في ظل التآمر والتطبيع…ما جديد المخططات الإسرائيلية التي تستهدف القدس والمسجد الأقصى؟!!
* هل يطيح الاحتلال بالوصاية الأردنية على الأقصى لصالح "إدارة مشتركة"!!
* هل يطيح الاحتلال بالوصاية الأردنية على الأقصى لصالح “إدارة مشتركة”!!
طه اغبارية، ساهر غزاوي
يكثر الحديث إسرائيليا بعد توقيع أنظمة الإمارات والبحرين والسودان على اتفاقيات تطبيع مع تل أبيب وإعلان المغرب، الأسبوع الماضي استئنافه للعلاقات مع المؤسسة الإسرائيلية، عن الدور الذي يمكن لهذه الدول أن تلعبه في القدس والمسجد الأقصى، بالشراكة طبعا مع الاحتلال الإسرائيلي، الأمر الذي ينذر بمخططات جديدة قديمة للاحتلال تهدف إلى شرعنة احتلاله للقدس الشرقية وإحكام سيطرته على المسجد الأقصى المبارك بما يلغي عمليا التفاهمات مع المملكة الأردنية ووصايتها على الأوقاف والمقدسات الإسلامية في القدس وعلى رأسها المسجد الأقصى المبارك.
هذا كله يهدد بطبيعة الحال فقدان سيطرة دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، على إدارة المسجد الأقصى المبارك، وينذر بمخاطر كبيرة تهدد أولى القبلتين، الأمر الذي يثير المخاوف والقلق من إحكام هيمنة الاحتلال عليه بالكامل.
الشيخ رائد صلاح: الوصاية الأردنية على الأقصى في امتحان كبير
في ظل واقع الحال والتهديدات المتواصلة للقدس والمسجد الأقصى المبارك، نستذكر تصريحات الشيخ رائد صلاح التي أطلقها يوم دخوله السجون الإسرائيلية على خلفية “ملف الثوابت” بتاريخ 16/8/2020، حين حذّر تحديدا من المخاطر التي تتهدد الوصاية الأردنية على المسجد الأقصى والمخططات الإسرائيلية لاستخدام ورقة “التطبيع” لتنفيذ أجنداتها الاحتلالية في القدس والاقصى.
قال الشيخ رائد حينها: “الآن الوصاية الأردنية الهاشمية على المسجد الأقصى في امتحان كبير، والأيام القريبة ستوضح لكم ما أقول، نتمنى لهذه الوصاية نجاحا ينصر ثوابتنا الإسلامية العروبية الفلسطينية، الاحتلال غول وهو لا يشبع وأطماعه لا تتوقف، الهمسات التي بتنا نسمعها هي أخطر بكثير من التقسيم الزماني والمكاني، لذلك هذه الوصاية بامتحان كبير، لذلك اقدّم للقائمين على هذه الوصاية هذه النصائح، أولا عليها ان تفرض أمرها على أرض الواقع، والكيفية يجب أن تكون عند المستأمنين على هذه الوصاية، والأمر الثاني أنصح أهل الوصاية بعضد دور فلسطيني كبير ودور عربي كبير ودور إسلامي كبير، لو قدّر لي أن قدم نصيحة عملية، لقلت انصحكم ان ترحبوا بكل دور شعوبنا المسلمة والعربية، ان ترحبوا بدور كل رئيس صادق مخلص يساندكم يشد عضدكم في نصرة القدس والمسجد الأقصى المبارك، على صعيد أمتنا الإسلامية وعالمنا العربي وبشكل خاص الحاضنة، حاضنة الأحرار والحرائر، حاضنة الأهل المقدسيين والمقدسيات حاضنة أهلنا في الداخل وحاضنة كل شعبنا في الضفة وغزة والشتات، الحاضنة التي ظلت تحتضن ميراث تاريخي حضاري لأمة مسلمة عربية منذ بداية نكبة فلسطين ورفضت أن تتنازل عن هذا الميراث”.
وأضاف: “نحن في ظرف صعب جدا، وقد تسمعون ما يوجع القلب، قد تسمعون من يتغنى بخطاب الأسرلة أو بخطاب الأمركة أو بخطاب التطبيع والهرولة، هذا موجع لكن ثقوا نحن المنتصرون بإذن الله في هذا الموقف، ثوابتنا هي المنتصرة بإذن الله رب العالمين”.
