إسرائيل عشية ذكرى اقامتها على الأراضي الفلسطينية.. هجوم ضد قادة الحكومة ودعوات للتوحد
برزت دعوات في إسرائيل “للوحدة” عشية ذكرى تأسيسها التي توافق غدا الخميس، مقابل هجوم حاد ضد قادة الحكومة التي بات مصيرها مجهولا.
وانطلقت الدعوات للتوحد من الرئيس إسحاق هرتصوغ وأركان الحكومة التي فقدت مؤخرا أغلبيتها بالكنيست (البرلمان)، الأمر الذي جعل أمر استمرارها مهددا.
نفتالي بينيت
وقال رئيس الوزراء نفتالي بينيت في كلمة خلال حفل لإحياء ذكرى الجنود الإسرائيليين القتلى بالقدس الغربية، الأربعاء: “أكثر من أي وقت مضى، يجب علينا تقوية النسيج الذي يربطنا ببعضنا البعض في أمة واحدة”.
وأضاف: “يجب إثبات أنه يمكننا العمل معًا ليس فقط في ساحة المعركة، ولكن في جميع مجالات الحياة (..) الوحدة هي أساس قوتنا”.
وقالت صحيفة “هآرتس” العبرية (خاصة)، إن أفراد بعض العائلات الثكلى قاطعوا بينيت أثناء خطابه ونعتوه بعبارات “خائن” و”سهل الانزلاق” و”خداع”.
إيليت شاكيد
وأشارت ” هآرتس” إلى أن وزيرة الداخلية إيليت شاكيد واجهت انتقادات مماثلة بسبب الشراكة مع القائمة العربية الموحدة، الجناح الجنوبي للحركة الإسلامية، برئاسة منصور عباس.
وسنويا، تحيي إسرائيل في 4 مايو/ أيار ذكرى جنودها الذي قتلوا في الحروب، وذلك عشية ذكرى تأسيسها في 5 من ذات الشهر.
من جهته، ذكر موقع “تايمز أوف إسرائيل” الإخباري، الأربعاء، أن شاكيد تعرضت لمضايقات خلال خطابها في حفل لإحياء ذكرى مقتل الجنود أقيم بمقبرة عسكرية في مدينة بتاح تكفا (شمال).
وأضاف أن أحد الإسرائيليين صرخ في وجه شاكيد قائلا: “إذهبي إلى المنزل، يجب أن تشعري بالعار”، فيما ردت شاكيد: “لا بأس، العائلات الثكلى مقدسة، مسموح لهم بالتعبير عن آلامهم”.
دعوات للمقاطعة
ونشر عشرات من عائلات الجنود القتلى إعلانا كبيرا في صحيفة “ماكور ريشون” العبرية، الأربعاء، دعت فيه الوزراء إلى عدم المشاركة في إحياء مراسم الجنود القتلى.
وتحت عنوان “لا نريد عناقك” وأسفله صور بينيت ووزير الخارجية يائير لابيد ورئيس القائمة العربية الموحدة منصور عباس، أفاد الإعلان: “نحن عائلات الثكلى الذين ضحوا بما هو أثمن بالنسبة لنا من أي شيء آخر”.
وأضافت: “نطالب أعضاء الحكومة التي تضم أنصار الإرهاب (تقصد القائمة العربية الموحدة) بعدم حضور مراسم تأبين أقاربنا الذين قتلوا على أيدي الإرهابيين”.
مستقبل مجهول
وتواجه الحكومة الإسرائيلية الحالية التي تشكلت قبل أقل من عام انتقادات داخلية بسبب حصولها على دعم القائمة العربية.
ولكن لولا دعم هذه القائمة التي لديها 4 من مقاعد الكنيست الـ120، فإن الحكومة الحالية لم تكن لتحصل على ثقة الكنيست (البرلمان).
وبالمقابل فإن القائمة العربية تواجه انتقادات شديدة من قبل الأحزاب العربية الأخرى التي تطالبها بسحب دعمها للحكومة بعد الممارسات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية والمسجد الأقصى.
وأعلنت القائمة العربية الموحدة نهاية أبريل/ نيسان المنصرم، تعليق دعمها للحكومة بسبب الاقتحامات الإسرائيلية للمسجد الأقصى، دون أن يتضح متى سيستمر هذا التعليق.
وسيعود الكنيست للاجتماع الأسبوع المقبل حيث سيتضح في حينه إذا ما كان هذا التعليق سيبقى قائما، وفي حال سحبت القائمة الموحدة دعمها للحكومة فإن هذا سيعني على الأرجح إجراء انتخابات مبكرة في إسرائيل.
وتواجه الحكومة الإسرائيلية تهديدا ببقائها بعد أن فقدت أغلبيتها بالكنيست إثر انسحاب النائبة اليمينية عيديت سيلمان من الائتلاف الحكومي أوائل أبريل/ نيسان المنصرم.
دعوات للتوحد
وكان رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي “الشاباك” رونين بار، دعا في مراسم أقيمت في أحد مقار “الشاباك”، إلى الوحدة بين الإسرائيليين.
ونقل موقع “تايمز أوف إسرائيل” الإخباري عنه قوله: “قوتنا كانت دائمًا في وحدتنا، في هذا اليوم بالتحديد عندما نجتمع جميعًا، يجب أن نتذكر خطر الانقسامات والخطاب العنيف والتحريض الذي يمكن أن يقودنا إلى هاوية خطيرة”.
وكان الرئيس هرتصوغ دعا إلى الوحدة في كلمته، مساء الثلاثاء، بمراسم أقيمت في حائط البراق، يسميه الإسرائيليون “حائط المبكى”، بالقدس الشرقية.
وقال: “أبناؤنا وبناتنا الذين سقطوا دفاعا عن دولتنا قاتلوا معا وسقطوا معا، لم يسألوهم ولم يسألهم أحد، من كان يمينيًا ومن كان يساريًا، من كان متدينا ومن كان علمانيا، من كان يهودياً ومن لم يكن يهودياً. لقد سقطوا كإسرائيليين”.
من جهته دعا وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، في مراسم أقيمت، الأربعاء، لإحياء ذكرى الجنود القتلى في القدس الغربية، إلى الوحدة.
وقال غانتس: “على القادة السياسيين وضع خلافاتهم جانبا”.