ساحة شهاب الدين بالناصرة: من مشروع حضاري إلى بؤرة مخدرات وفساد.. من المسؤول؟؟
ساهر غزاوي
نحو 23 سنة مرّت على قضية شهاب الدين في مدينة الناصرة، تلك القضية التي تداخل فيها المحلي مع الإقليمي ومع الدولي، وتداخل فيها النفس الطائفي المقيت، ما أدى إلى سرقة الموقع من أيدي المسلمين.
في 1997، عقب إقدام بلدية الناصرة على هدم المدرسة (د) التي كانت في موقع شهاب الدين، تبين أن الأرض وقفية، وأنها كانت في الأصل مسجدا، وأن المقام الحالي (مقام شهاب الدين) هو جزء من ذلك المسجد. وقد أكدت الوثائق والأدلة من الحفريات هذه الحقيقة. ومع ذلك وقفت الدنيا كلها في وجه المسلمين، بدءا من البلدية أيام رئيسها رامز جرايسي، ومرورا بأحزاب معينة لها أجندات، وبتدخل من الكنيسة المحلية، ثم تدخل مباشر من الفاتيكان والاتحاد الأوروبي والسلطة الوطنية الفلسطينية أيام الرئيس الراحل ياسر عرفات والسفارة المصرية في تل أبيب، وبمباشرة من طرف السلطات الإسرائيلية التي لم يسبق لها أن اهتمت بقضية اهتمامها بتلك القضية، إلى درجة التدخل المباشر لرئيس الحكومة الإسرائيلية أريئيل شارون ووزراء في حكومته، ورئيس الدولة موشيه كتساف. كانت تلك كلها مؤشرات على أن القضية أكبر بكثير مما تصور البعض. ليتضح بعد ذلك، وخلال سنوات الرباط في خيمة شهاب الدين أن القضية كلها لها علاقة بكنيسة البشارة للاتين. فقد بيّنت وثائق وخرائط أنه كان هناك مشروع يقضي بتحويل الموقع إلى ساحة ضخمة مرتبطة مباشرة مع الكنيسة، لتصبح على شاكلة ساحة كنيسة الفاتيكان الكبرى. ولما تفاعلت القضية واتخذت كل تلك الأبعاد فشل مشروع ساحة الكنيسة، الذي كان في الحقيقة الجزء الأساس في مشروع “الناصرة 2000” الذي باشرته البلدية، وكان من ضمنه زيارة بابا الفاتيكان الأسبق يوحنا بولس الثاني للمدينة. فشل مشروع الساحة، وكان الحل الوسط منع بناء مسجد في الموقع وقبول الأطراف المذكورة أعلاه بإنشاء ساحة عادية يطلق عليها “ساحة المدينة”. ولأجل تحقيق هذا المشروع داهمت قوات كبيرة من الشرطة وحرس الحدود والوحدات الخاصة الموقع وأخلته بالقوة وهدمت أرضية الباطون التي كانت لجنة شهاب الدين قد أنجزتها. ثم أنشئت “ساحة المدينة” بعد تنفيذ حفريات في الموقع من سلطة الآثار. وها هي الساحة تتحول اليوم إلى بؤرة لمدمني المخدرات ومروجيها وإلى مكان يلتقي فيه كل فاسد ومفسد طوال ساعات النهار والليل، بلا رادع، ودون أن يتحرك المسؤولون.
في هذا التقرير تتبعنا قضية الساحة وما يجري فيها، وكيف يمارس المدمنون وتجار المخدرات “عملهم” يوميا دون أن يرف لهم جفن، واستطلعنا الآراء حولها، في محاولة لإنهاء هذا المشهد القبيح، في موقع كان نواة لمشروع إسلامي حضاري، فحوّلوه إلى ملتقى للمدمنين ومحطة مفتوحة لبيع المخدرات.
ملاحظة: الأسماء محفوظة في ملف التحرير ونظرا لحساسية الموضوع سنكتفي بالإشارة إلى الأسماء بالأحرف مع أن هناك من المُستطلعين لم يُمانع بذكر أسمه الكامل في التقرير. (هيئة التحرير).
