أخبار رئيسيةالضفة وغزةتقارير ومقابلاتشؤون إسرائيليةومضات

مركز بحثي إسرائيلي: روح المقاومة تعززت في الضفة

أكد مركز بحثي إسرائيلي، أن عملية إطلاق النار التي استهدفت حافلة جنود في غور الأردن الأحد الماضي، تشكل فصلا آخر في روح المقاومة الفلسطينية، الآخذة في التشكل بالتعاون بين الفصائل الفلسطينية.

وأوضح “مركز بحوث الأمن القومي” التابع لجامعة “تل أبيب” العبرية، في تقديره الاستراتيجي الذي أعده كوبي ميخائيل، أن عملية إطلاق النار التي وقعت في شارع “90”، واستهدفت حافلة للجنود الإسرائيليين وأدت لإصابة 6 منهم الأحد الماضي، “لم تكن مفاجئة، لا بكونها عملية إطلاق نار ولا في توقيتها، ولا حتى فيما يتعلق بمنفذيها”.

تصاعد المقاومة في الضفة

ولفت إلى أن هذه العملية هي “شجرة أخرى في غابة المقاومة الآخذة في الاتساع، وفصل آخر في روح المقاومة الفلسطينية الآخذة في التشكل بروح الجهاد الإسلامي بالتعاون مع حركة حماس وكتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة فتح. والمهم الآن، فحص كل الغابة وعدم التركيز على أحد الأشجار”، حسب تعبيره.

وأقر أن حركة الجهاد “نجحت في إدخال السلاح إلى المناطق في الضفة الغربية، والتحول إلى المنظمة الأقوى والأهم في هذه المنطقة، وهي متمسكة بفكرة المقاومة المسلحة ضد إسرائيل، وتمكنت من ترسيخ التعاون مع حماس وفتح”، منوها إلى أن “دفيئة” المقاومة التي تعمل في جنين بقيادة الجهاد الإسلامي، انتقلت لنابلس بسبب الصعوبات التي وضعها أمامها الجيش الإسرائيلي، والدليل أن منفذي عملية الحافلة جاؤوا من هناك”.

وأكد المركز، في تقديره الذي يأتي ضمن نشرة استراتيجية يصدرها بشكل شبه دوري تحت عنوان “نظرة عليا”، أن عناصر المقاومة الفلسطينية يمكنهم التشويش على عمليات الجيش، خاصة تلك التي “تركز على عمليات معينة على طريقة المستعربين، ويتم الاشتباك مع قوات الجيش وتوثيق ما يحدث ونشره على الفور في الشبكات الاجتماعية”.

وفي اعتراف صريح بفشل سياسات الاحتلال في قمع المقاومة في الضفة، أكد المركز أن حملات الاعتقال المكثفة، وتصفية المقاومين والإصابات في صفوف الفلسطينيين، كل ذلك ساهم في “تعزيز روح المقاومة وانتشارها في أرجاء الضفة الغربية”.

ونبه إلى أن “حماس” هي الأخرى “واصلت جهودها لزيادة قوتها العسكرية في المنطقة بقيادة صالح العاروري، وكتائب شهداء الأقصى التابعة لفتح، واصلت فصل نفسها عن السلطة الفلسطينية، وانضمت إلى الكفاح المسلح ضد قوات الجيش الإسرائيلي، من خلال السعي لتنفيذ عمليات، وكل هذا يشي بعمق التعاون بين التنظيمات في منطقة جنين”.

 

فشل أسلوب “جز العشب”

ورأى المركز أن “الأزمة الاقتصادية بحد ذاتها ليست العامل الذي يفسر هذه الظاهرة، بل الحديث يدور عن وعي نضالي متزايد، الذي تتم تغذيته من تصاعد مستوى الاحتكاك العنيف مع قوات الجيش الإسرائيلي ومن الشعور بالنجاح، خاصة مع الفراغ السلطوي للسلطة الفلسطينية، التي تضررت صورتها ومكانتها بشكل كبير في نظر الجمهور الفلسطيني، بعد الفشل في تحقيق الحلم الوطني”.

وأضاف: “حجم هذه الظاهرة، يقلق ويدل على الصعوبة التي تواجه تنفيذ عملية من قبل الأجهزة الأمنية الإسرائيلية ضد هذه التنظيمات”.

وأكد أنه في حال بقيت الظروف كما هي، استمرار ضعف السلطة وتواصل العمليات الأمنية الإسرائيلية ضد البنية التحتية للمقاومة، “سيؤدي ذلك إلى زيادة أخرى في الاحتكاك وفي عدد الضحايا الفلسطينيين، وإسرائيل ستتخذ خطوات عملاقة تقربها من جوهر المعضلة الاستراتيجية؛ الاختيار بين جهد متجدد للقيام بمبادرة سياسية للانفصال، حتى لو كانت محدودة بسبب عدم إمكانية التوصل لتسوية دائمة في المستقبل المنظور، وما زالت تشير إلى اعتراف إسرائيل بالسلطة كشريكة في عملية التسوية، وتحسين الظروف من أجل تحسين الحكم والاقتصاد في مناطق السلطة الفلسطينية، وأيضا تعزيز قوتها كبديل عن قادة المقاومة المسلحة، وبين عملية عسكرية واسعة النطاق مثل “الدرع الواقي” لسحق البنية التحتية للمقاومة التي تتطور في أرجاء الضفة الغربية”.

ونبهت الدراسة الإسرائيلية إلى وجوب “بذل إسرائيل جهود منهجية أكبر من أجل إحباط تهريب الأموال والسلاح، الذي يغذي البنية التحتية للمقاومة”، منوهة إلى أن “العملية المزدوجة الذي تتبعها إسرائيل في المناطق الفلسطينية؛ رد عسكري في غزة، وعملية حازمة ضد العمليات في الضفة الغربية، تشكل أرضا خصبة لتعزيز قوة روح المقاومة الفلسطينية، ويساهم بشكل غير مقصود في عملية إضعاف السلطة؛ وعلى هذه الخلفية، ينظر لأجهزة السلطة الأمنية على أنها عميلة لإسرائيل”.

وذكر المركز البحثي، أن نشطاء المقاومة الفلسطينية، لديهم “شعور بالقدرة وبجدوى النضال المسلح، وهذا الشعور يستوطن القلوب والوعي الجماعي للجيل الشاب، ويغذي الدافعية للانضمام للنضال، ولكن إدارة الصراع من قبل إسرائيل بأسلوب “جز العشب” (محاولة القضاء على قوة المقاومة أولا بأول) تقف أمام المقاومة، وقد تؤدي لتوسعها، كما أن هذه الاستراتيجية توفر إجابة للأشجار الفردية وليس للغابة؛ التي هي التحدي الاستراتيجي الحقيقي”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى