“شابّة التلال” تفضح أسرار النائب الإسرائيلي المتطرف “بن غفير”
فضحت شابة إسرائيلية بالصوت والصورة، ما كان النائب الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير، يعتبره سرا دفينا، وهو ما أثار غضبه.
فعلى مدى نحو الساعة، جلست الشابة الإسرائيلية “روني حين” في برنامج “الحقيقة” الذي تبثه القناة الإسرائيلية “12”، ويعتبر الأكثر شهرة في إسرائيل، متحدثة عن هجمات ضد الفلسطينيين، تورط فيها “بن غفير” نفسه.
وقالت القناة الإسرائيلية “12” في مقدمة البرنامج: “إنه اعتراف من النوع الذي لا تسمعه كل يوم”.
وأضافت القناة: “لكن روني حين، التي كانت عضو في خلية الشباب الأكثر تطرفاً وعنفًا في (هجمات يُطلق عليها اسم) تدفيع الثمن، قررت كسر الصمت، فروت في مقابلة مفتوحة عن كل ما فعلته ورأت الآخرين يفعلونه كجزء من عمليات تدفيع الثمن، كيف قامت بتخريب سيارات الجيب داخل قاعدة للجيش الإسرائيلي؟ وكيف شاركت في الاجتماع السري من مجموعة صغيرة تخطط لقتل العرب؟”.
و”تدفيع الثمن”، هي هجمات تنفذها جماعة تطلق على نفسها اسم “شباب التلال” وتضم يمينيون إسرائيليون تنفذ هجمات على ممتلكات فلسطينية، ومقدسات إسلامية ومسيحية، في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، وحتى داخل إسرائيل.
غير أن المُثير أكثر في قضية روني حين، هي أن عضو الكنيست من حركة “الصهيونية الدينية” إيتمار بن غفير، هو من جنّدها في مجموعات “شباب التلال” المسؤولة عن تنفيذ هجمات عديدة على فلسطينيين وأيضا على جنود إسرائيليين.
وبرز اسم بن غفير، في الأشهر الماضية، بعد أن أقام خيمة له في حي الشيخ جراح، بالقدس الشرقية، وقاد مسيرات استفزازية في باب العامود، واقتحم المسجد الأقصى.
وقالت “حين” عن “بن غفير”: “سأقول لك جملة قالها لي: أعتقد دائمًا أن لديكِ كاميرا فوق جبهتكِ وميكروفون تحت شفتيك”، في إشارة إلى أنها “ثرثارة”.
وأشارت إلى أنها في 15 مايو/أيار 2011، أضرمت النيران في سيارة فلسطينية في منطقة محافظة الخليل، جنوبي الضفة الغربية، بينما كانت قيد الإقامة الجبرية في منزل بن غفير بمستوطنة كريات أربع، الواقعة داخل المحافظة الفلسطينية.
وآنذاك، كان “بن غفير”، المحامي الذي كان من المفترض أن يضمن بقائها بالمنزل، نيابة عن المحكمة.
وكشفت النقاب أنها جنّدت جنديا إسرائيليا، في منزل بن غفير، بمستوطنة “كريات أربع” بالخليل، كي يوفر لها المعلومات اللازمة، وللتغطية على عملية حرق السيارة الفلسطينية.
ولفتت إلى أنها نفّذت عملية إحراق السيارة الفلسطينية، مع صديقين لها، ثم عادوا جميعا إلى منزل بن غفير، الذي وبّخها لاحقا، خشية أن يكون منزله مراقبا، ومع ذلك، فقد قالت إنه أومأ بأصبعه، في إشارة إلى أنه راض عن الفعل.
وكشفت النقاب أن بن غفير، ذهب إلى أبعد من ذلك، إذ قام بالتخلص من الزجاجة التي كان فيها قطرة بنزين تبقت من عملية إحراق السيارة الفلسطينية.
وقالت: “أنا مصدومة، لقد كان ذاهبا إلى العمل في القدس، وأخذ الزجاجة معه، وذهب الدليل”.
