مشروع قانون في الكونغرس الأميركي يمنح إسرائيل الفيتو على بيع السلاح للشرق الأوسط
قالت صحيفة “جيروزاليم بوست” إن مشروع القانون الذي قدم أمس لمجلس النواب الأميركي، ويلزم الرئيس الأميركي بالتشاور مع إسرائيل قبل الموافقة على صفقات بيع السلاح لدول المنطقة، لن يعمل فقط على ضمان تفوق إسرائيل النوعي، بل إنه سيمنح تل أبيب عمليا حق الفيتو على صفقات بيع السلام الأميركي لدول الشرق الأوسط.
وفي تقرير لها، أشارت الصحيفة إلى أن معظم الموقعين على المشروع هم من ممثلي الحزب الديمقراطي اليهود، إلى جانب أن صاحب المشروع هو السيناتور الديمقراطي براد شنايدر.
ولفتت إلى أن تقديم مشروع القانون يرتبط باتفاق التطبيع بين الإمارات وإسرائيل، وهو الاتفاق الذي تستند إليه إدارة ترامب في تبرير تزويد أبوظبي بطائرات “إف 35” المتطورة.
وحسب “جيروزاليم بوست” فإن مشروع القانون يستند إلى قانون سابق للكونغرس يلزم الإدارة الأميركية بتقديم تقرير سنوي لمجلسي النواب والشيوخ حول مدى حفاظ إسرائيل على تفوقها النوعي، وهو القانون الذي يطلق عليه “QME standards”.
وأوضحت الصحيفة أن مشروع القانون يحظى بدعم منظمة “أيباك”، كبرى منظمات اللوبي اليهودية في الولايات المتحدة.
ويذكر أن الحكومة الإسرائيلية قد تعهدت، في أعقاب الكشف عن المباحثات الإماراتية الأميركية بشأن صفقة طائرات “إف 35″، باستغلال نفوذها في واشنطن في محاولة لإحباط الصفقة.
وقد أعلن وزير الاستخبارات الإسرائيلي إيلي كوهين في مقابلة مع قناة “13” صراحة أن إسرائيل ستتوجه إلى كل من الكونغرس ومنظمة “أيباك”، للطلب منهما إحباط بيع هذه الطائرات للإمارات، على اعتبار أن هذه الخطوة تمثل ضمانة للحفاظ على تفوق إسرائيل النوعي على كل دول المنطقة.
ويأتي مشروع القانون الجديد في الكونغرس على الرغم من أن الكثير من القيادات الأمنية والعسكرية في إسرائيل قد أكدت أن حصول أبوظبي على هذه الطائرات لن يمس بتفوق تل أبيب النوعي.
وفي مقال نشرته صحيفة “يديعوت أحرونوت”، أكد الجنرال غيورا أيلاند أن حصول الإمارات على هذه الطائرات لن يضر بتفوق إسرائيل النوعي.
ولفت أيلاند إلى أن حصول الإمارات على الطائرات لا يمثل تهديدا لإسرائيل بسبب بعدها الجغرافي، إلى جانب أن نظام الحكم في أبوظبي يبدو مستقرا لدرجة أنه من المستبعد أن يتم استخدام هذه الطائرات ضد تل أبيب في المستقبل، كما أن حصول الإماراتيين على هذه الطائرات ينطوي على رسالة ردع لإيران بشكل خاص.
وقد تبنى رئيس المخابرات الداخلية الإسرائيلية السابق يعكوف بيري، في مقال نشرته “معاريف”، وجهة نظر أيلاند، مشيرا إلى أن حصول الإمارات على هذه الطائرات مهم لمواجهة إيران، علاوة على أنه يوفر بيئة تسمح بانضمام المزيد من الدول العربية لمسار التطبيع.
ويذكر أن السفير الأميركي في إسرائيل دفيد فريدمان قد أكد مؤخرا أن الإمارات لن تحصل على طائرات إف 35 قبل مرور سبعة أعوام.