أرمينيا تعلن استعدادها للعمل مع وسطاء لوقف القتال.. وأذربيجان تضع شرطاً لإنهاء المواجهات
أعلنت أرمينيا، الجمعة 2 أكتوبر/تشرين الأول 2020، عن استعدادها للعمل مع وسطاء، من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار مع أذربيجان، التي وضعت شرطاً لوقف القتال، حيث يخوض الجانبان معارك ويتبادلان القصف منذ أسبوع، في إقليم ناغورني قرة باغ المتنازع عليه.
قتال مستمر: وزارة الخارجية الأرمينية في العاصمة بريفان قالت إنها “مستعدة للعمل” مع فرنسا وروسيا والولايات المتحدة، وهي الدول التي تيسّر وساطة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، لإعادة إرساء وقف لإطلاق النار.
لكن الخارجية الأرمينية أضافت أن المحادثات لا يمكن أن تبدأ ما لم يتوقف القتال، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.
المتحدثة باسم وزارة الخارجية آنا نغداليان أشارت إلى أن “الأولوية العاجلة هي وقف الأعمال العدائية واستعادة نظام لوقف إطلاق النار أُرسي في 1994-1995”.
لكن أذربيجان ردّت بالقول إن على أرمينيا أن تسحب جنودها أولاً، وفي تصريح للوكالة الفرنسية قال مساعد الرئيس الأذربيجاني حكمت حاجييف، “إذا كانت أرمينيا ترغب في أن ينتهي التصعيد (…) فعلى أرمينيا إنهاء احتلالها” لقرة باغ.
يأتي ذلك بينما يتواصل القتال بين الجانبين، وقد أودت المواجهات التي تُعد الأكثر عنفاً منذ عقود بحياة 200 شخص، بينهم ما لا يقل عن 30 مدنياً.
في الوقت ذاته، تتكثف الدعوات الدولية للبلدين الجارين لوقف إطلاق النار والبدء في محادثات، في وقت تتصاعد المخاوف من احتمال تحول المواجهات إلى حرب متعددة الجبهات، تستدرج إليها القوتين الإقليميتين تركيا وروسيا.
تبادل الاتهامات: وإلى جانب استمرار القتال يتبادل البلدان أيضاً الاتهامات حيال تنفيذ عمليات قصف عنيفة، إذ قال نائب الرئيس الأذربيجاني حكمت حاجييف، إن الجيش الأرميني أطلق أكثر من ألفي قذيفة مدفعية على مدينة ترتر الأذربيجانية خلال يوم الجمعة.
حاجييف أشار في بيان إلى أن القذائف استهدفت مدينة ترتر، واصفاً الهجوم عليها بأنه “تصرف وحشي وبربري وغير إنساني”، كما اعتبر أن القصف ينتهك بشكل صارخ القانون الدولي، بما فيه اتفاقيات جنيف لعام 1949، ويرقى إلى درجة جريمة حرب، وفقاً لما ذكرته وكالة الأناضول.
من جانبها قالت أرمينيا إن “القوات الأذربيجانية قصفت الجمعة ستيباناكرت، كبرى مدن قرة باغ، ما أدى إلى إصابة العديد من الأشخاص وإلحاق أضرار بالبنية التحتية المدنية”.
كذلك ذكرت الحكومة الانفصالية في ستيباناكرت أن القوات الأذربيجانية دمرت الجسر الرابط بين أرمينيا وقرة باغ.
صراع عمره عقود: وتخوض أذربيجان وأرمينيا منذ عقود نزاعاً حول الإقليم ذي الغالبية الأرمينية، الذي أعلن انفصاله عن أذربيجان في حرب في التسعينات الماضية.
أدى إعلان قرة باغ انفصالها عن أذربيجان إلى اندلاع حرب في مطلع التسعينات، أودت بنحو 30 ألف شخص، ولم يعترف المجتمع الدولي ولا حتى أرمينيا باستقلال الإقليم.
وتنضوي بريفان في تحالف عسكري للدول السوفييتية السابقة تقوده موسكو، فيما تتلقى أذربيجان دعماً من تركيا، التي قال مسؤولوها إنهم سيدعمونها بشتى الوسائل، كما أن أنقرة طالبت أرمينيا بالخروج من الإقليم.
يُشار إلى أن المساحات التي تسيطر عليها أرمينيا منذ العام 1992، تمثل نحو 20% من الأراضي الأذربيجانية، والتي تضم إقليم “قرة باغ”، و5 محافظات أخرى غربي البلاد، إضافة إلى أجزاء واسعة من محافظتي “آغدام” و”فضولي”.