كما روت حادثة تدمير آلية عسكرية، داخل قاعدة للجيش الإسرائيلي في وسط الضفة الغربية، في 7 سبتمبر/أيلول 2011.
وأشارت إلى أنها نفذت هذه العملية بالتعاون مع جندي إسرائيلي، جندته في داخل القاعدة العسكرية، مشيرة إلى أن بن غفير ألمح لها لاحقا، أنه علِم بما فعلته، وانفجر ضاحكا.
كما كشفت روني حين، النقاب عن أنها شاركت في اجتماع سري، لمجموعة “شبان التلال” الاستيطانية عُقد في مستوطنة “كريات أربع” بالخليل، تم الحديث خلاله عن قتل فلسطينيين، واقتحام المسجد الأقصى والتحصن داخله.
وتشير إلى أنها في هذه المرحلة، قررت الانفصال عن مجموعة “شبان التلال”، وبعد عدة أشهر اتصلت بها الشرطة الإسرائيلية وكشفت لهم المعلومات التي بحوزتها.
وقالت القناة الإسرائيلية: “لكن ليس من الواضح ما إذا كان المعلومات التي نقلتها، تم تمريرها إلى جهاز الأمن العام (الشاباك)”.
وأضافت: “بعد بضعة أشهر، على مغادرتها الجماعة، وفي يونيو/حزيران 2015، أُضرمت النيران في منزل في قرية دوما (الفلسطينية في شمالي الضفة الغربية) وقتل أفراد من عائلة دوابشة هناك. وتوجد على المنزل المتفحم كتابات وعلامات تدفيع الثمن رسمها القتلة”.
وكان مستوطنون قد ألقوا مواد حارقة على منزل عائلة دوابشة، وهم نيام، في يوليو/تموز 2015، ما أدى إلى مقتل أب وأم وطفل يبلغ من العمر (18 شهرا)، إضافة إلى التسبب بحروق كبيرة لطفل عمره 4 سنوات.
وكانت صحيفة هآرتس، قد كشفت في تقرير سابق، نشرته في إبريل/نيسان 2018، أن بن غفير عمل محاميا عن اثنين من المراهقين المزعوم تورطهم في الهجوم الذي أسفر عن مقتل أفراد عائلة دوابشة.
وذكرت روني حين، أنه بعد عام من قرارها مغادرة “شبان التلال”، تلقت طلبا من جهاز الأمن العام “الشاباك”، وقررت أن تخبرهم أيضا بما تعرفه عن بن غفير.
ولكنها استدركت: “أدركت أن ما قلته، لا يهمهم”.
ولفتت القناة الإسرائيلية “12” إلى أن جهاز الأمن العام “الشاباك”، رفض الرد على أسئلة حول ما إذا كان قد تلقى تحذيرا حول المجموعة الإسرائيلية، قبل عملية القتل في قرية دوما (عائلة دوابشة) وما تم فعله بالمعلومات التي نقلتها لهم روني حين، عن إيتمار بن غفير.
ونفى بن غفير، في سلسلة من التغريدات، نشرها، الجمعة، الاتهامات الموجهة إليه.
وقال: “في البداية أطلقوا السهم، ثم حددوا الهدف، وبحثوا عن شخص ما، لنسج الأكاذيب عني”.
وأضاف: “بعد المزيد من الإقناع المهووس، وربما حتى مقابل المال الجشع الذي أخبرتني انه عرضوه عليها، اختارت أن تبيع روحها وقيمها واسمها الجيد، مقابل لا شيء”.
واعتبر بن غفير أن التقرير، هو محاولة لإيذائه، سياسيا.
وولد ايتمار بن غفير في العام 1976 بالقدس، ويُقيم في مستوطنة “كريات أربع” الإسرائيلية بالخليل في جنوبي الضفة الغربية.
ويعتبر بن غفير، من أنصار جماعة “كاخ” العنصرية المحظورة، التي تدعو لطرد العرب، وتم انتخابه في 6 إبريل/نيسان 2021 لعضوية الكنيست عن حزب “الصهيونية الدينية” اليميني المعارض.