معاناة العائدين لغزة عبر مصر لا تنتهي.. تسهيلات غير حقيقية
رغم الحديث عن “تسهيلات” للمسافرين الفلسطينيين العائدين إلى قطاع غزة، إلا أن شهادات بعض العائدين للقطاع المحاصر منذ 16 عاما تكشف حجم المعاناة المضاعف الذي يقابله العائد إلى غزة.
صور تكدس المسافرين بشكل كبير، تكشف جانبا من المعاناة والفوضى المفتعلة التي تعم الجانب المصري من معبر رفح البري، ما تسبب وفق شهادة أحد القادمين إلى غزة خلال هذا الأسبوع الذي أعلن عن “التسهيلات” عن العديد من حالات الإغماء بين المسافرين الذين يجبرون على الانتظار ساعات طويلة قبل حتى تسليم جوازات سفرهم لختمها بمغادرة مصر نحو القطاع من قبل إدارة المعبر في الجانب المصري.
ونهاية الأسبوع الماضي، ذكر رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، سلامة معروف، في تصريحات صحفية له، أنه تم إبلاغ لجنة متابعة العمل الحكومي بنية الجانب المصري بدء نقل المسافرين ذهابا وإيابا عبر حافلات مجهزة وبأسعار معقولة.
لا تسهيلات جديدة
ولمعرفة آخر المستجدات في عمل المعبر لدى الجانب المصري بعد الحديث عن “تسهيلات” أمام المسافرين، أوضح مصدر أمني فلسطيني له علاقة بعمل معبر رفح، أن “لم يطرأ أي جديد، والأمور عمليا كما هي”، منوها أن “هذه الفترة تشهد زيادة في عدد العائدين إلى القطاع بسبب رغبة العديد منهم قضاء الإجازة مع عائلتهم في غزة، حيث وصل عدد العائدين إلى نحو 2000 في اليوم”.
وأضاف، “الأعداد الكبيرة، لا تساعد في سرعة الإجراءات، ويمكن لنا تقديم تقييم أفضل لأداء الجانب المصري على معبر رفح بعد العيد”، مرجعا أيضا زيادة عدد القادمين إلى القطاع، “بسبب فتح المعبر في الاتجاهين، والإعلان عن تسهيلات جديدة من قبل مصر، شجع الناس على السفر تجاه غزة”.
وعن حقيقة تلك “التسهيلات” قال المصدر الأمني: “في الحقيقة نحن لم نلاحظ جديد زيادة عن الأول”، موضحا أن “القادمين عبر شركة “هلا” لم تكن لهم امتيازات، بل تعذبوا في الطريق إلى معبر رفح”.
وعن حركة المعبر، أفاد أن حركة مغادرة المسافرين للقطاع تبدأ في حدود الساعة الثامنة صباحا وتنتهي قبيل صلاة العصر بقليل (تقريبا 16:00)، وتبدأ بعد الظهر حركة وصول المسافرين إلى غزة وتستمر حتى إغلاق البوابة المصرية والتي تغلق على الأغلب في الفترة ما بين العاشرة مساء حتى الواحدة فجرا، ونستمر في العمل حتى الانتهاء من حركة الوصول”.
وعن رحلة عذاب الفلسطيني العائد إلى غزة عبر مصر، ذكرت عربي21 أنها تواصلت مع أحد المسافرين العائدين للقطاع، طلب عدم ذكر اسمه خشية منعه من السفر، وأوضح أنه وصل مطار القاهرة مساء السبت، وهو اليوم الأول الذي أعلن فيه عن وجود “تسهيلات”، حيث وصل المطار في حدود الساعة التاسعة مساء، وبعد الانتهاء من إتمام الإجراءات واصل سفره نحو “المعادية” التي وصلها الواحدة من فجر يوم الأحد.
إجراءات “غبية”
وذكر ، أنه بقي ينتظر مع العديد من المسافرين من الساعة الواحدة من فجر الأحد حتى الواحدة تقريبا بعد ظهر ذات اليوم، منوها أن “الإجراءات على المعادية، أخذت من الواحدة بعد الظهر حتى الساعة السادسة مساء، وعمليا نحن انتظرنا قرابة 17 ساعة”.
