أم الفحم تاج البلدان
أميّة سليمان جبارين (أم البراء)
لم يخطئ الشهيد ناجي العلي عندما أطلق على أم الفحم الاسم الحركي لفلسطين، ولم يخطئ الشيخ عبدالله نمر درويش- رحمه الله تعالى- عندما حوّل اسم أم الفحم إلى أم النور، لأن مدينة أم الفحم في كل موقف وفي كل ظرف تجدها برجالها وشبابها ونسائها وأطفالها رأس الحربة وفي المقدمة، وهي بمثابة المحرّك القوي لكافة البلدان. فألف ألف تحية لأهلنا في أم الفحم وأخص بالذكر حراكها الشبابي الذي كان بمثابة الشعاع الأول- ولا أريد أن أقول الشرارة الأولى- لرسم خارطة ومعطيات جديدة يسير عليها مجتمعنا في الداخل الفلسطيني. فكما عودتنا أم الفحم دائما هي السباقة وفي المقدمة، أم الفحم جبل النار، أم الفحم التي لم ولن تستسلم لأية مؤامرة وستبقى الرقم الصعب الذي لا ينكسر، ومن هنا ومن هذا المقام أود أن أبعث بتحية إكبار وإجلال إلى شيخنا وقائدنا وقدوتنا فضيلة الشيخ رائد صلاح الذي يقبع في السجون الاسرائيلية بسبب ثوابته الدينية والوطنية، ونقول له نحن على العهد يا شيخنا وأبشر فمهما طال ليل الظلم لا بد وأن ينجلي بفجر وصبح قريب.
العنف دخيل وليس أصيل فينا يا يتسحاك حوفيف!
أطلّ علينا هذا المدعو يتسحاك حوفيف، رئيس مركز الشرطة في أم الفحم، وعبر محطة الشمس في تصريح عنصري له عندما سُئل عن أسباب الجريمة والعنف في أم الفحم، هل فعلا هنالك تقصير وتقاعس من قبل الشرطة؟ أجاب وبكل وقاحة أن سبب العنف والجريمة في أم الفحم ليس تقاعس الشرطة، وإنما تربية وثقافة أهل أم الفحم التي ترتكز على العنف والإجرام بسبب ظروفهم المعيشية والاقتصادية الصعبة!!! وهنا أقول لك إذا كان جوابك هذا صحيحا فأنت بذلك تدين دولتك وحكومتك العنصرية التي تفرق بين تل أبيب وأم الفحم بالميزانيات والهبات، وتدين حكومتك العنصرية التي تصنع الفرق الواضح في كل مناحي الحياة بين الوسط اليهودي والوسط العربي، وهي حكومتك التي تتسبب في هذه الظروف المعيشية الصعبة، إذن فهي المسؤول الأول عن فوضى العنف والإجرام الذي يعم بلدنا.
ثانيا، على فرض أن كلامك هذا صحيح، بأن العنف يعود لتربية وثقافة أهالي أم الفحم، فما قولك في قتل أفراد الشرطة الاسرائيلية لـ 13 شهيدا من أبنائنا المتظاهرين سلميا، ضد دخول المأفون شارون إلى المسجد الأقصى عام 2000 في أحداث هبة الأقصى! ألا يثبت ذلك أن من تربيته وثقافته من أساسها عنف وعنصرية وحقد وكراهية هم أفراد شرطتك يا حوفيف! أم أنه يحق للشرطة ما لا يحق لغيرها! ثم ما قولك يا حوفيف في طريقة وأسلوب أفراد شرطتك في التعامل مع المتظاهرين السلميين من شباب أم الفحم خلال جمعة الغضب الثالثة؟! أليس حضراتكم من استعمل العنف لا بل والعنف المفرط في اعتقال شبابنا. وما قولك في قتل الشرطة لشهيد العلم احمد حجازي من طمرة قبل أيام، وغيره الكثير من أبنائنا الذين قُتِلوا على أيدي شرطتكم! فمن هو صاحب ثقافة العنف والإجرام يا حوفيف؟!! ولتعلم انت ومن يؤازرك أن ثقافة العنف دخيلة على مجتمعنا وليست أصيلة، لأن ديننا وعاداتنا وأعرافنا ترفض العنف وتشجبه لأنه ليس من شيم الإسلام ولا العروبة.
من أم الفحم لطمرة صرخت المرأة الحرة
إنها المرأة الفحماوية المسلمة، شقيقة الرجال، أبت إلا أن يكون لها موقف وصوت فيما يدور حولها من فوضى العنف والسلاح وتواطؤ للشرطة، كيف لا وهي إما زوجة للضحية أو أمه، أو أخته، وقفت النساء الفحماويات لتعلن أن دمنا واحد وهمنا واحد، وقفت النشميات لتساند الرجال والشباب في وقفتهم بوجه غول العنف المستشري ببلدنا وجميع بلدات الداخل الفلسطيني، وقفت الحرائر لتقول لا لشرطة الإرهاب التي تتواطأ مع القتلة. كل التحية للماجدات الفحماويات شقائق الرجال، كل التحية لخط الدفاع الأول والأخير عن بلدنا وأبنائنا، ونقول لكِ لقد كانت وقفتك بألف كلمة وألف معنى أيتها الحرة.
وأخيرا، بوركت أموالكم وجهودكم يا من تؤدون العمرة بالنيابة عن ضحايا القتل في مجتمعنا الفلسطيني، ففي لفتة مباركة قامت جمعية بذور الخير بالتكفل بأداء عمرة نيابة عن ضحايا القتل في مجتمعنا منذ بداية العام، جعل الله هذا العمل خالصا لوجهه الكريم. وآخر دعوانا اللهم اجعل بلدنا آمنا مطمئنا سخاء رخاء وسائر بلاد المسلمين.