الشيخ عكرمة صبري: لن نسمح بتغيير الوضع القائم في الأقصى
يقول الشيخ عكرمة صبري، رئيس الهيئة الإسلامية العليا في مدينة القدس المحتلة، وخطيب المسجد الأقصى المبارك، إن اتفاقيات التطبيع لن تؤثر على مواقفنا فنحن متمسكون بمواقفنا الثابتة في المسجد الأقصى المبارك، ولن نسمح بتغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى”.
يضيف صبري في حديث مع صحيفة “المدينة”: “كل شر متوقع من الاحتلال وعلينا أن نكون حذرين ويقظين من أي تجاوز يمس المسجد الأقصى المبارك”.
وفي سؤال عن مصير الوصاية الأردنية على المسجد الأقصى، قال صبري “الاحتلال الإسرائيلي هو طامع بالمسجد الأقصى المبارك ويحاول بين الفنية والأخرى أن يخادع الأردن ليقول إن الوصاية الأردنية قائمة لكن في الوقت نفسه يعتدي على الأقصى بطرق متعددة بما في ذلك الاقتحامات وكلما زادت هذه الاقتحامات تحاول سلطات الاحتلال أن تطمئن الأردن بأن الوصاية قائمة ولكن في الحقيقة تحاول سلطات الاحتلال أن تفرغ هذه الوصاية من مضمونها بحيث تحقق سلطات الاحتلال ما تريد ضمن الإطار العام بأن الوصاية الأردنية قائمة وفي الحقيقة تحاول سلطات الاحتلال أن تحقق أهدافها بشكل تدريجي وبخطىً سريعة أيضا في ضمن الاحداث التي تمر بها المنطقة”.
الشيخ كمال خطيب: هناك من يبرر للاحتلال لصوصيته وعدوانه على الأقصى
يرى الشيخ كمال خطيب، القيادي الإسلامي في الداخل الفلسطيني، ورئيس لجنة الحريات، أن المخططات الاحتلالية في القدس والمسجد الأقصى باتت تلقى شرعنة وتبريرا من الأنظمة العربية المطبّعة، ووصف حال الاحتلال قبل هرولة المطبعين الأخيرة بالمثل الشعبي القائل “السرقة ما أجت على قد إيد الحرامي”.
وأضاف مستدركا في حديث لـ “المدينة”: “يبدو في هذه المرحلة أن السرقة “أجت تماما على قد إيد الحرامي” بمعنى أن المؤسسة الإسرائيلية باغتصابها واحتلالها للقدس والمسجد الأقصى المبارك، فها هي الآن تلقى من يبرر لها هذه اللصوصية بل ويبارك هذه السرقة والاغتصاب للمسجد الأقصى المبارك، وهم- مع الأسف- من العرب والمسلمين، فحينما يقول المدعو حمد بن خليفة ال نهيان الذي اشترى “فريق بيتار أورشليم”، إنه سعيد بأن هذا الفريق في مدينة “أورشليم القدس عاصمة إسرائيل”، هذا الاعتراف والاقرار الذي ينفي بوضوح أن تكون القدس عاصمة فلسطين، ما هو إلا مشاركة في اللصوصية وتبرير ومباركة لها، والدور الآن على الملك المغربي عبر إعلانه استئناف التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، وهو في موقعه الرمزي “رئيس لجنة القدس في منظمة المؤتمر الإسلامي!!!””.
حول مساعي الاحتلال لإضعاف دور الأردن ووصايته على المسجد الأقصى المبارك، يتابع الشيخ كمال خطيب: “دائما كانت إسرائيل حريصة على أن تلوح للأردن بوجود بدائل لها، والأردن كانت حريصة دائما في الحفاظ على رمزية علاقتها بالقدس والمسجد الأقصى المبارك، لكن يبدو الآن أن هناك شركاء حقيقيون للأردن وفق المخطط والنظرة الإسرائيلية”.
ودعا خطيب الأردن، إلى “الحفاظ على موقفها المتمثل باستمرار الدعم الحقيقي للموقف الإسلامي بالعلاقة التاريخية والعقائدية بالمسجد الأقصى، وأن ترفض رفضا باتا المخططات والأطماع الإسرائيلية، حتى تدرك- رغم ملاحظات كثيرة على دورها في القدس والمسجد الأقصى- أن استمرار موقفها الواضح في حقنا الكامل والاوحد في المسجد الأقصى، يعني أنها بذلك تلتقي مع جموع الأمة وضمير الأمة، وهذه هو المكسب الحقيقي العظيم”.
