وزير الأمن الداخلي يدعو لإعادة النظر بقرار الشرطة تعريف أبو القيعان “كمخرب”
قال وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي، أمير أوحانا، إنه ينبغي إعادة التدقيق مجددا في استنتاجات الشرطة بشأن ظروف استشهاد المربي يعقوب أبو القيعان، برصاص الشرطة لدى اقتحامها قرية أم الحيران، مطلع العام 2017.
وتأتي أقوال أوحانا في أعقاب تقرير نشره الصحافي عميت سيغال، في القناة 12 التلفزيونية، وقال فيه المدعي العام، شاي نيتسان، إن المفتش العام للشرطة حينذاك، روني ألشيخ، عمل “بشكل ينطوي على فضيحة”، وأنه سيمتنع عن اتخاذ إجراءات ضد ألشيخ لأنه لا يريد “تصعيد الخصومة في العلاقات بين النيابة والشرطة”.
ولفتت صحيفة “هآرتس” التي نقلت أقوال أوحانا، اليوم الثلاثاء، إلى أن هذه المرة الأولى التي يدعو فيها مسؤول حكومي إلى إعادة النظر في القرار الذي اتخذته الشرطة بعد ساعات قليلة من استشهاد أبو القيعان، واتهمته بتنفيذ عملية. ويشار إلى أن الشرطة لم تتراجع حتى اليوم عن تعريف أبو القيعان بأنه “مخرب”، وذلك بدعم من وزير الأمن الداخلي السابق، غلعاد إردان.
إلا أن مسؤولا في جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك)، الذي تواجد في موقع جريمة الشرطة في أم الحيران لدى استشهاد أبو القيعان، وحقق في الواقعة، قال إن الحديث لا يدور عن عملية، وأن قتل أبو القيعان، ومقتل شرطي في الوقت نفسه، نجم عن إخفاق في عمل الشرطة.
ونقلت الصحيفة عن مصادر في قسم التحقيقات مع أفراد الشرطة التابع لوزارة القضاء الإسرائيلية (ماحاش)، قولهم أيضا إن الحديث لا يدور عن دهس بدافع قومي. لكن هذا الأمر لم يُنشر أبدا بشكل رسمي. ولاحقا، في العام 2018، أعلنت النيابة العامة أنها أغلقت ملف أم الحيران وقالت إنه ليس بالإمكان التأكيد على أن دهس الشرطي كان عملية هجومية.
يشار إلى أن الشرطي إيرز عمادي ليفي، قُتل لدى اصطدام سيارة الجيب التابعة لأبو القيعان بمجموعة من أفراد الشرطة، وذلك بعد إطلاق أفراد الشرطة النار على أبو القيعان وإصابته بجراح خطيرة. وذكرت الصحيفة أن الموقع الإلكتروني لتخليد رجال الأمن القتلى التابع لمكتب رئيس الحكومة، ما زال يدعي حتى اليوم أن هذا الشرطي قُتل بعملية دهس.
وأشارت الصحيفة إلى أنه خلال السنوات الماضية، وصف إردان الواقعة بعدة طرق، وتبين أن بعضها خاطئة. ففي البداية أظهر دعما كاملا للشرطة. وبعد سنة قال إن بحوزته معلومات تفند قرار الشرطة بأن أبو القيعان دهس الشرطي بشكل متعمد، ولكن لا يوجد سبب في هذه المرحلة للاعتذار. وبعد ذلك بثلاثة أشهر، زعم إردان أنه “بحسب مشاعري، يوجد احتمال مرتفع جدا بأن هذه كانت عملية دهس”.
وكانت القناة 12 نشرت، أمس، مراسلات عبر البريد الإلكتروني، وظهرت فيه رسالة لنيتسان، الذي أوعز بإغلاق ملف أم الحيران. وكتب نيتسان في هذه الرسالة الموجهة إلى رئيس “ماحاش” السابق، أوري كرمل، إنه يميل إلى عدم اتخاذ إجراءات ضد ألشيخ بسبب “مصالح الدولة التي ينبغي أخذها بالحسبان”.
وأضافت القناة أن كرمل غضب من تسريب لوسائل الإعلام حول إغلاق ملف أم الحيران، واتهم الشرطة بالتسريب. ورد نيتسان بأن “هذا أداء لا يحتمل”، وأن “المفتش العام للشرطة (ألشيخ) عمل بشكل ينطوي على فضيحة. وأعترف أنني متردد. ويصعب علي السير في طريق المفتش العام وأن أعمل مثله. إضافة إلى ذلك، فإنه إذا ترفعت عن الحدث ونظرت إلى مجمل علاقات النيابة – الشرطة، فإن تصعيد الخصومة الآن ستصنع معروفا فقط لمن يريد السوء لجهاز إنفاذ القانون، وإن اللبيب (من الإشارة يفهم)”.