الاختلاط أصل كل بلية وشر!!!
أمية سليمان جبارين (أم البراء)
كما نعلم أن للحياة متطلبات وظروف خاصة على الفرد التعايش معها، لكن من غير التنازل عن الثوابت العقدية والشرعية، وكما يعلم الجميع أن شريعتنا الإسلامية اعتنت بكل صغيرة وكبيرة وكل شاردة وواردة من أمور حياتنا ومجتمعنا، ووضعت لنا أسسا وضوابط شرعية نسير وفقها لنصل إلى طريق النجاة. ومن ضمن هذه الأمور، قضية الاختلاط بين الرجال والنساء والتي باتت آثارها السلبية والمدمرة تظهر في مجتمعنا المسلم وبكثرة، وأصبحنا وتحت مسميات حديثة نتهاون بهذه القضية المهمة والتي هي أساس العفاف المجتمعي، فكما نعلم أن هنالك موادا كيميائية علينا أن نبعدها عن بعضها البعض خوفا من حدوث تفاعلات خطيرة نتيجة لاختلاطها مما يسبب كوارث جمّة لا تحمد عقباها!! لذلك أمرنا الشرع أن نضع ضوابط وقيود تهذب هذا الاختلاط بين الجنسين، حتى لا يحلق بنا ما لحق ببني إسرائيل (كثرة البغاء والبغايا) وحتى لا نصاب بمرض عضال كما أصاب القارة العجوز (أوروبا) حيث يحدثنا مؤلف كتاب (موت أوروبا) عن موت وهلاك القارة العجوز والسبب في ذلك يعود إلى انتشار الفواحش بين أهلها نتيجة للاختلاط المستهتر من قبل الجنسين، وها هي أمريكا أم الحرية وراعية الاختلاط تفتتح 370 جامعة غير مختلطة بعد أن بلغت نسبة الزنا في مدارسها الثانوية نسبة 90% لذلك علينا أخذ العبرة من غيرنا وأن لا نسير خلفهم كالعميان فتعمى بصائرنا!! وكما قال ابن القيم: الاختلاط سبب للعقوبات العامة على الأمم، فإلى أولئك الذين يسألون عن أسباب ما يحدث لنا ويصيبنا من مصائب وويلات هذا هو الجواب الشافي. هذه صورة مقتضبة عمّا تعاني منه دول الغرب وأمريكا بسبب الاختلاط المفتوح والمباح بين الجنسين عندهم، وهذه المعطيات وأسبابها تجعل كل عاقل حليم يقف ويدق ناقوس الخطر الذي بات يهدد مجتمعنا المسلم نتيجة الانجرار وراء الغرب في الانفتاح والتحرر وجعل الاختلاط الصبغة الأساسية في مجتمعنا، لأن الظروف الحياتية والمعيشية تتطلب ذلك ونحن نعلم أنه إذا استمرينا في هذا الطريق سنجد أنفسنا وسط كارثة أخلاقية واجتماعية وعقوبة ربانية تعم الجميع بسبب تساهلنا في قضية الاختلاط غير الشرعي، الذي بتنا نعيشه ونستسيغه. وفعلا لو ألقينا نظرة على أرض الواقع لوجدنا أنه يكاد ان لا يمر يوم إلا ونسمع فيه كارثة، بيوت تهدم، وعفة تقتل سواء بالجامعات، أو أماكن العمل، والطامة الكبرى التي نعاني منها الآن الاختلاط الإلكتروني من خلال وسائل التواصل الاجتماعي حيث تنشأ صداقات بين الرجال والنساء دون ان تربطهم ببعض أية صلة رحم أو صلة شرعية حتى، وتفصلهم عن بعض مساحات شاسعة، لكن سرعان ما تجد أن هذه الصداقة قد تحولت إلى إعجاب طرف بآخر والدردشة المحرمة على الخاص بل يتطور الامر الى إرسال الصور والفيديوهات وقد يبوح الواحد للآخر بأسراره الأسرية سواء الزوج أو الزوجة، وهكذا تتطور بينهم علاقة لا ترضي الله، مع العلم أن أصل هذه العلاقة كانت ربما للمساعدة أو لشؤون العمل أو لأمور طبية أو غير ذلك. حسب رأيي فإن الاختلاط الإلكتروني أخطر وأقوى من الاختلاط المباشر لأن الطرفان يكونان أجرأ على الكلام وإرسال الصور والملصقات خاصة وأنهما يعلمان أن لا أحد يستطيع مشاهدة أو سماع ما يدور بينهما!!! هذا وتجدر الاشارة الى انه انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة غريبة وبعيدة عن تعاليم ديننا الحنيف ألا وهي ظاهرة الأعراس المختلطة وما أدراك ما الأعراس المختلطة؟! حيث تكون النساء في أكمل حلتها وزينتها وبحجة أنها من أقرباء العريس أو العروس تجدها تتمايل راقصة أمام جميع المدعوين دون أن تشعر بأدنى خدش للحياء، والأدهى والأمر من ذلك وجود زوجها أو أبيها أو أخيها يجلس إلى جانبها!!
بالله عليكم إلى أين وصلنا؟! لا بل ونسأل عن سبب الكوارث والمصائب التي تحدق بنا من كل حدب وصوب، فها هو الحياء انقطع من وجوه كثيرين من النساء والرجال وكثرت العلاقات المحرمة ونحن نسير مقلدين للغرب تائهين!!
أيها الناس، عودوا لرشدكم قبل وقوع الكارثة في بيت كل واحد منكم، ولنطبق جميعنا الضوابط الشرعية في تعاملنا مع قضية الاختلاط المادي أو الإلكتروني والتي تتمثل في: غض البصر، واللباس المحتشم الساتر لمفاتن المرأة، أن يكون تعامل المرأة مع النساء في أي مجال إن أمكن (طبيبة، معلمة، محاسبة، مدربة….) والرجال كذلك مع الرجال، أن نضع ضوابط لعلاقة الزمالة في الجامعة أو العمل مع عدم الخلوة، أما بالنسبة للاختلاط الإلكتروني فالأوْلى أن لا تصادق المرأة إلا النساء على مواقع التواصل أو المحارم لها من الرجال والعكس كذلك، أن تكون رقابة الله حاضرة والخوف منه عند إرسال أية كلمة أو رسالة لصديقتك أو صديقك على مواقع التواصل وأن يكون الكلام موجزا على قدر الحاجة إن وُجدت لأن الله يعلم ويرى ما تكتبه وترسله. وضع نصب عينيك أن ما تخجل به أمام الناس وتخفيه فإن الله مضطلع عليه ويوم الحساب لابد أن يكشفه أمام الخلائق، وإلى المشاركين في الأعراس المختلطة ماذا تفعل إن جاءك أجنبي غريب عنك وطلب منك أن يجلس مع زوجتك أو ابنتك؟! ثم طلب منك أن يراقصها؟! هذا تماما ما يحصل في الأعراس المختلطة والعياذ بالله. لذلك أوجه كلمتي إلى أصحاب العرس أن وزركم ووزر من شارككم هذا المنكر سيعلق في رقابكم إلى يوم القيامة. فيا أيها الأحباب، ليكن لنا في بلاد الغرب عبرة مما يحصل لهم نتيجة الاختلاط ولنعد إلى ديننا الحنيف الذي وضع لنا أسسا لبناء مجتمع طاهر عفيف.