في محاضرة عبر موقع “موطني 48” على “فيسبوك”: د. مهند مصطفى يتناول “الجانب الأندلسي” في فكر بنيامين نتنياهو
طه اغبارية
قال الدكتور مهند مصطفى، مدير عام “مدى الكرمل”-المركز العربي للدراسات الاجتماعية، إن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو يقدّم نفسه باعتباره “المخلص” لإسرائيل والشعب اليهودي في الحاضر من كارثة مستقبلية عبر تنظيراته الفكرية الداعية إلى بناء قوة عسكرية واقتصادية تمكن المشروع الصهيوني من بسط سيطرته على الشعب الفلسطيني بالإخضاع، ولفت مصطفى إلى تأثر نتنياهو بطروحات والده المؤرخ بن تسيون نتنياهو عن اليهود في الحقبة الأندلسية وتنظيرات أحد كبار حاخاماتهم وهو دون اسحق بن يهودا ابربانيل.
جاء ذلك في محاضرة ألقاها د. مهند في البث المباشر عبر موقع “موطني 48” على “فيسبوك” مساء الأربعاء، لمناسبة صدور الطبعة الثالثة من كتابه “بنيامين نتنياهو: إعادة إنتاج المشروع الصهيوني ضمن منظومة صراع الحضارات”.
وعنون مدير “مدى الكرمل” محاضرته بـ “الأندلس ونتنياهو من خريف شجر الرمان إلى خريف شجر الزيتون”، موضحا أن عنوان المحاضرة مستوحى من الرواية الأندلسية “خريف شجرة الرمان” للروائي والباحث المصري المتخصص في التاريخ الأندلسي، محمود ماهر، وقد تحدثت الرواية عن “سقوط غرناطة”.
وبيّن أن “خريف شجر الزيتون” جاءت كناية عن سقوط غرناطة و”خريف شجر الزيتون” كناية عن نكبة فلسطين”، مشيرا إلى أن فكر نتنياهو السياسي انبثق في كثير من تجلياته من تاريخ اليهود في الأندلس وطردهم على يد “الإسبان”، وهو ما بحث فيه والده المؤرخ بن تسيون نتنياهو.
وقال إن مرتكز نتنياهو في مقاربة المشروع الصهيوني يقوم على “إنقاذ اليهود وإسرائيل والمشروع الصهيوني من حاضرهم بهدف تجنب كارثة في مستقبلهم في حين أن جوهر المشروع الصهيوني هو سياسي جاء لإنقاذ اليهود من تاريخهم المأساوي من خلال مشروع استيطاني استعماري في فلسطين”.
وحول الربط مع “الحالة الأندلسية” رأى الدكتور مهند مصطفى أن “نتنياهو تأثر بطروحات والده وإعجابه بأحد حاخامات اليهود ومنظّريهم الأندلسيين وهو اسحق ابربانيل والذي تحدث عن كارثة طرد اليهود من إسبانيا وأوروبا في أواخر القرن الخامس عشر وهي ذات الفترة التي طرد فيها العرب والمسلمون وسقطت آخر قلاعهم في الأندلس”.
مستدركا “إلا أن والد نتنياهو أخذ على ابربانيل تعلقه بالمشروع الخلاصي المسياني لليهود والقائم على فكرة الانتظار من أجل الإنقاذ عبر أحداث خارج التاريخ والبعد الديني دون العمل والمبادرة في سبيل انقاذهم”.
وقال “لذلك وتأثرا بهذه الطروحات يقدّم نتنياهو نفسه كمخلص للشعب اليهودي عبر تحذيره الدائم من الكارثة المستقبلية في حال لم يتمكن اليهود وشعب إسرائيل من بناء قوتهم العسكرية والاقتصادية، وهذا الأمر يبرز جليا في معظم خطابات نتنياهو إلى جانب نظرته العدائية للعرب والفلسطينيين”.
ويرى الدكتور مهند مصطفى أن “نتنياهو الابن تأثر في المجمل بطروحات والده حتى في المقاربة السياسية للمشروع الصهيوني التي اختلف فيها حتى عن بن غوروين وحاييم وايزمن باعتبارهما ركّزا على الحلول الدبلوماسية مع الآخر والتعاطي مع الدول الكبرى، في حين يرى نتنياهو ووالده أن “اعتدال” بن غوريون ووايزمن تسبب بالكارثة التي حلّت باليهود في الأربعينات، ولذلك يجب عدم التعويل على القوى العظمى وبناء القوة المحصنة للشعب اليهودي بشكل مستقل حتى يتجنبوا الكارثة المستقبلية القادمة التي تتهدد وجود إسرائيل”.