ترامب يعلن تطبيع العلاقات بين السودان وإسرائيل
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يوم الجمعة، اتفاق السودان وإسرائيل على تطبيع العلاقات بينهما، بعد وقت قصير من إبلاغه الكونغرس بنيته رفع اسم السودان رسمياً من لائحة الدول الراعية للإرهاب.
وذكر بيان مشترك لقادة أمريكا وإسرائيل والسودان، أن جرى الاتفاق على تطبيع العلاقات بين الخرطوم و”تل أبيب”.
وأوضح البيان، أن تم الاتفاق أيضاً على “بدء علاقات اقتصادية وتجارية مع التركيز مبدئياً على الزراعة”.
وعلق البيت الأبيض على التطبيع السوداني بقوله إن انضمام دولة أخرى إلى اتفاقية أبراهام يشكل “خطوة كبيرة مهمة في اتجاه تحقيق السلام بالشرق الأوسط”.
بدوره أبدى رئيس الحكومة الانتقالية في السودان، تطلعه إلى علاقات خارجية تخدم مصالح شعبنا على أفضل وجه.
وشدد على ضرورة استمرار التنسيق مع الإدارة الأمريكية لاستكمال إزالة السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب.
وفي وقت سابق اليوم، ذكرت وكالة “رويترز” للأنباء أن هناك توقعات بإعلان اتفاق يقضي بتطبيع العلاقات بين السودان و”إسرائيل”، اليوم.
من جانبه قال البيت الأبيض إن الرئيس ترامب أبلغ الكونغرس بنيته رفع اسم السودان رسمياً من لائحة الدول الراعية للإرهاب.
وأوضح أن ترامب حث الكونغرس على “الإسراع بتمرير التشريع بشأن السودان لضمان تعويض عائلات الضحايا”.
وأكد أن الحكومة الانتقالية السودانية حولت 335 مليون دولار لصالح ضحايا الإرهاب الأمريكيين وعائلاتهم.
في سياق ذي صلة قال مجلس السيادة الانتقالي في السودان، اليوم الجمعة، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وقّع رسمياً على رفع اسم الخرطوم من قائمة الدول الراعية للإرهاب، مشيراً إلى أن إعلاناً رسمياً سيصدر بعد قليل.
وجاء الإعلان بعد ساعات من نقل شبكة “الجزيرة” عن مصدر سوداني قوله إن مؤتمراً سيعقد عبر الفيديو في وقت لاحق اليوم، وسيجمع بين ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مع رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، ورئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك.
وأوضح المصدر أن مراسم المؤتمر ستقتصر على تبادل التهاني بقرار رفع اسم السودان من القائمة الأمريكية للدول الراعية للإرهاب.
وأضاف أن حمدوك سيعلن أن مسألة التطبيع مع “إسرائيل” ستنتظر قراراً من المجلس التشريعي الانتقالي المرتقب تكوينه قريباً في السودان.
وأكد المصدر نفسه أن الخرطوم كانت قد طلبت فصل مسار إزالة اسم السودان من القائمة الأمريكية للدول الراعية للإرهاب عن مسار تطبيع العلاقات مع “تل أبيب”.
وأضاف أن الحكومة الانتقالية السودانية أخذت كل الضمانات والتعهدات بأن تكتمل هذه التسوية بتشريع من الكونغرس الأمريكي يعيد الحصانة لدولة السودان من المقاضاة أمام المحاكم الأمريكية.
وأشار إلى أن التعويضات المالية التي دفعها السودان لن تسلّم إلى مستحقيها قبل شهر فبراير المقبل، حيث تكتمل كل خطوات رفع اسم السودان من القائمة الأمريكية.
والاثنين الماضي، قال ترامب عبر “تويتر”: إن حكومة السودان “وافق على دفع تعويضات بـ335 مليون دولار لضحايا الإرهاب الأمريكيين ولعائلاتهم”، متعهداً برفع اسم الخرطوم من “قائمة الدول الراعية للإرهاب” بمجرد تلقي مبلغ التعويضات.
ولاحقاً قالت وزيرة المالية السودانية هبة محمد، في تصريحات إعلامية، إن بلادها حولت إلى واشنطن بالفعل مبلغ التعويضات المذكور.
وهذه التسوية هي جزء من مطالبات أسر ضحايا تفجيرات سفارتي الولايات المتحدة في كينيا وتنزانيا عام 1998، والبارجة الأمريكية “يو إس كول” قرب شواطئ اليمن في 2000؛ إذ تتهم واشنطن نظام الرئيس السابق عمر البشير بالضلوع فيها.
وتدرج الولايات المتحدة، منذ عام 1993، السودان على “قائمة الدول الراعية للإرهاب”؛ لاستضافته آنذاك الزعيم الراحل لتنظيم “القاعدة”، أسامة بن لادن.
وأمس الخميس، نقلت وكالة “رويترز” عن مصدرين رفيعين في الحكومة السودانية أن حمدوك سيوافق على خطوات إقامة العلاقات مع “إسرائيل”، شريطة أن يوافق البرلمان الانتقالي على ذلك بعد تشكيله.
وقال المصدران إن حذر الخرطوم يعكس مخاوف من أن تؤدي خطوة كبيرة كهذه على صعيد السياسة الخارجية إلى إفساد التوازن الدقيق بين الجيش والمدنيين، وتعريض الحكومة للخطر.
وكانت وزارة الخارجية الأمريكية قد أشارت، في بيان، إلى أن الوزير مايك بومبيو أشاد في اتصال هاتفي مع حمدوك، الخميس، “بجهوده حتى الآن لتحسين علاقة السودان بإسرائيل، وعبّر عن أمله في أن تستمر”.
وأضاف البيان أن بومبيو وحمدوك رحبا بالتزام الرئيس ترامب بالمضي قدماً في رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب.
ويعيش السودان على وقع خلاف كبير بين طرفي الحكم من عسكريين ومدنيين بشأن تطبيع العلاقات مع دولة الاحتلال، في حين خرجت مظاهرات كبيرة في الخرطوم رفضاً لهذه الخطوة.