(ع. ز) صاحب متجر مجاور لساحة شهاب الدين
في الحقيقة الظاهرة سيئة جدا والمدينة التي كانت من المفروض أن تكون واجهة البلد أصبحت بؤرة لمتعاطي المخدرات المدمنين ولشاربي المشروبات الكحولية.. تسبب وجودهم في الساحة إلى عدم نظافة وتراكم الأوساخ التي يتركونها خلفهم ويتركون مخلفات المخدرات والحشيش. وهذا خطر كبير على المدينة وعلى على الناس وعلينا عامة.. هذا المكان للأسف بدل أن يكون واجهة حضارية أمام الناس وأهل البلد والسياح أصبح الناس يتجنبون التواجد فيه، ولا أبالغ إن قلت إن هذه الظاهرة أيضا ساهمت بشكل كبير في إضعاف التجارة في البلد، لأن كثير من الناس يقولون: ماذا سنأتي نفعل والمنطقة مليئة بمدمني المخدرات؟؟ أصبحت علامة سيئة! أضف إلى ذلك أن قسم من الأهالي يمنعون أولادهم وتحديدا البنات للتواجد في هذه المنطقة لأن هؤلاء المدمنين غير مسؤولين عن تصرفاتهم ويفعلون أشياء بدون وعي والوضع مقلق جدا.
(ط. ف) متجر مجاور لساحة شهاب الدين
هذه الظاهرة تضايق على كل البلد ولا تضايقنا نحن فقط كتجار وأصحاب دكاكين مجاورة لساحة شهاب الدين.. هؤلاء حولوا المكان إلى بؤرة فساد في مركز البلد! هل هذا منطق ومقبول؟؟ الشرطة تعلم بكل شيء لكنها غير معنية بالتحرك أبدا لان من يبيع المخدرات ومن يتعاطها هم عربا وليسوا يهودا ولو أنهم شعروا أن المتضرر من هذه البؤرة يهودي لتحركوا بسرعة!!
أضف إلى ذلك أن هذه الظاهرة خطيرة تضايق كل الناس والزبائن والسياح وهم يحدون من اقبالهم على متاجرنا ودكاكيننا ويؤثرون على نماء اقتصادنا. هذا عدا أنه في ساعات ما بعد الظهر والعصر تصبح المنطقة مخيفة جدا ومعتمة ولا تجرؤ الصبايا والبنات بشكل خاص على السير من الممر القريب (زروبة) من هذه البؤرة (المقصود الممر بين جدار المسجد الشمالي والسوق) خوفا من أن يتعرض لهن المدمنون بالتحرش الجنسي والاعتداء الجسدي.
قبل مدة رأيت بعيني اثنين من جهاز الشرطة وقفوا بجانب المدمنين وهم يضحكون ما لفت انتباهي وقلت لأذهب وأرى عن قرب. وإذ اثنين من المدمنين يتعاطون المخدرات أمامهم وهم يضحكون ويقهقهون وبعدها انصرفوا دون أن يحركوا ساكنا وهذا يدل على أن الشرطة معنية بذلك!!
المصيبة أنه لا أحد يسأل، فوضى وقائمة والكل يعمل ما يريد على جميع المستويات والشرطة معنية ومبسوطة لما آلت إليه الأوضاع في الناصرة وخاصة في مركز البلد. وأنا شخصيا تحدثت مع المدمنين أكثر من مرة ومع أكثر من شخص وقدمت لهم النصائح بالابتعاد عن هذه الأجواء والبحث عن العمل والحياة الكريمة لكن لا أحد يسمع وهم حقيقة في عالم آخر وحتى تصرفاتهم غريبة ومتقلبة جدا، فأحيانا تجدهم في أحسن حال مسالمين وبعد ساعة ينقلبون إلى شياطين لا يعون ما يفعلون ومستعدين لأن يفعلوا أي شيء للحصول على وجبة المخدرات لتريح أجسادهم كما يعتقدون.
هؤلاء المدمنين يحاولون أن يقتربوا من المتاجر والدكاكين، لكن في الحقيقة هم لا يستطيعون السطو ولو طلع بأيديهم لقاموا بعمليات سطو، لكنهم يحاولون أن يسرقوا بضاعة وأغراض من الدكاكين في حال ظنوا أن صاحب الدكان غافل أو أنه لا يراهم حتى يوفروا ثمن وجبة المخدرات والسموم والمسكرات.
