عذرا يا أهلنا في كَفر- قاسم
الشيخ رائد صلاح
كان من المفروض أن تنطلق مسيرة إفشاء السلام الأولى للدراجات النارية والتي ضمت مائة وثلاثين دراجة نارية من قلب مدينتنا كَفر-قاسم، وكان من المفروض أن يحظى كل المشاركين بهذه المسيرة بوجبة إفطار صباحية على مائدة أهلنا في مدينتنا كفر-قاسم ثمَّ أن تحظى انطلاقة المسيرة بتحية مباركة من رئيس بلدية كفر-قاسم الأخ عادل بدير، بحضور جماهيري مبارك من أهلنا في مدينتنا كفر-قاسم، ولكن لا أدري لماذا أصرَّت الشرطة على منعنا من دخول مدينتنا كفر-قاسم بادّعاء أنها تشهد ازدحاما مكثَّفًا في كل يوم سبت، وهو ادّعاء مستهجن ومرفوض جملة وتفصيلا لا سيّما وأن معظم بلداتنا في الداخل الفلسطيني تشهد ازدحاما كذلك في كل يوم سبت!! وكم حاولنا المرة بعد المرة أن تكون انطلاقة هذه المسيرة من حيّ على أطراف مدينتنا كفر-قاسم كي نحافظ على مقامها ومكانتها إلا أنَّ الشرطة رفضت كل عروضنا البديلة!! وأصرَّت أن تكون انطلاقة المسيرة من محطة القطارات القريبة من مدينة راس-العين (ראש העין)، وهذا ما كان مع شديد الأسف، ولذلك نقول من عميق قلوبنا: عذرا يا أهلنا في كفر-قاسم!! ما كان لنا أن ننساكم ولن ننساكم، وما كان لنا أن نتجاوزكم ولن نتجاوزكم، وأنتم على الرأس والعين، ولعل نشاطات قريبة قادمة ستكون لنا نحن لجان إفشاء السلام المنبثقة عن لجنة المتابعة في مدينتنا كفر-قاسم، هذه المدينة التي ستبقى في قلوبنا.
ومع هذه العثرة التي كانت فوق إرادتنا إلا أن هذه المسيرة انطلقت بشراكة مباركة مع نادي البراق للدراجات النارية وحضور مؤثر من أهلنا في النقب ومن نادي التماسيح من جسر الزرقاء، نعم انطلقت هذه المسيرة بعين الله تعالى تحمل رسالة إفشاء السلام ونبذ العنف وتجديد الهمة والتفاؤل وفق هذا الترتيب:
1- كانت محطتنا الأولى بعد انطلاق المسيرة في بلدتنا كفر-برا حيث دخل كل موكب الدراجات النارية إلى قلب هذه البلدة، وكان في استقبالنا رئيس المجلس المحلي الأخ محمود عاصي، فأكرمنا- جزاه الله خيرا- بكلمة ترحاب صافية وصادقة رفعت من معنوياتنا، وحظينا كذلك بتشريفات كريمة من أهل هذه البلدة، وكان البعض منهم يقفون على أطراف الشوارع أو على شرفات المنازل، ويصورون هذه المسيرة بهواتفهم الخلوية، وكان المشهد مؤثرا.
2- انطلقنا بعد ذلك إلى بلدتنا جلجولية، حيث دخل موكب كل الدراجات النارية إلى قلب هذه البلدة، وكان في استقبالنا رئيس المجلس المحلي الأخ درويش رابي، ولفيف من أعضاء المجلس، إلى جانب أعضاء لجنة إفشاء السلام المحلية في بلدتنا جلجولية، وحظينا بكلمات ترحاب أخوية وصادقة من الأخ درويش رابي، ثم حظينا بتشريفات كريمة من أهلنا هناك، لا بل إن البعض منهم انضم إلى مسيرتنا فورا، وسار معنا نحو المحطات الأخرى، وكم كان المشهد مؤثرا عندما كنا نرى الأطفال والنساء يصورون هذه المسيرة بواسطة هواتفهم الخلوية.
3- ثمَّ انطلقت مسيرتنا إلى مدينتنا الطيرة، وتقدَّم موكب مسيرتنا حتى وصل إلى قلب هذه المدينة، وهناك عند أحد دواراتها كان في استقبالنا رئيس البلدية الأخ ثائر عبد الحي، وأعضاء من لجنة إفشاء السلام المحلية في مدينتنا الطيرة، وحظينا بكلمات ترحاب حية ونابضة من الأخ ثائر عبد الحي، ثم حظينا بتشريفات كريمة من أهلنا هناك كان في مقدمتها العنب الطيراوي الأحمر الذي يقطر حلاوة كالعسل، ولن ننسى تلك اللحظات التي وقف فيها بعض الأهل الطيراويين على أطراف الشوارع يلوِّحون بأيديهم استقبالا لنا، ويواصلون تصوير المسيرة بواسطة هواتفهم الخلوية.
