بايدن يؤكد الاقتراب من الفوز وترمب يشكّك في شرعية الانتخابات الأمريكية
يخطو جو بايدن بثبات نحو الفوز، فيما يواصل دونالد ترمب التشكيك في “شرعية” الانتخابات بحدة أكبر، بعد أن ارتفع نصيب المرشح الديمقراطي جو بايدن من أصوات المجمع الانتخابي إلى 264، مقابل 214 صوتاً لترمب حتى اللحظة، فيما يحتاج المرشح الفائز إلى 270 صوتاً من أصل 538 للفوز بالانتخابات.
وأكد بايدن: “لا شك أننا نتجه نحو الفوز”، موضحاً: “ما زلنا نشعر بأننا نبلي بلاءً حسناً، وسنعلن قريباً عن الفائز”.
جاء ذلك في تصريحات لبايدن خلال مؤتمر صحفي الخميس، مشدداً على أن “التصويت في أمريكا مقدَّس، لذا فإن إرادة الشعب هي التي ستنتصر”.
ودعا بايدن الجميع إلى “التزام الهدوء وضبط النفس حتى اكتمال عد الأصوات”، مضيفاً: “الديمقراطية أحيانا تتخلف عن الموعد، ونحتاج إلى الصبر”.
من جانبه يواصل دونالد ترمب التشكيك في نزاهة العملية الانتخابية بنفاد صبر مع ارتفاع احتمالية خسارته، ويشدد: “لن نسمح بسرقة الانتخابات”.
فقد أعلن ترمب أنه إذا احتُسب ما وصفها بـ”الأصوات الشرعية”، فستكون النتيجة فوزه “بسهولة”.
وتابع ترمب خلال مؤتمر صحفي الخميس: “إذا احتُسبت الأصوات الشرعية، فأنا سأفوز بسهولة، ولكن إذا احتُسبت الأصوات غير الشرعية فستُسرق منا الانتخابات”.
وأشار ترمب إلى وجود “عدد مقلق” من المخالفات، متهماً “الفاسدين” بمحاولة سرقة الانتخابات.
وأوضح أن ممثلي حملته “مُنعوا من التحقق من بطاقات الاقتراع في بعض المناطق، بما يمثل خرقاً لنزاهة العملية الانتخابية”.
واعتبر ترمب أنه قد يكون “تراجع بعض الشيء” في جورجيا، لكنه في طريقه للفوز في أريزونا، كما وصف طريقة فرز الأصوات في بنسلفانيا بأنها “جزء من آلة الفساد” للديمقراطيين.
وشدد ترمب على أنه لن يسمح بـ”سرقة” الانتخابات، قائلاً: “لن نسمح للفاسدين بسرقة الانتخابات منا، وهدفنا حماية نزاهة الانتخابات، ولن نسمح بإسكات ناخبينا”.
وأعاد إلى الأذهان أنه قدّم دعاوى للمحاكم في عدة ولايات بشأن الانتخابات، ولم يستبعد أن تصل القضية إلى المحكمة العليا.
وأعرب عن أمله في “تصحيح المسار”، مشدداً على أن الحديث لا يدور عمن هو الفائز بل عن نزاهة الانتخابات الأمريكية وعدم جواز “سرقتها”.
وتابع: “لا نريد أي أصوات غير قانونية، نريدها انتخابات نزيهة وصادقة”، مشدّداً على أنه حذّر من أن التصويت عبر البريد سيؤدي إلى كارثة انتخابية.
وقد بدا ترمب نافد الصبر خلال المؤتمر الصحفي، إلى الدرجة التي دفعت شبكات تليفزيونية أمريكية عديدة إلى قطع النقل المباشر لكلمته، بسبب تضمُّنها “سيلاً من الأكاذيب”.
ولم يعد أمام المرشح الديمقراطي الذي كان نائباً للرئيس باراك أوباما لثماني سنوات، سوى الفوز في واحدة أو اثنتين من الولايات الرئيسية الباقية ليصبح الرئيس السادس والأربعين للولايات المتحدة.
وبعد تحقيقه الأربعاء فوزين مؤكدين في ميشيغان وويسكونسن، لم يعد بايدن يحتاج إلا إلى أصوات ستة من الناخبين الكبار لتسجيل الأصوات الـ270 اللازمة التي قد ينالها في نيفادا (6) أو جورجيا (16) أو بنسلفانيا (20) اعتباراً من الخميس.
والخميس تقلص الفارق في جورجيا بين بايدن وترمب مع فرز مزيد من الأصوات إلى 1775 لصالح بايدن، وفقاً لما ذكره الوزير في ولاية جورجيا براد رافنسبرغر، لقناة محلية.
دعاوى قضائية
أما في ولاية أريزونا فقد أعلنت وزيرة الولاية كاتي هوبز الخميس لقناة ABC أن عملية فرز الأصوات قد تستمر حتى الجمعة “على الأرجح”.
وفي فينيكس تجمع أنصار لترمب، بعضهم مسلح، أمام مركز لفرز الأصوات، مرددين “احتسبوا الأصوات!”، و”عار على قناة فوكس”.
لكن في الولايات التي تقدم فيها بايدن على ترمب كولاية ميشيغان، هتف مناصروه “قفوا الاقتراع!”، منددين بـ”غش”، حسب قولهم، في تعداد بطاقات الاقتراع يوم الانتخابات.
وأعلن الرئيس ترمب في الليلة التي تلت الانتخابات أنه سيلجأ إلى المحكمة العليا، دون أن يحدد الأسباب.
وفي الواقع لجأ محاموه في هذه المرحلة إلى المحاكم المحلية، ملوحين بإمكان طلب إعادة تعداد الأصوات في ويسكونسن حيث الفارق صغير بين المرشحَين.
ويعتبر الديمقراطيون أن الشكاوى لا تستند إلى أساس قانوني، ولكن الأمر يتوقف على قرارات القضاة الذين إذا وافقوا على إعادة التعداد، فقد يتأجل الإعلان الرسمي عن النتائج بضعة أسابيع.
وأطلق مقربون من ترمب حملة على مواقع التواصل الاجتماعي لإقناع قاعدتهم بأن عمليات تزوير مكثفة تجري، لا سيما في ولايات مثل بنسلفانيا التي يحكمها ديمقراطيون. وينشرون النظرية التي قالها ترمب، ومفادها أن بطاقات اقتراع “مفاجئة” وصلت إلى مقارّ فرز الأصوات.
واتهم مراقبو منظمة الأمن والتعاون في أوروبا الرئيس الأمريكي الخميس بـ”استغلال فاضح للسلطة” لطلبه وقف فرز الأصوات. وكانت المنظمة اعتبرت الأربعاء أن الرئيس الأمريكي أدلى بـ”ادعاءات لا أساس لها”.