ويرى الشيخ كمال خطيب أن “ما تمر به القدس والاقصى من مشاريع المطبعين، لا يقل صعوبة عن اليوم الأول الذي سقطت فيه القدس الشرقية تحت الاحتلال الإسرائيلي في الخامس من حزيران 1967، يومها سقطت القدس بتآمر أنظمة عربية واليوم يزيد جرح القدس بتطبيع أنظمة عربية”.
وختم الشيخ كمال خطيب بالقول: “ما يثير التقزز حقيقة أن دولة مثل الإمارات لا تقوم بالتطبيع فقط، بل هي تتواطأ مع الاحتلال في كل سياساته، لان دورها هو ترسيخ وتثبيت الاحتلال والسيادة الإسرائيلية بكل ما للكلمة من معنى بل تنشط في تصديق الرواية الإسرائيلية في القدس وعموم فلسطين، وهذا ما لاحظناه وهم يحتفلون عند حائط المبارك تماهيا مع الزعم الإسرائيلي بأنه “حائط المبكى”.
المحامي خالد زبارقة: الأردن مطالب بالحفاظ على الوصاية وترتيب تحالفاته
إلى ذلك، يؤكد المحامي خالد زبارقة المختص بشؤون القدس والمسجد الأقصى، أن سياسات الاحتلال ليست جديدة وغير مفاجئة.
وقال في حديث لـ “المدينة”: “في الحقيقة حذّرنا في العديد من المناسبات خلال لقاءاتنا مع جهات رسمية أردنية من مساعي الاحتلال للقضاء على الدور الأردني والوصاية الأردنية في القدس والمسجد الأقصى المبارك، وحذّرنا من مغبة السكوت على هذه السياسات، كذلك فإن الشيخ رائد صلاح- فك الله أسره- حذّر من المخاطر التي تتهدد الوصاية الأردنية على الأقصى، وقد عقد في العام 2000 مؤتمرا صحافيا تطرق فيه إلى المخطط الاحتلالي المعروف باسم “زاموش” والذي يهدف إلى إقامة إدارة مشتركة للمسجد الأقصى!! وترجم الشيخ رائد هذا المخطط إلى عدة لغات منها العربية وجرى إرسال نسخة إلى جامعة الدول العربية”.
وأضاف: “لذلك يجب علينا حين نقرأ أي حدث يتعلق بالقدس والاقصى، أن ننظره إليه في سياقه العام المرتبط بالاحتلال والسياسات الأمريكية، إسرائيل تريد تثبيت “شرعيتها” كصاحبة سيادة معترف بها، لان القانون الدولي والقرارات لا تعترف بالسيادة الإسرائيلية على القدس الشرقية، وعليه فإن الاحتلال، مرحليا يبحث عن شركاء في إدارة سيطرته الكاملة على كل شيء، فإسرائيل تسيطر على الأرض وتبحث عن حلفاء لها يشرعنون وضع يدها بالكامل على المسجد الأقصى”.
ويطالب زبارقة النظام الأردني بالمزيد من العمل من أجل الإبقاء على دوره في المسجد الأقصى المبارك لا سيّما أنه الدور الذي يكسبه الشرعية في العالم الإسلامي.
ودعا المملكة الأردنية إلى ترتيب تحالفاتها بحيث تعزز من دورها والحفاظ على وصايتها في المسجد الأقصى والمقدسات في القدس، عبر تحالفات مع دول مناهضة للسياسات الإسرائيلية والأمريكية، ونوّه زبارقة إلى ما دعا إليه الشيخ رائد صلاح قبيل دخوله السجون الإسرائيلية (اقرأ تصريحات الشيخ رائد بالخصوص في هذا التقرير- التحرير).
ونبّه المحامي خالد زبارقة إلى أن “الاحتلال يسعى في النهاية إلى هدم الأقصى وبناء هيكل مزعوما مكانه، وتطبيق ما جاء في “صفقة القرن” الأمريكية التي تركز في أساسها على المسجد الأقصى من “منطلقات دينية تلمودية صهيونية صليبية، تتعلق بنبوءات آخر الزمان وفق فهمهم، وهذا خطر آخر”.