غباي هو يميني حقيقي
طه اغبارية
كتب دانئيل بيلطمان، في صحيفة “هآرتس” الأحد، أنه “لم تكن هناك حاجة للانتظار طويلا من اجل الاكتشاف أنه خلف الابتسامة الدافئة واللغة اللطيفة لآفي غباي (رئيس حزب العمل) يتوارى رجل من اليمين يحمل الكراهية للآخرين والعنصرية المستترة.
وقال دانئيل- وهو أستاذ في “اليهودية المعاصرة” بالجامعة العبرية في القدس-، : “تصريحاته أمس (السبت) في أنه لن يجلس مع القائمة المشتركة في حكومة واحدة، لا تشطبه فقط من القدرة لقيادة الدولة وإنما تلغي أيضا حق حزبه في الإعلان عن نفسه كحزب اجتماعي- ديموقراطي.
وهاجم الكاتب غباي وقال إنه “رجل بدون خلفية أيديولوجية واضحة وأنه جاء من سوق المال، يمكن له أن “يثرثر” كثيرا كما يريد عن المساواة والعدالة الاجتماعية، في جولاته في المناطق التي تقع بالأطراف وخارج المدن، لكنه في اللحظة التي يعلن فيها ان حزبه سيقاطع 20% من المواطنين (عرب الداخل) فقد الشرعية في الإعلان عن نفسه كرئيس لحزب “ليبرالي”. يمكنه أن يطلق شعارات عن المساوة والعدالة الاجتماعية في: نتسرات عيليت وليس في الناصرة، في كرمئيل وليس في سخنين، في تل أبيب وليس بيافا!!”.
واعتبر دانئيل أن الأكثر قبحا من تصريحات غباي هو عدم إلمامه وتفهمه لأهمية التنظيم والعمل السياسي بالنسبة لأقلية قومية او عرقية داخل مجتمع ديموقراطي.
ودافع دانئيل عن حق القائمة المشتركة في خدمة جمهور ناخبيها في إطار عملها السياسي والمؤسساتي كحركة داخل المجتمع العربي في البلاد.
وقال إن قوة الديموقراطية تكمن في قدرتها على احترام رغبة وإرادة “الأقليات” القومية داخل الأغلبية.
وأضاف دانئيل في ختام مقاله “لو عرف غباي تاريخ الحركة السياسية اليهودية التي كانت ناشطة في بولندا بين الحربين العالميتين الأولى والثانية، وكيف سعت إلى الانخراط والاندماج داخل المجتمع البولندي، لكن قادة اليسار والمركز في بولندا وقفوا ضد اندماج اليهود وحركاتهم السياسية، تمام كما هو موقف غباي الآن من القائمة المشتركة، حينها كان غباي سيقول إن موقف الاغلبية البولندية من اليهود موقف عنصري ويتسم بـ “اللاسامية” وكان سيكون صادقا. وفي حالته هو وموقفه هو من القائمة المشتركة، لا يمكن القول إلا بأنه موقف عنصري.