أخبار رئيسيةأخبار عاجلةشؤون إسرائيلية

بينيت يروي تحديات واجهها بوزارة الحرب: إيران وغزة والضفة

تحدث نفتالي بينيت، وزير الحرب الإسرائيلي السابق، عن أبرز التحديات التي واجهته خلال توليه مسؤولية الوزارة (تشرين ثاني 2019- نيسان 2020).

اغتيال أبو العطا

وأوضح بينيت في حوار عن شهوره الستة بوزارة الحرب، أجرته صحيفة مكور ريشون، أن “ولايته بدأت بانفجار تمثل باغتيال القيادي البارز في الجهاد الإسلامي بهاء أبو العطا، قبل عشر ساعات فقط من تولي منصبي، وصلت لمقر قيادة الأركان، والتقيت بقائد الجيش أفيف كوخافي، وقادة جهاز الأمن العام، قدموا لي بالتفصيل عملية الاغتيال التي ستتم في غزة في الساعات المقبلة، كالعادة سألت عن الغرض منها، والمخاطر، والاستجابة المتوقعة والتطورات”.

وأضاف بينيت، عضو الكنيست ورئيس حزب اليمين الجديد، أن “عملية الاغتيال انطلقت في منتصف الليل، وتم القضاء عليه، وبعد ذلك مباشرة بدأ تساقط الصواريخ على إسرائيل، وعقد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، في الصباح مؤتمرا صحفيا لإبلاغ الإسرائيليين بالأحداث، ثم ذهبنا لغرفة جانبية، أنا ورئيس الوزراء ورئيس الأركان، وسلمني نتنياهو العصا، قائلا: “من الآن، إنها لك”.

وتابع: “لم يكن لدينا هدف جولة ضد غزة هذه المرة، فقد أغلقنا الحدث في وقت قصير بعمل متطور، وأعلنت مقدما أنني لست مهتما بعقد الاحتفالات بدخول مقر وزارة الحرب، دون استقبال وأبواق، منذ اللحظة التي حصلت فيها على الوظيفة، اعتقدت أن وقتي محدود، لذلك علي تحديد أكبر عدد ممكن من النتائج التي تخدم تصوراتي حول مصلحة إسرائيل”.

وأكد: “لم أكن أعرف مقدار الوقت المتاح لي: أيام، أسابيع، شهور، أو سنوات، ولم أتخيل أنه في بضعة أشهر سأضطر لقيادة حملة ضد فيروس كورونا، الذي جاء من الصين، وبعد أسبوع طويل من المراجعات والمناقشات المتعمقة والاجتماعات، قمت بصياغة أهدافي الرئيسية: الأول: وقف تمركز إيران بسوريا، ثم إخراجها. الثاني: شن حملة اقتصادية واسعة ضد الفصائل الفلسطينية. والثالث: تعزيز الاستيطان بالضفة الغربية”.

وقال: “شعرت حينها أن دور وزير الحرب يتطلب استجابة فورية لأوضاع لا حصر لها: نيران من غزة على إسرائيل، هجوم مسلح في الضفة الغربية، عمليات ومداهمات تحتاج لموافقة، أعطال تشغيلية، نزاع حول خدمة النساء في الدبابات، وغيرها، استمر رنين الهاتف كثيرا أيام السبت، لذلك أمضيت بضع دقائق أشرح لأطفالي لماذا أستخدمه، بما لا يمثل تدنيسا ليوم السبت، بل تقديسا له”.

وزعم: “لن أتوسع في أنشطتنا لطرد إيران من سوريا لأسباب واضحة، فقط أقول إننا في فترة قصيرة قمنا بزيادة كبيرة، كما ونوعا، من نطاق هجماتنا على أهداف إيرانية هناك، وبأماكن أخرى، وشعارنا “ليس للإيرانيين ما يبحثون عنه في سوريا”، وتدريجيا رأينا إنجازات في هذا الجهد”.

“إيران الأخطبوط”

وأوضح أن “تصوري لإيران هو “الأخطبوط”، فهي الرأس التي ترسل ذراعيها لضرب إسرائيل من جميع الاتجاهات: لبنان عبر حزب الله؛ من غزة عبر الجهاد الإسلامي، وإلى حد ما حماس، وسوريا عبر مليشيات القوات الأفغانية والعراقية والسورية وغيرها، وكم هو مريح للإيرانيين أن يسفكوا دماءنا في مارون الراس وبنت جبيل في لبنان، أو في الشجاعية ورفح بقطاع غزة، وهم جالسون بهدوء على كرسيهم المريح في طهران”.