(س. د) من رواد مسجد شهاب الدين
مؤسف جدا أن تتحول هذه الساحة التي نعمرها بالصلاة في المناسبات والأعياد الإسلامية عندما يزدحم المسجد ولا نجد لنا مكانا فيه، إلى وكر يأوي إليه متعاطو المخدرات والمشروبات الكحولية، لا بل إنهم أيضا قاموا ببناء عريشة وخيمة وافترشوا الأرض وبجانبهم مخلفات ما يتعاطونه من سموم ومخدرات وهذا كله أين؟؟ في مركز الناصرة ووجهها، المفروض أن يكون حضاريا مما يعطي صورة سلبية عن المدينة لأهالي المدينة أولا وللزوار من خارجها إن كانوا من مجتمعنا العربي أو من السياح الأجانب. لذلك نحمل البلدية المسؤولية الكاملة عما آلت إليه ساحة شهاب الدين وعليها أن تضع لافتات وعمال نظافة وتقوم بواجبها في هذه الساحة، في الوقت الذي ما زالت فيه ساحة عامة وتخدم الجميع وعندما تتحول إلى مسجد وقتها سيكون الأمر مختلف ولنا حديث آخر.
(إ،ش) من سكان المنطقة
الحقيقة هؤلاء المدمنون مثل الوباء لا أحد يريد أن ينظفه لا البلدية تهتم وتريد أن تمنعهم ولا الشرطة ولا الحكومة معنية.. هؤلاء مرضى كل أسبوع يموت واحد منهم من استعمال المخدرات والسموم واليوم الذي لا يجدون فيه ما يتعاطونه من مخدرات وسموم يستعملون الادوية منتهية الصلاحية والأقراص، أي أدوية المهم أنها بديل بالنسبة إليهم وتسد لهم الحاجة. شخصيا تحدث مع الشرطة وطلبت منهم أن يأخذوهم من هذا المكان، فردّ عليهم أحدهم: “ليش نوخذهم خليهم يموتوا هون”.
من ناحية ثانية هم يثيرون الشفقة وكان الله في عونهم لو أن هناك مؤسسة ترعاهم لكانت حالاتهم أفضل مما هي عليه اليوم.. لماذا اليهود يجدون من يهتم بهم ويرعاهم في مؤسسات توفر لهم الطعام والشراب واللباس النظيف؟؟ لكن هؤلاء لا أحد يهتم فيهم مع العلم أن جميعهم لهم أهل وبيوت لكن لا أحد يهتم فيهم ولا يتابعهم ومنهم متزوج وعندهم أولاد شباب أيضا!!
نطالب بإيجاد حل لهذه الظاهرة والاهتمام بهم أكثر وإيوائهم في مؤسسات مختصة وتعليمهم الآداب والأخلاق وممكن أن يتغيروا لكن عندما لا يجدون شيئا سيدب بهم اليأس ويلجؤون إلى المخدرات والسموم.. قبل أيام قليلة هنا هنا (وأشار بيده في انفعال إلى منطقة في ساحة شهاب الدين) مات واحد منهم في الاربعينات من عمره، وقع على الأرض من كثرة ما يتعاطى المخدرات ومن قلة الأكل وضعف جسده وصحته.