بوابة #معبر_رفح من الجهة المصرية الآن… 3 أيام والناس في الشمس الحارقة على الطريق الذي يحتاج فقط 5 ساعات.. أي ظلم وقهر هذا؟!
بدك تصل بهدوء ادفع 700$!
هي الناس لاقيه تأكل حتى تدفع هيك مبالغ لتأخذ حقها في السفر؟!بدناش تسهيلات؛ فقط أوقفوا هذا القهر والظلم ل #غزة وأهلها قبل العيد. pic.twitter.com/Lis2rAkKUu
— أدهم أبو سلمية #فلسطين 🇵🇸 (@adham922) July 5, 2022
وقال الفلسطيني: “هناك ساعات انتظار طويلة، بسبب إجراءات روتينية غبية، لا علاقة لها بأي عمل إداري منطقي”، مضيفا: “بعدها توجهنا نحو مدينة العريش ومن ثم وصلنا المعبر في حدود الساعة العاشرة صباحا من يوم الاثنين بعدما تمكنا من دخول الصالة بصعوبة بالغة نتيجة الازدحام الشديد، وجلست انتظر فقط إمكانية تسليم جوازي من أجل وضع ختم المغادرة نحو غزة حتى الساعة السابعة من مساء الاثنين”.
يتم اذلال الاف المسافرين من اهل غزة في معبر رفح
حيث من الامس محجوزين خارج المعبر في حرارة الشمس وبرد الليل بدون اي خدمات كنوع من الاذلال المصري بينما يدخل اليهود من معبر طابا وبدون جواز سفر إلى سيناء
يلعن أبوكم على أبو جيرتكم على أبو التاريخ والجغرافيا الي لزتنا جنبكم pic.twitter.com/UgxwRQYNUJ— مصعب عبدالله (@videooof5) July 5, 2022
ونوه المسافر الذي تحدث بألم شديد عن وضع المسافرين، أنه كان بإمكان السلطات المصرية بسهولة تنظيم العمل داخل المعبر وخاصة داخل الصالة المصرية التي وضع بها أضعاف طاقتها الاستيعابية، مؤكدا أن “إدارة المعبر معنية بوجود حالة الفوضى، لأنهم مستفيدين ماليا من الأمر؛ فكثير من المسافرين يجبرون على دفع أموال لبعض العاملين (تصل إلى 300 -400 جنيه فقط لإدخال جواز السفر لختمه) على أمل أن يتم تسريع سفرهم، والخلاص من هذه المعاناة”.
وأضاف: “كان يكفي وجود شرطي ينظم الناس في طابور، وكان الجميع سيلتزم، أو حتى وضع فواصل بين الناس، أو حتى توفير ماكنة مثل التي تعمل في البنوك والشركات الكبير، والتي يمكن من خلالها منح كل مسافر رقم متسلسل وفق ساعة حضوره بشكل منتظم، بحيث يتم السماح له بالمغادرة بشكل سلس، وقال: “الوضع بهدلة بشكل كبير”.
ولفت إلى أن “الأسوأ” داخل الصلة المصرية، هو “ترك المسافرين دون اهتمام ورعاية، خاصة مع وجود حالات إغماء نتيجة الزحمة الشديدة، وتراكم الناس فوق بعضهم داخل صالة بها أعداد كبيرة جدا”، مستهجنا بشدة “الإجراءات الروتينية الغبية داخل الصالة المصرية”.
أحد العائدين إلى غزة يكتب،
من يرغب ان يأخذ فكره مبسطه عن يوم الحشر حيث تزوغ الابصار وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عزاب العرب لشديد فليذهب الى الجانب المصري من معبر رفح. pic.twitter.com/VXHViD2G1e
— Dr. Ismat Al Jamal (@ismat_jamal) July 6, 2022
وأفاد أن الكثير من المسافرين، يضطرون إلى استخدام حمامات الصالة المصرية، التي تعاني من عدم الاهتمام بالنظافة، إضافة إلى عدم توفر الكثير من الخدمات المهمة التي يحتاجها المسافر الذي أمضي في الطريق نحو أكثر من 50 ساعة في حين فقط هو يحتاج في الأوضاع الطبيعية إلى نحو 8-10 ساعات.