العدوان الإسرائيلي الجديد على غزة.. هل يحقق أهدافه؟
مع تواصل العدوان العسكري الإسرائيلي على قطاع غزة المحاصر، منذ 16 عاما على التوالي، تطرح العديد من التساؤلات، حول جدوى هذا العدوان وإمكانية تحقيق الاحتلال الإسرائيلي لأهدافه؟
وبدأ العدوان الإسرائيلي الجديد على القطاع، قبيل عصر الجمعة، حيث أدى إلى ارتقاء 12 شهداء، بينهم طفلة تبلغ من العمر 5 أعوام، وسيدة (23 عاما)، إضافة إلى إصابة 75 آخرين بجروح مختلفة، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية في غزة.
وردت المقاومة الفلسطينية عبر إطلاق العديد من الرشقات الصاروخية، التي استهدفت عدة مستوطنات إسرائيلية، فيما دوت صافرات الإنذار في تل أبيب.
وعن شن “إسرائيل” التي تعاني من أزمات داخلية متفاقمة، لعدوان جديد على القطاع في هذا التوقيت، أوضح المختص في الشأن الفلسطيني والإسرائيلي مأمون أبو عامر، أن “المفاعيل الداخلية لدى الاحتلال ساهمت بشكل كبير لدفع قيادات الاحتلال لشن هذا العدوان”.
وأضاف أبو عامر، “من الناحية السياسية، رئيس وزراء الاحتلال الحالي، يائير لابيد، جاء من مؤسسة مدنية، وهو يواجه تحديا أمنيا وضعه أمام اختبار صعب، ما يساهم في تطرفه”.
ورأى المختص الفلسطيني أن “تطرف لابيد تغذيه انتخابات قريبة للكنيست، إضافة لحملة مزايدات سياسية يتعرض لها من جهات المنافسة خاصة من اليمين، علما بأن هناك حالة من التوتر وإغلاق المناطق القريب من القطاع، ما دفع العديد من المستوطنين إلى المطالبة باستهداف المقاومة في غزة”.
ولفت أبو عامر إلى أن رئيس أركان جيش الاحتلال أفيف كوخافي، “سيغادر قيادة الأركان خلال أيام قليلة، ومن المهم له أن يظهر أنه رئيس أركان يبادر بالهجوم على المقاومة، ولا يعتمد على رد الفعل”.
كما أشار إلى جانب ثالث يتعلق بوزير الأمن، الجنرال بيني غانتس، الذي “يسعى هو الآخر إلى تعزيز صورته كوزير حرب قوي، مما يساهم في تحسين وضعه في الانتخابات المقبلة، خاصة في ظل تحالفه مع حزب “أمل إسرائيل” المنشق عن “الليكود”.
وعن قدرة الاحتلال على تحقيق أهدافه، بيّن المختص في الشأن الفلسطيني والإسرائيلي، أن “الاحتلال منذ عدوان 2006 على لبنان، يتبع سياسة مرنة في الإعلان عن الأهداف التي يسعى لتحقيقها، تنفيذا لتوصيات لجنة “فينوغراد” التي كلفت بالتحقيق في أداء الاحتلال في حرب 2006″.
وأشار أبو عامر إلى أن “الاحتلال حدد هدفه باغتيال قيادي في المقاومة، كي يمنح نفسه صورة النصر، لكن من الناحية الواقعية، عملية تحقيق الأهداف المتواضعة، لن تكون معيارا للنجاح أو الفشل في المعركة”.
كما نبه إلى أن “تجارب المواجهة السابقة مع المقاومة، أثبتت فشل ادعاءات الاحتلال، مثل مزاعمه بأن العدوان على غزة في 2021 كان إنجازا كبيرا”، مضيفا: “هذا يعني أن كل الحملات العسكرية السابقة لم تنجح في ردع المقاومة، ولن تكون هذه المعركة خارقة لقواعد الصراع بين المقاومة والاحتلال”.
ومن جانبه، رأى الكاتب والمحلل السياسي مصباح أبو كرش، أنه “من المبكر كثيرا القيام بعملية تقييم حول ما إذا كان العدو سينجح في تحقيق أهدافه من خلال عدوانه العسكري المتواصل على غزة في هذه الأثناء؛ لأن أهداف هذا العدوان لم تتضح بعد بسبب اعتماد الاحتلال سياسية الغموض”.
وأكد أبو كرش ، أن “العدو استطاع تحقيق الهدف من ضربته الاستباقية الأولى في هذا العدوان بنجاح؛ عندما قام باغتيال مجموعة من خيرة مقاتلي “سرايا القدس”، وعلى رأسهم القيادي البارز تيسير الجعبري”.
ولفت المحلل السياسي إلى أن “التجهيزات العسكرية الكبيرة التي قام بها العدو قبل البدء بهذا العدوان بيومين تقريبا، ما زالت تخفي بعض الأسرار المهمة”.
وأوضح أن “نجاح المقاومة الفلسطينية في مواجهة هذا العدوان بشكل موحد، يستفز الاحتلال كثيرا”، مرجحا أن “تتمكن المقاومة من إذلال العدو طيلة فترة هذا العدوان، باستهداف عمق مدننا المحتلة عام 1948”.