وزعم أن “هذه استراتيجية رائعة، أدت إسرائيل دورها بها، حاربنا باستمرار ضد أذرع الأخطبوط، مع إعطاء حصانة لرأسه، إيران وشعبها، ومن ثم ما الدافع الذي سيتعين على الإيرانيين إيقافه، طالما أنهم يضربون جنودنا ويقتلونهم، ونحن راضون عن قتال مبعوثيهم، ولذلك خلال سنوات عملي كعضو في مجلس الوزراء الأمني، صغت مفهوم الأخطبوط، وتوصلت لاستنتاج مفاده أن إيران وشعبها يجب أن يدفعوا الثمن”.

وقال: “إذا أردنا تنبيه إيران، يجب أن نجعلهم يشعرون بالتهديد والضعف، وأن تتم الحملة في جميع الأبعاد: الاقتصادية والسياسية والعسكرية والاستخباراتية والإلكترونية وغيرها، فعلنا ذلك خلال فترة ولايتي”.

وأضاف أن “الأمر الثاني الذي شغلني منذ فترة طويلة بصفتي عضوا في مجلس الوزراء، هو كيفية وقف العمليات الفلسطينية، عرفت إسرائيل كيف تتعامل معها منذ عملية السور الواقي، حيث يتمتع الجيش الإسرائيلي وأجهزة الأمن بالحرية الكاملة في العمل في جميع أنحاء الضفة الغربية، مما يسمح بالاعتقالات والتحقيقات والقبض على برامج التسلح بشكل جيد، لكن العمليات الفردية قصة مختلفة”.

وأوضح أن “منفذ العملية الوحيد الذي يقرر فجأة قتل يهودي، وليس لديه قائد يأمره، يصعب إحباطه، في هذه القضية صغت مفهوم “ميزان الحوافز”، وهو بسيط جدا، هؤلاء المسلحون ليسوا مجانين، بل يستجيبون للحوافز، فإذا قتلوا يهوديا، فسيقتلون، يوجد اليوم مجموعة من المحفزات التي تحفز قتل اليهود، فإذا نجا هذا المنفذ من الهجوم، فسيحصل على تمجيد في الشارع الفلسطيني، وفي النهاية يطلق سراحه في صفقة ما”.

وأردف: “في غضون ذلك، سيحصل هو وعائلته على راتب كل شهر، ونظرا لقرار المحكمة العليا، فلن يهدموا منزله، وسيفخر والداه وعائلته بابن قتل صهيونيا، وتعلق صورته في كل أنحاء المدينة الفلسطينية، وبعد ذلك تحصل عائلته على راتب شهري جيد بشكل دائم، باختصار، خروج محترم، لهذا السبب يقتل الفلسطينيون اليهود”.

وتابع: “قررنا وقف تحويل الأموال عبر جميع البنوك التي تذهب لعائلات الأسرى الفلسطينيين، ومنفذي العمليات، مما تسبب باستشاطة أهاليهم غضبا، وأطلق ملثمون النار على البنوك في جنين، وأشعلوا النار في الممتلكات، وتعرضت السلطة الفلسطينية لضغوط طالبت بتعليق الأمر، ورغم أن الأمن حذرني أن الخطوة قد تتسبب باندلاع العنف، لكنني رفضت التراجع، وبقي الأمر ساري المفعول، وأوقفت رواتبهم”.

تجفيف منابع الدعم

وقال: “اقتطعنا 150 مليون شيكل من السلطة الفلسطينية تحول لعائلات الشهداء والمسلحين الجرحى، ووقعت على أمر بمصادرة الأموال من عائلاتهم، أنشأنا نظاما دوليا جديدا يلاحق اقتصاديا النشطاء المسلحين في أنحاء العالم، ونقله للبنوك، صادقت على أمر بمصادرة ملايين الشواقل التي ينقلها الإيرانيون لحماس، ومنعت البنوك الفلسطينية من تحويل رواتب آلاف الحسابات التابعة لنشطاء مسلحين، وأوقفت جميع البنوك تحويل الأموال دفعة واحدة، وخشي مديروها التنفيذيون وأعضاء مجلس إدارتها من الاعتقال حول العالم بسبب مساعدة منظمة مسلحة”.

وأكد أن هدفه الثالث، “تعزيز الاستيطان بالضفة، ولأن الوقت قصير، طلبت على الفور من مساعديّ أن يطلعوني على جميع عمليات الاستيطان العالقة فترة طويلة، فقيل لي إن حيّا يهوديا بالخليل لم ينشأ منذ 22 عاما، وحي السوق ينتظر موافقتي، وبعد إعلان موافقتي حذرني رجال الأمن من الخطر الكبير المحيط بالخليل، لأنه قصة حساسة للمسلمين، وهذه الموافقة ستشعل موجة عنف في الضفة الغربية، قد تؤذي المستوطنين”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى