فادي الحسن، نفى مولوي نقل أسلحة عبر طيران “معراج” وشدد على أن “جهاز أمن المطار واع لكل ما يدخل ويخرج من لبنان”.
وردا على مزاعم نقل أسلحة عبر الطيران المدني، قال مولوي: “نحن حريصون على تطبيق القوانين على كل الطيران والمهم حماية لبنان وسلامة الطيران”. وأضاف “مدير عام الطيران المدني أوضح الموضوع وهو يقوم بمسؤولياته في هذا الإطار مثل أي ضابط في جهاز أمن المطار”.
وفي تصريحاته للصحافيين، أكد فادي الحسن أنّ نقل أسلحة عبر مطار بيروت “خبر عار من الصحة”. وأوضح أنّ “الشركة (معراج الإيرانية) بدأت أول رحلة لها إلى مطار بيروت الدولي في 14 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي وتستوفي كل الشروط الأمنية”.
وأكد مدير عام الطيران المدني أن “توقيت هذا الخبر مؤذ لسمعة مطار بيروت”.
وكانت القناة السعودية قد نقلت عن مصادر (لم تسمها) مزاعم بأن “رحلات الشركة الإيرانية (معراج) إلى لبنان تنقل أسلحة ومعدات حساسة لحزب الله”، مشيرة إلى أن “استغلال مطار بيروت في نقل أسلحة إيرانية للبنان سيضر الاقتصاد اللبناني”، على حد تعبيرها.
ولفتت إلى أن “إسرائيل تخشى انضمام مطار بيروت إلى مسار تهريب الأسلحة من إيران للبنان”.
وعام 2018 قررت وزارة الخزانة الأميركية فرض عقوبات على شركة “معراج” ضمن مؤسسات طيران إيرانية أخرى.
وأفادت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية، في تقرير صدر عنها في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، نقلًا عن مسؤولين إسرائيليين كبار، بتدمير 90% من البنى التحتية العسكرية الإيرانية في سورية نتيجة الهجمات الإسرائيلية.
وحسب المسؤولين الذين لم يُكشف عن أسمائهم، أضافت الصحيفة أن الاحتلال “نجح في الحد بشكل شبه كامل من قدرة طهران على نقل الأسلحة إلى دمشق وتصنيعها هناك”.
وقال المسؤولون إن خطة القائد السابق لـ”فيلق القدس” الإيراني، قاسم سليماني، الذي قُتل على أيدي الأميركيين عام 2020، “باءت بالفشل” بسبب استمرار الحملة الجوية للجيش الإسرائيلي على أهداف في سورية.
ورأت الصحيفة الإسرائيلية، وفقا لمصادرها، أنه رغم التوتر بين إسرائيل وروسيا التي حذرت تل أبيب مؤخرًا من نقل أسلحة إلى أوكرانيا، فإن آلية تفادي التضارب لمنع الاحتكاك الروسي الإسرائيلي في سوريا “تعمل كالمعتاد”.