(م. م) من رواد مسجد شهاب الدين
هذه الاعمال لا ترضي الله ولا رسوله.. كمدينة الناصرة لها اسمها ومكانتها هذه الأجواء والمناظر لا تليق بها أبدا.. الزائر الغريب عندما يأتي إلى الناصرة ويرى هذه المشاهد يأخذ فكرة معاكسة عمّا سمعه سابقا عن المدينة وعن وجهها الحضاري!! هؤلاء المدمنين ينزوون لوحدهم في أماكن عديدة من الساحة مثل مركز ومحطة وملتقى لهذه النوعيات، وكل هذا أين في ساحة شهاب الدين وفي وسط البلد؟؟
(أ،ع) من مسؤولي مسجد شهاب الدين
هؤلاء الأشخاص، بائعو ومدمنو المخدرات، ممنوع أن يتمركزوا هنا، تصرفاتهم غير لائقة ولا تليق بالمسجد وحرمته ولا بساحة عامة. نحن لا نستطيع أن نتحدث معهم ولا أن نمنعهم من اتخاذ هذا المكان مقرا ووكرا لهم، لا نستطيع وهذه الحقيقة.. تحدثنا من قبل مع البلدية والشرطة ولا أحد تجاوب معنا للأسف الشديد. هذا المكان ضرر على المسجد أيضا من سلوكهم وتصرفاتهم وأعمال أخرى مزعجة جدا يفعلونها خلال اليوم والليلة. هذا عدا عمّا يصدرونه من صراخ وأصوات مزعجة والشتائم وسب الذات الإلهية والتصرفات غير الأخلاقية.. أضف إلى ذلك أنهم لا يغتسلون ولا يستحمون وهذا يعمل يجلب الأمراض، يأكلون ويرمون الفضلات في المكان الذي ينامون فيه هذا عدا أنهم يقضون حاجاتهم أيضا في نفس المكان!! نحن كأفراد لا نقدر أن نمنعهم أو أن ننظف الساحة منهم ومن اوساخهم ووبائهم، بحاجة لقوة ولتعاون كبير من الجميع. أحينا يكونون مجموعة صغيرة من أفراد وأحيانا مجموعة كبيرة يتجاوز عددها الـ 15، يزيدون وينقصون لكنهم لا يتركون هذا المكان أبدا لأنه المكان الوحيد الذي يأويهم. لماذا هذا يحدث؟ لا أستطيع أن أفهم.. وإذا دخلوا المسجد واستعملوا الحمامات والمراحيض من الممكن أن يوسخوا المكان وينقلوا امراضهم ووباءهم إلى المسجد. وهذا غير مقبول. لا تستطيع أن تتفاهم معهم هم بغير وعي وعندما يتعاطون المخدرات والسموم يفقدون الوعي. بالأمس طلبت من أحدهم أن يخفض صوته بأدب وقلت له لو سمحت أنت بجانب مسجد وله حرمة، فكانت ردة فعله عنيفة جدا ورد علي بالصراخ وسب الذات الإلهية والشتائم بالألفاظ البذيئة على المصلين والمشايخ والناس أجمعين.. أنا ألوم أولا الأهل الذين لم يربوا التربية الصحيحة وتركوا أولادهم إلى مثل هذا الحال..
حامد اغبارية: صحفي واكب القضية من لحظتها الأولى
وللتعرف أكثر على قضية شهاب الدين، توجهت “المدينة” إلى الإعلامي الأستاذ حامد اغبارية للحصول منه على تعقيب قال فيه: كمن واكب قضية شهاب الدين من لحظاتها الأولى، بل كنت أول من نشر عنها عقب إقدام البلدية على هدم المدرسة (د) في الموقع عام 97، فإن أشد ما يؤلمني أن هذا الموقع الذي كان يفترض أن يتحول إلى معلم حضاري ينشر الخير بين الناس، أصبح اليوم بؤرة فساد يلتقي فيها مروِّجو المخدرات ومدمنوها، جهارا نهارا أمام عيون المسؤولين، سواء كانوا من البلدية أو من الشرطة. كنا نطمح في إنشاء مسجد في المكان، فأصبحنا اليوم نبحث عن وسيلة لتطهير (ساحة المدينة) من المدمنين. وهذا وضع مأساوي جدا وعبثي إلى أبعد الحدود.
وتابع: أنا أتهم البلدية بإداراتها السابقة بالمسؤولية عن هذا الوضع الذي أوصلوا إليه موقعا مقدسا للمسلمين، اختطفوه منهم بقوة السلاح وبطش السلطة، وتحت حماية قوات الأمن في حكومة شارون، وبتآمر من الكنيسة، سواء المحلية أو العالمية. كما أحمل البلدية الحالية بالمسؤولية المباشرة عمّا يجري اليوم في موقع شهاب الدين، ومن واجبها أن تعمل فورا على منع دخول كل من يتاجر أو يتعاطى المخدرات أو يمارس كل عمل منكر. على البلدية أن تحرّك الشرطة وتدفعها دفعا إلى تأدية وظيفتها، لا أن تنتظر منها أن تتحرك وتحملها المسؤولية. خاصة وأنها تعلم أن الشرطة لا تتحرك ولا تريد أن تتحرك، فهي مرتاحة إلى هذا الوضع.
