صواريخ أمريكية دقيقة لأوكرانيا.. وروسيا تتفوق في دونباس
أعلنت الولايات المتحدة مساء الثلاثاء، عن إرسال “قاذفات صواريخ متطورة” لأوكرانيا، في وقت اقتربت فيه كييف من خسارة مدينة سيفيرودونيتسك في إقليم الدونباس شرق البلاد، حيث قصفت القوات الروسية مصنعا كيميائيا.
ففي حين شدد الاتحاد الأوروبي للتو الطوق الاقتصادي مع فرض حزمة سادسة من العقوبات على موسكو تنص خصوصا على حظر على النفط الروسي، تتقدم واشنطن على صعيد الدعم العسكري، مرحبة بالحظر الأوروبي على النفط الروسي.
وفي مقال نشرته صحيفة “نيويورك تايمز”، كتب الرئيس الأمريكي جو بايدن: “سنزوّد الأوكرانيين بأنظمة صاروخية أكثر تطوّراً وذخائر، ما سيتيح لهم أن يصيبوا بدقّة أكثر أهدافاً أساسية في ميدان المعركة في أوكرانيا”.
ولم يوضح الرئيس الأمريكي عن أيّ نوع تحديداً من الأنظمة الصاروخية يتحدّث، لكنّ مسؤولاً كبيراً في البيت الأبيض قال إنّ الأمر يتعلّق براجمات صواريخ من طراز “هيمارس”.
و”هيمارس” هي راجمات صواريخ تركّب على مدرّعات خفيفة وتُطلق صواريخ موجّهة ودقيقة الإصابة.
وتندرج هذه الراجمات في إطار حزمة مساعدات عسكرية أمريكية جديدة لأوكرانيا تبلغ قيمتها 700 مليون دولار ويتوقع أن تكشف الإدارة الأمريكية عن تفاصيلها الأربعاء.
وفي مقاله أشار الرئيس الأمريكي إلى أنّه يريد أن تكون أوكرانيا “في أقوى موقف ممكن” في حال دخلت في مفاوضات مع روسيا، قائلا: “نحن لا نشجّع أوكرانيا ولا نزوّدها بوسائل لشنّ ضربات خارج أراضيها”.
ويرى خبراء أن هذا النوع من الراجمات قد يغير ميزان القوى العسكرية على الأرض في وقت يبدو فيه أن الجيش الأوكراني يتراجع في دونباس في مواجهة قوة النيران الروسية.
ترحيب بالعقوبات
توازيا مع ذلك، رحّبت الولايات المتحدة الثلاثاء بالحظر الذي فرضته دول الاتحاد الأوروبي الـ27 على واردات النفط الروسي، معتبرة أنّ هذه الخطوة “ستقوّض” هذا “العامل القوي في آلة الحرب الروسية”.
ومساء الاثنين اتّفقت دول الاتّحاد الأوروبي الـ27 خلال قمّة في بروكسل على خفض وارداتها من النفط الروسي بنسبة 90% بحلول نهاية العام الجاري، في قرار تسعى من خلاله لحرمان الكرملين من مصدر تمويل ضخم لحربه على أوكرانيا.
والثلاثاء قال المتحدّث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس للصحفيين: “نرحّب بالحظر الذي اقترحه الاتحاد الأوروبي على النفط الروسي”، مشيراً إلى أنّ الولايات المتحدة، الأقلّ اعتماداً من الأوروبيين على روسيا في ما يتعلّق بمصادر الطاقة، سبق وأن فرضت حظراً تاماً على واردات المحروقات الروسية.
وأضاف: “نعلم أنّ هناك دعماً واسعاً في صفوف حلفائنا وشركائنا، كما رأينا مرة جديدة من جانب الاتحاد الأوروبي، لتقويض هذا العامل القوي في آلة الحرب الروسية” أي صادرات النفط والغاز.
نصف سيفيرودونيتسك
ميدانيا، توشك القوات الروسية على السيطرة على مدينة سيفيرودونيتسك الاستراتيجية “التي تسيطر على الجزء الأكبر منها”، شرق الأراضي الأوكرانية، على ما أعلن حاكم منطقة لوغانسك سيرغي غايداي الثلاثاء.
ودعا غايداي سكان المدينة “المدمرة بنسبة 90%” إلى ملازمة الملاجئ و”تحضير أقنعة وجه بعد رشها بمحلول الصوديوم” إثر “إصابة مخزن لحمض النيتريك” في مصنع كيميائي خلال قصف روسي.
وقال الرئيس الأوكراني فولودومير زيلينسكي في رسالته المصورة اليومية مساء الثلاثاء: “نظرا إلى وجود إنتاج كيميائي في سيفيرودونيتسك فإن القصف الجوي العشوائي الذي يشنه الجيش الروسي في هذه المدينة، هو عمليات مجنونة بكل بساطة”.
وأضاف: “لكن في اليوم السابع والتسعين من حرب كهذه لم يعد مفاجئا أن يكون كل هذا الجنون مقبولا للعسكريين الروس والقادة الروس والجنود الروس”.
بدورها، قالت وزارة الدفاع البريطانية الأربعاء، إن القوات الروسية اقتربت أكثر من وسط مدينة سيفيرودونيتسك الأوكرانية مع احتدام القتال خلال اليومين الماضيين.
وأضافت الوزارة في إفادة دورية على “تويتر”: “يرجح أن قوات روسية، تضم مقاتلين من الشيشان، احتلت الآن أكثر من نصف المدينة”.
وتمنع المعارك الخطرة جدا إجلاء المدنيين ما دفع حاكم المنطقة إلى القول إن “أي إمكانية لمغادرة المدينة مستحيلة” الثلاثاء غداة مقتل الصحفي الفرنسي فريدريك لوكلير-إيمهوف في المنطقة خلال مرافقته حافلة إنسانية تجلي بعض سكان المدينة.
وقدر المجلس النرويجي للاجئين أن نحو 12 ألف مدني ما زالوا عالقين جراء المعارك والقصف في سيفيرودونيتسك التي كان يبلغ عدد سكانها مئة ألف قبل الحرب. والمجلس هو منظمة غير حكومية كان يتخذ العدد الأكبر من موظفيه في أوكرانيا من سيفيرودونيتسك مقرا.
وقالت نائبة وزير الدفاع الأوكرانية غانا ماليار، إن أحد أهداف موسكو يتمثل في “محاصرة القوات الأوكرانية وتعقيد الوضع من خلال ابتزازنا لاحقا من خلال قواتنا المحاصرة”.
وأكدت صباح الأربعاء عبر يوتيوب، أنه “حتى الآن لم ينجحوا في ذلك لأن الجيش الأوكراني يقاوم بقوة كبيرة” قبل أن تقر بأن القوات الروسية “تتفوق عتادا وعديدا وأسلحة”.
في الجنوب، أكدت القوات الأوكرانية أنها استعادت أراضي لا سيما في المنطقة المحيطة بخيرسون القريبة من القرم والتي سيطر عليها الروس في مطلع آذار/ مارس.