نقاشات إسرائيلية لتطورات الوضع الأمني مع حماس في غزة
ما زال الوضع الأمني في قطاع غزة يستحوذ على النقاشات الإسرائيلية، في ظل تواصل صدور التصريحات السياسية والتحليلات العسكرية.
فقد نقلت القناة الإسرائيلية العاشرة عن وزير الإسكان وعضو المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية، الجنرال يوآف غالانت، توجيهه تهديدا باغتيال يحيى السنوار، قائد حماس في غزة، إن فكرت الحركة بالتصعيد العسكري في القطاع.
وقال غالانت، الذي قاد الجيش الإسرائيلي في حرب غزة الأولى 2008: السنوار يعيش فيما وصفه الوقت الضائع، زاعما أنه إن فكر بالتصعيد العسكري أمام إسرائيل فسوف نزيله من المشهد.
فيما قال حاييم يالين، عضو الكنيست عن حزب “هناك مستقبل”، الضابط السابق في الجيش الإسرائيلي، أن حماس تجد نفسها في وضع إحباط ويأس، في ظل أن سلاح الأنفاق الذي تحوزه يأخذ بالانكشاف مع مرور الوقت، كما لا تستطيع كبح جماح المجموعات التي تطلق الصواريخ باتجاه إسرائيل.
وأضاف: رغم كل ذلك، فإن حماس حتى الآن غير معنية بالتصعيد العسكري أمام إسرائيل، فيما تبدو الأخيرة مطالبة باستعادة سياسة الاغتيالات للضفة الغربية وقطاع غزة، وكل مسلح أو قائد عسكري فلسطيني يجب أن يعلم أنه في اللحظة التي يخرج فيها لإطلاق القذائف الصاروخية باتجاه إسرائيل، فلن يخرج حيا.
أما ألون بن دافيد، الخبير العسكري بصحيفة معاريف، فقال إن الوضع الأمني المتوتر في غزة يضع صعوبات أمام الجيش الإسرائيلي لإدارة حربين على جبهتين في آن واحد معا، في غزة ولبنان.
وأضاف: إدارة إسرائيل للموقف الميداني أمام حماس غزة خلال الأسابيع الأخيرة أثبتت نفسها؛ فقد نجحت بالمس في عدة أنفاق لحماس، وواصلت عملياتها لإتمام السور التحت أرضي على حدود غزة الشرقية، الذي سيكون جاهزا أواخر العام الجاري وأوائل العام القادم.
فيما قال أمير بوخبوط، الخبير العسكري الإسرائيلي بموقع ويللا الإخباري، إن أنفاق غزة تقدم الجانب الآخر لوجه حماس من تحت الأرض، ما يدفع جنود الوحدات الخاصة للعمل على إحباط أي عملية قادمة عبر هذه الأنفاق لاختطاف جنود إسرائيليين، بعد أن أثبتت الحرب الأخيرة في غزة 2014 خطورة تهديد هذه الأنفاق، ما جعل مواجهتها أحد الدروس الأساسية لقيادة الجيش الإسرائيلي خلال السنوات والنصف الثلاثة الماضية.
وأوضح أن لواء جفعاتي في الجيش الإسرائيلي يجري تدريبات مكثفة لمقاتليه للتعامل مع المخاطر الكامنة من الأنفاق الدفاعية التي حفرتها حماس تحت المباني السكنية في قلب قطاع غزة، كجزء من استعدادات الحركة لليوم الذي يجتاح فيه الجيش الإسرائيلي أعماق المناطق الفلسطينية.
وأشار إلى أن السؤال اليوم الذي يطرح على قيادة الجيش الإسرائيلي: عقب التعامل مع تهديد العمليات الانتحارية في الضفة الغربية، هل يأتي اليوم وينجح الجيش بطي صفحة تهديد الأنفاق، أم سيضطر للنزول لأعماق الأرض لإخضاع العدو، المتمثل بحماس؟