وقال أيضا: أنت اليوم لا تستطيع أن تدخل ساحة شهاب الدين وتشعر بالطمأنينة، بسبب تلك الوجوه القبيحة التي تطل عليك من كل جانب. ولذلك لا بدّ من التحرك الفوري لإنهاء هذا المشهد والعمل على اختفائه نهائيا، وللمواطن دور في هذا، إلى جانب دور البلدية والدور المفترض للشرطة.
تعقيب بلدية الناصرة
في أعقاب هذه الاستطلاعات والآراء حول هذه ظاهرة تحول ساحة شهاب الدين بالناصرة من مشروع حضاري إلى بؤرة مخدرات وفساد، توجهت “المدينة” إلى بلدية الناصرة للتعقيب على ذلك وكان ردها الذي جاء على لسان الناطق باسمها، الأستاذ سالم شرارة ما يلي: “البلدية تعلم بما يجري هناك وقد قامت وحدة تطبيق القانون التابعة للبلدية في أكثر من مرة بالدخول إلى الموقع واخراج أي شخص يتصرف بشكل غير سليم من الموقع.. اعتقال الأشخاص الذين يتعاملون أو يروجون الممنوعات (المخدرات) هو من صلب عمل الشرطة.. البلدية تنظر إلى الموقع بأهمية بالغة سواء لقدسيته وأيضا لوجوده في مركز المدينة”.
وفي ردّه على سؤال لـ “المدينة” حول مستقبل ساحة شهاب الدين، خاصّة وأن رئيس بلدية الناصرة السيد علي سلام وعد في الجولتين الانتخابيتين بالاهتمام في مسجد شهاب الدين وساحته. قال شرارة: “على ما أعلم أن هناك لقاءات متكررة ببن لجنة الوقف وبين بلدية الناصرة لإيجاد حلول حول الموضوع.. ولن تكون هناك خطوات على الأرض إلا برضى الطرفين. فيما كان هناك جديد سوف نعلن عنه معا للجمهور العريض”.
…………………..
ملاحظة مُعد التقرير على تعقيب البلدية
يمكن القول إن تعقيب البلدية، كما وصلنا على لسان السيد سالم شرارة؛ الناطق بلسان البلدية، يحمل نوعا من التهرب من المسؤولية. البلدية تعترف أنها تعلم بما يجري في الساحة، ومع ذلك لا تعمل على معالجته بشكل فوري. وبدلا من ذلك تقول إن هذه مسؤولية الشرطة. صحيح أن اعتقال المدمنين والمروجين هو من صلب عمل الشرطة، ولم يقل أحد إن البلدية هي التي يجب أن تعتقل هؤلاء الناس. ولكن من قال إن حل المشكلة يكمن فقط باعتقال أشخاص يطلق سراحهم بعد ذلك؟ أليس على البلدية مسؤولية تنظيف الساحة من هذا البلاء، خاصة وأن الساحة، بعد سلبها من المسلمين كأرض وقفية، تعتبر ملكا للبلدية التي يفترض أن تحافظ عليها وتحميها. فلماذا لا تفعل؟ لماذا لا تضع خطة لحراسة الموقع على مدار الساعة لطرد كل مشبوه من الساحة؟ هذا أقل ما يمكن عمله!!
أما بخصوص سؤالنا حول وعود رئيس البلدية الحالي السيد علي سلام حول قضية شهاب الدين في حملاته الانتخابية في الجولتين اللتين انتخب فيهما رئيسا بأصوات المسلمين، فقد جاء رد البلدية غامضا يحتاج إلى توضيح. لقد شارفت فترة الرئيس الحالي على الانتهاء ولم يحدث شيء بخصوص هذه القضية. فهل يكفي القول إن هناك اجتماعات بين لجنة شهاب الدين وبين البلدية؟ أين الشفافية؟ ومن هي اللجنة التي تمثل شهاب الدين؟ وكم مرة عقدت اجتماعات بينها وبين البلدية؟ وماذا بحثوا في تلك الاجتماعات؟ من حق المواطن أن يعرف كل شيء عن هذه القضية.