الحرب في قره باغ.. أذربيجان تصر على “استكمال التحرير” وتحركات في جنيف للتسوية
يتواصل القتال في إقليم ناغورني قره باغ، وأكدت القوات الأذرية تحقيق مكاسب عسكرية دون انسحاب من الأراضي التي حررتها. وتتواصل الجهود في جنيف بحثا عن تسوية، فيما جددت تركيا موقفها بأن الحل يكمن في إنهاء “الاحتلال الأرميني”.
ونقل مراسل الجزيرة عن مصادر عسكرية أذرية أن القوات الأرمينية حاولت تنفيذ هجوم مضاد على عدة محاور مستفيدة من سوء الأحوال الجوية وعدم وضوح الرؤية، لكن القوات الأذرية صدت الهجوم وأوقعت خسائر كبيرة في صفوف القوات المهاجمة.
وأكد المتحدث باسم وزارة الدفاع الأذربيجانية أنار أيوازوف أن جيش بلاده “لم ينسحب من أي منطقة حررها من الاحتلال الأرميني، وأن كل شيء يسير وفق خطة العملية”، مشددا على مواصلة العملية حتى استكمال التحرير بكل حزم.
وأشار إيوازوف إلى أن جيش بلاده دمر قافلة عسكرية أرمينية، ودمر 10 دبابات و6 مدفعيات من طراز D-20 ومدفع هاوتزر و30 عربة عسكرية.
وبيّن أن القوات الأرمينية المنهزمة لجأت إلى قصف محافظات غوران بوي، وترتر، وآغدام، وأغجه بدي، وبردي بالصواريخ، ما أدى إلى وقوع ضحايا مدنيين.
ونشرت وزارة الدفاع مشاهد جوية جديدة، تظهر استهداف قواتها لدبابات ومدرعات أرمينية، حيث يتضح من الصور أن الدبابات والمدرعات الأرمينية كانت مخفية بوسائل تمويهية.
وكتب حكمت حاجييف مستشار الرئيس الأذري على تويتر أن الدفاعات الجوية لبلاده أسقطت طائرة مسيرة كانت تحلق فوق منطقة سكنية استعدادا لقصفها.
وأضاف حاجييف “تم إنقاذ حياة أعداد كبيرة من المدنيين، أرمينيا تواصل ممارسة الإرهاب”، مشيرا إلى أن القوات الأرمينية تواصل استهداف المناطق السكنية في مدن كنجة وبردعة وترتر.
كما أكدت مصادر أذربيجانية مقتل مدنيين اثنين في عمليات القصف، وإصابة 6 مدنيين أذريين إثر قصف استهدف مطعما ومنازل في مدينة بردعة.
من جانب آخر، أفادت وزارة دفاع إقليم ناغورني قره باغ غير المعترف به دوليا بتجدد المعارك بين قواتها والجيش الأذري على مختلف محاور القتال، ولا سيما في المحورين الجنوبي والشمالي، مشيرة إلى ما اعتبرته تراجعا لنشاط القوات الأذرية.
وقالت وزارة الدفاع الأرمينية إن الجيش الأذري حاول صباح اليوم شن هجوم على مدينة جبرائيل جنوب ناغورني قره باغ، وإن قوات الإقليم صدت الهجوم وقتلت 20 جنديا ودفعت تلك القوات للانسحاب.
ونقلت الجزيرة عن مصادر عسكرية أرمينية أن القصف الأذري تجدد على ستيباناكيرت عاصمة الإقليم وفي محيطها.
وفي السياق، أقالت السلطات الأرمينية مدير الأمن القومي في البلاد.
وفي مدينة شوشة، طال القصف كاتدرائية تحمل رمزية تاريخية لدى الأرمن، ما تسبب بإصابة بعض الصحفيين بجروح.
ونفى الجيش الأذربيجاني قصف الموقع، مؤكدا أنه لا يستهدف “المباني والمعالم التاريخية والثقافية، وخاصة الدينية، متهما في المقابل الانفصاليين بـ”استهداف مناطق مأهولة”.
واستبعد عدد من السكان الأذريين فكرة النزوح مؤكدين تمسكهم بأرضهم، لكن السلطات الانفصالية ذكرت أن النزاع أدى إلى نزوح نصف سكان قره باغ البالغ عددهم حوالى 140 ألفا.
الموقف التركي
وفي الجانب التركي، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مجددا خلال كلمة له في افتتاح منتدى الاقتصاد والأعمال التركي الأفريقي إن حل مشكلة إقليم ناغورني قره باغ يكمن في إنهاء الاحتلال الأرميني، معتبرا أن هذه المشكلة “تحولت إلى غرغرينا على مدى 30 عاما، بسبب موقف أرمينيا المتصلب والمتعجرف”.
وشدد أردوغان على استمرار دعم تركيا لأذربيجان في كفاحها الشرعي من أجل استعادة أراضيها المحتلة.
أما وزير الدفاع التركي خلوصي أكار فقال خلال مشاركته في حفل تدشين سفينة تدريب مسلحة للبحرية القطرية إن أرمينيا ترتكب جرائم حرب من خلال استهدافها النساء والأطفال والمدنيين، وإن الجيش الأذري قادر على حماية أراضيه دون مساعدة أو تدخل من أحد.
ودعا أكار أرمينيا للانسحاب فورا من الأراضي التي احتلتها، وأن تعيد “المرتزقة والإرهابيين” من هذه المناطق، مؤكدا أن بلاده ستقف إلى جانب أذربيجان حتى النهاية.
وأضاف أن “موقف الذين التزموا الصمت حيال غزو أرمينيا قره باغ ومجازرها ضد المدنيين نفاق بمعنى الكلمة”، كما استنكر تجاهل المنظمات الدولية -التي أنشئت بهدف إحلال السلام والاستقرار في العالم- المشاكل المتنامية والظلم في مختلف أنحاء العالم.
جهود التسوية
وعلى صعيد الجهود الدبلوماسية، يجتمع وزير خارجية أذربيجان جيهون بيراموف اليوم في جنيف مع قادة مجموعة مينسك بمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، وهي هيئة وساطة تضم فرنسا وروسيا والولايات المتحدة.
وكانت الخارجية الأذرية أوضحت أن هدف الزيارة هو لقاء رؤساء مجموعة مينسك وعرض موقف أذربيجان من تسوية النزاع.
من جهتها، استبعدت أرمينيا عقد لقاء بين وزير خارجيتها زهراب مناتساكانيان ونظيره الأذربيجاني في جنيف، معتبرة أنه من المستحيل الجمع بين إجراء مفاوضات ومواصلة العمليات العسكرية.
وفي هذا السياق، أعلنت الخارجية الروسية أن موسكو تتفاوض مع باكو ويريفان بشأن إمكانية تحديد موعد لقاء وزيري خارجية أرمينيا وأذربيجان في العاصمة الروسية لبحث الأزمة.