“الحرس الثوري” يقصف مواقع للمعارضة الكردية الإيرانية في أربيل شمالي العراق
قصفت طائرة مسيرة إيرانية، اليوم الأربعاء، موقعين في قرية بإقليم كردستان العراق، وذلك بعد أقل من ساعتين على قصف مدفعي إيراني استهدف قرية أخرى ضمن منطقة سوران شمالي عاصمة الإقليم أربيل، دون أن تسفر عن أي خسائر بشرية أو مادية.
وأفادت وكالة “إرنا” الإيرانية الرسمية بأنّ السلاح البري بـ”الحرس الثوري” الإيراني قصف بالمدفعية مواقع “مجموعات إرهابية” في أربيل شمالي العراق، في إشارة إلى مواقع للمعارضة الكردية الإيرانية.
وأضافت الوكالة أن لا أنباء بعد، عن حجم الخسائر الناتجة عن القصف.
وفي إقليم كردستان العراق، أعلن مدير ناحية سيدكان شمالي محافظة أربيل تعرض البلدة لقصف مدفعي إيراني متكرر منذ صباح اليوم، استهدف مناطق غير مأهولة بالسكان.
وقال إحسان الجبلي، في تصريحات للصحافيين، إنّ القصف المدفعي الإيراني بدأ حوالي الساعة الثامنة واستمر لغاية التاسعة بالتوقيت المحلي، وتركز على قرية بربزين، دون إحداث أي خسائر بشرية.
لكنه أكد أيضاً تأجيل الامتحانات النهائية في مدرسة تابعة للقرية، حفاظاً على أرواح الطلاب، بسبب القصف.
من جهته، قال مختار قرية بربزين، محمد مجيد، إنّ القذائف ما زالت تسقط بين وقت وآخر في المنطقة بواقع قذيفة أو اثنتين. ونقلت محطة تلفزيون محلية كردية شمالي العراق عن مجيد تأكيده عدم وجود أي خسائر بشرية أو مادية.
ووفقاً للمحطة ذاتها، فإن المدفعية الإيرانية قصفت الأراضي العراقية من مرتفعات دولميدان الحدودية بين العراق وإيران.
في الأثناء، قال مصدر في قوات “البيشمركة” لـ”العربي الجديد”، إنّ المنطقة المستهدفة ضمن منطقة سيدكان شمالي أربيل من قبل المدفعية الإيرانية تعرضت لقصف بأوقات سابقة من قبل طائرات مسيّرة إيرانية بدعوى وجود نشاط للأحزاب الإيرانية الكردية المعارضة لطهران.
وأضاف، شريطة عدم كشف هويته، أنّ “قوات البيشمركة تعمل حاليا ًعلى تقدير الأوضاع الأمنية في المناطق المستهدفة وسيتم إصدار تفاصيل وموقف رسمي لاحقا”، كاشفا عن نزوح عدة أسر بفعل القصف المدفعي، بسبب ما قال إنه “الانطباع السائد لدى الأهالي بعدم دقة القصف إذ عادة ما يكون المعلن أنه استهداف لأحزاب معارضة كردية تنشط داخل مناطق حدودية مع إيران ضمن إقليم كردستان، لكن الواقع أنها تسقط على مناطق مدنية”، وفقاً لقوله.
قصف بطائرة مسيرة إيرانية
إلى ذلك، قال مسؤول بقوات “البيشمركة” إنّ طائرة إيرانية مسيرة حلقت لأكثر من 20 دقيقة داخل الأجواء العراقية ضمن منطقة جومان الحدودية مع إيران، قبل أن تستهدف موقعين داخل قرية ديكة، ضمن بلدة سميلان بإقليم كردستان العراق.
وأكد في تصريح له أنّ القصف استهدف منزلاً ريفياً خالياً ومزرعة، دون أن ترد أي تقارير حول وجود ضحايا جراء القصف.
من جهته، قال قائمقام جومان سوار أكرم، لمحطة تلفزيون “كردستان 24″، التي تبث باللغة الكردية، إنّ القصف الذي نفذته طائرة مسيرة إيرانية لم يسفر عن وقوع إصابات بشرية، مبيناً أنّ الوضع الأمني في المنطقة “يشهد توتراً بسبب القصف الإيراني، والسكان يعيشون في خطر حقيقي”.
والهجمات الإيرانية على مواقع كردية معارضة لطهران في إقليم كردستان العراق ليست جديدة، حيث سبق أن شنت قوات “الحرس الثوري” هجمات مماثلة خلال السنوات الماضية.
وكان “الحرس الثوري” الإيراني قد شنّ خلال مارس/ آذار الماضي هجمات صاروخية على موقع بالقرب من القنصلية الأميركية بأربيل، معلنا تبنيه استهداف “المركز الاستراتيجي للمؤامرة والشر للصهاينة بصواريخ قوية ودقيقة”.
خبير أمني: “مقدمة لعملية إيرانية جديدة”
تعليقاً على هذه التطورات، قال الخبير بالشأن الأمني في إقليم كردستان العراق كريم البرزنجي، في اتصال هاتفي مع “العربي الجديد”، إنّ “القصف الإيراني ربما يكون مقدمة لعملية إيرانية جديدة داخل الأراضي الحدودية في إقليم كردستان تحت مزاعم ملاحقة الأحزاب الكردية الإيرانية المعارضة التي يوجد أعضاؤها بصفة إنسانية داخل العراق كونهم على لائحة المطلوبين للحرس الثوري”.
وأضاف البرزنجي “الأحزاب الإيرانية الكردية تختلف كلياً عن مسلحي حزب العمال الكردستاني المعارض لأنقرة، ولا تمتلك نشاطاً مسلحاً ولا تمثل خطراً على أمن الإقليم أو حتى إيران”، معتبراً أن القصف الجديد “نتاج ضعف رد الفعل العراقي على القصف بالصواريخ الباليستية الإيرانية الذي استهدف أربيل”، منتصف شهر مارس/آذار الماضي.
وختم بالقول: “قد يكرر الحرس الثوري اعتداءاته داخل العراق ولن تكون هذه آخر مرة، وأيضاً سيتم ذلك تحت مزاعم ملاحقة من يصفهم بالجماعات الإرهابية، في إشارة إلى الأحزاب والحركات الكردية المعارضة للنظام الإيراني”.
وتنتشر داخل مناطق حدودية عراقية مع إيران، عدة جماعات كردية إيرانية معارضة أغلبها ذات طابع قومي كردي وعلماني، أبرزها “الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني” (حدكا)، الذي تأسس عام 1945 في إيران، و”الحزب الديمقراطي الكردستاني” (حدك)، المنشق عنه، إضافة إلى حزب “كومله” الكردي اليساري المعارض لطهران منذ عام 1967.
وتنشط كذلك منظمة “خبات”، القومية الكردية وتعني باللغة العربية “الكفاح المسلح”، التي ترفع شعار الحكم الذاتي لأكراد إيران، إضافة إلى كوادر وقيادات “الحزب الشيوعي الكردي الإيراني” الذي يستند في دعوته إلى “إيران فيدرالية علمانية تعددية ديمقراطية”، وله حضور مهم في مناطق غربي إيران ضمن محافظة “كردستان إيران” الحدودية مع العراق.
كما يبرز حزب “بيجاك” (الحياة الحرة) قوةً عسكرية فاعلة منذ عام 2004، وينشط في مناطق حدودية عراقية عدة مجاورة لإيران وتركيا ضمن مثلث سلسلة جبال قنديل، ويعرف بقربه الفكري من حزب “العمال الكردستاني” المصنف بقائمة الإرهاب.