الوحدة ضرورة في مواجهة التحديات
الشيخ حسام أبو ليل
إن وطنًا واحدًا يجمعنا، ولنا ثوابت تميّزنا وتثبت حقوقنا ولنا روايتنا ومصطلحاتنا لا نبيعها بأي عَرَض مهما غلا ثمنه، ونحن جميعًا مستهدفون كعرب فلسطينيين، إنسانًا وأرضًا ومقدسات… من المشروع الصهيوني متمثلا بحكومة وأحزاب وكنيست ومنظمات، تسعى لتهويد كل شيء لطمس هويتنا واقتلاعنا ومصادرة حريتنا وخاصة القدس والأقصى المبارك، بما يستهدف وجودنا وثوابتنا.
المشروع الصهيوني يعمل بكل الوسائل لينجح في تثبيت روايته، ويضحّي بكل ثمن ولو من أبناء جلدته، مستخدما الكذب والتدليس ويسوقها بكل القنوات والطرق.
ومن أساليبه الخبيثة ووسائله المعروفة ككل محتل، تفكيك وحدة شعبنا وتفريق كلمته وإشغالنا في صراعات داخلية.
ولا يزال يستخدم منذ زرع في وطننا فلسطين، شخصيات وأحزابًا عربية تشق الصف وتُوظَّف، من حيث قصدت أو لم تقصد، لتثبيت المشروع الصهيوني وروايته، ويتم اغراؤها بالفتات، ولعلهم يعطونهم بعض الصلاحيات المدنية ليكونوا مرجعًا للبسطاء فينالوا الثقة ويقودوا الميدان وهم يظنون أنهم يحسنون صنعًا، ويقنعون أنفسهم ويروجون أنهم على الصواب وأصحاب الإنجازات، لكن سريعًا ينقضي “شهر العسل” وينتهي مفعولهم ويُستبدلوا “بأبطال” جدد للعب الدور ليكتشفوا أنهم عاشوا في الوهم وتخبّطوا في الوحل، والخاسر الأكبر هو شعبنا، بتأخر موعد الخلاص.
حال هؤلاء أشبه بذلك الموقف، يوم وقف طيار غربي بجانب طائرته المقاتلة على أرض أحدى الدول العربية (والهدف معروف)، أراد أن يصلح شيئًا لكن لم يستطع الوصول، وبينما شابان عربيان يجلسان بعيدًا نادى على أحدهما فجاء إليه وطلب منه أن ينحني ليرتقي على ظهره ويصلح خلل الطائرة، واستجاب لطلبه، وبعد تمام المهمة كافأه ببطيخة، ليبيع الكرامة ببطيخة.
لا يخفى على أحد أن الطّيف السياسي في الداخل الفلسطيني مختلف المشارب، ولكل فكره وقناعاته وخصوصياته، وبرامجه ونشاطاته، وقد نختلف معهم فيها، ولكن وحدة وطننا ووجودنا ومصيرنا المستهدفة تحتم علينا وحدة الموقف والعمل الجماعي المتوافق لمواجهة التحديات والمؤامرات، فهي الطريق الأكمل لتحقيقه، متلاحمين مع شعبنا في الميدان خلف لجنة التابعة، ومع الملاحظات والانتقادات البناءة على أدائها، فلا يسع الوقت لرجمها وشق صفها فيفرح العدو ويحزن الصديق، بل إن تقويتها ودعمها والوقوف من خلفها من أهم دعائم تثبيت حقوقنا ونصرة ثوابتنا بعيدًا عن الكنيست وحكوماتها العنصرية، آملين أن نصل يومًا الى بنائها بناء متكاملًا، ولا يمنع ذلك من الحوار والاحترام وقول كلمة الحق ونقد المواقف والتصرفات الخارجة عن ثوابتنا بعيدًا عن لغة التجريح الشخصي.