4- ثم انطلقت مسيرتنا إلى مدينتنا الطيبة، وتقدَّم موكب هذه المسيرة حتى وصل إلى قلب هذه المدينة، وهناك كان في استقبالنا رئيس البلدية الأخ شعاع منصور ولفيف من العاملين في البلدية إلى جانب أعضاء لجنة إفشاء السلام المحلية، وحظينا بكلمات ترحاب دافئة وعاطفية من الأخ شعاع منصور، ثمَّ حظينا بتشريفات كريمة من أهلنا هناك، وكان في مقدمتها المعجنات المختلفة التي برعت بإعدادها أفران هذه المدينة، وبطبيعة الحال كان المشهد مؤثرا، حيث التف الأهل حولنا وقاموا بمصافحتنا، وقاموا بتصوير المسيرة بواسطة هواتفهم الخلوية، وإن أنسى فلن أنسى صوت تلك المرأة التي صاحت فينا من على شرفة منزلها: (القهوة على النار.. تفضلوا إلى بيتنا حتى تشربوا القهوة)!!
5- ثم انطلقت مسيرتنا إلى مدينتنا قلنسوة، وتقدم موكبنا من مدخل هذه المدينة ثمَّ سار جولة طويلة بين بيوتها، حتى وصلنا إلى أحد دواراتها، حيث كان في استقبالنا هناك الأخ عبد الباسط سلامة رئيس البلدية وأعضاء لجنة إفشاء السلام المحلية في تلك المدينة، وحظينا بكلمات ترحاب قلبية حارة من الأخ عبد الباسط سلامة ثم حظينا بتشريفات كريمة من أهلنا هناك ذات أصناف وألوان، وكم غمرتنا الفرحة عندما اقترب الأهل منا وراحوا يصورون تلك المسيرة بواسطة هواتفهم الخلوية، لا بل إن بعضهم أصرّ إلا أن يلتقط صورا مشتركة معنا، فكان الجو مهيبا، ومفعما بالعزيمة والأمل.
6- ثم انطلقت مسيرتنا إلى بلدتنا زيمر، ودخل موكبنا إلى قلب هذه البلدة، وهناك كانت المفاجأة المباركة، حيث كان في استقبالنا الأخ تميم ياسين رئيس المجلس المحلي، وبعض العاملين في هذا المجلس، وأعضاء لجنة إفشاء السلام المحلية في هذه البلدة، وإلى جانب كل ذلك كان في استقبالنا طاقم معلمين ومعلمات مع صفوة من طلابهم حيث تحلقوا حولنا وهم يرفعون الشعارات التي تدعو إلى إفشاء السلام ونبذ العنف. ثم حظينا بكلمات ترحاب رقيقة وعذبة من الأخ تميم ياسين، ثمَّ حظينا بتشريفات كريمة من أهلنا هناك، مما يعني أن أجواء الاستقبال كانت في غاية الروعة والبهجة، ومما لفت انتباهي كثرة وسائل الإعلام إلى جانب الأهل الذين التفوا حولنا يصورون تلك المسيرة بهواتفهم الخلوية.
7- ثم انطلقت مسيرتنا إلى بلدتنا جت، فطاف موكبنا بين بيوت هذه البلدة، حتى وصلنا إلى الدوار القريب من مبنى المجلس المحلي فيها، وهناك كان في استقبالنا رئيس المجلس المحلي الأخ خالد غرة، وأعضاء لجنة إفشاء السلام المحلية في هذه البلدة، وحظينا بكلمات ترحاب وفيّة وواعدة من الأخ خالد غرة، وحظينا بتشريفات كريمة من أهلنا في هذه البلدة، وكم كان ازدحام السيارات شديدا من حولنا إلا أن جميع السائقين تفهموا أهمية الموقف، فابتسموا لنا وألقوا علينا التحية، وواصل الأهل من على شرفات بيوتهم يصورون المسيرة بهواتفهم الخلوية.
8- ثمَّ انطلقت مسيرتنا إلى محطتنا الختامية إلى مديتنا باقة الغربية، فكانت لموكبنا جولة طويلة في شوارعها وبين بيوتها، حتى وصلنا إلى المبنى الشعبي العامر المعروف باسم الديوان، وهناك تناولنا وجبة الغداء التي كانت عبارة عن شطائر شوارما، وتناولنا التشريفات الكريمة التي أعدَّها لنا الأهل هناك، ثم بدأ المهرجان الختامي في ذاك المبنى لتلك المسيرة بحضور الأخ محمد رشدي مجادلة نائب رئيس بلدية باقة الغربية، وبحضور أعضاء لجنة إفشاء السلام المحلية وأعضاء لجنة الإصلاح المحلية في تلك المدينة، إلى جانب لفيف من الناشطين الاجتماعيين، وخلال ذاك المهرجان حظينا بكلمات توجيهية هادفة من الأخ محمد رشدي مجادلة. وكم كان المشهد مؤثرا عندما وقف الكثير من أهلنا هناك يصورون ذاك المهرجان وتلك المسيرة بهواتفهم الخلوية.
9- وهكذا انتهت تلك المسيرة، وها نحن مقبلون على مسيرات إفشاء سلام أخرى للدراجات النارية، وعلى مسيرات إفشاء سلام أخرى للخيل والدراجات الهوائية والمراكب البحرية، كما أننا مقبلون على سلسلة نشاطات أخرى رياضية وفنية وتطوعية تدعو إلى إفشاء السلام.