وقفة أمام سفارة بريطانيا ببرلين إحياء لذكرى وعد بلفور
شارك العشرات في وقفة احتجاجية أمام السفارة البريطانية في العاصمة الألمانية برلين مساء، الأربعاء، إحياء للذكرى المئوية لوعد بلفور، وذلك بدعوة من مجموعة من المؤسسات والجمعيات والفعاليات الفلسطينية والعربية.
ورفع المشاركون الأعلام الفلسطينية وشعارات تندد بوعد بلفور، وتطالب بإنصاف الشعب الفلسطيني الذي تعرض لظلم تاريخي.
كما قام المعتصمون بتسليم رسالة للسفارة البريطانية ببرلين توضح فيها حجم المعاناة والظلم اللذين يتعرض لهما الشعب الفلسطيني جراء وعد بلفور، بالإضافة لمطالب أخرى من حكومة لندن الحالية.
حملة واسعة
وقال ماجد الزير رئيس مؤتمر فلسطينيي أوروبا: “إن هذه الفعالية التي تنظمها مجموعة المؤسسات الفلسطينية والعربية تأتي بداية لحملة واسعة في العاصمة الألمانية والعواصم الأوربية والعالم أعلنها عنها المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج ومؤتمر فلسطيني أوربا للتوقف مليا عند مئوية وعد بلفور، وللتأكيد للعالم بأن هناك صوت فلسطيني لا يزال يصدح مطالبا بحقه”.
وأضاف في تصريح له: “من الواجب على الشعب الفلسطيني في الخارج أن يقف وقفة جادة إزاء استمرار تبعات وعد بلفور من جرائم مستمرة ترتكب بحق شعبنا، لاسيما وأننا نشاهد القوى الصهيونية تضغط على الحكومات في الساحات العالمية، ومن هنا تبرز جهود الشعب الفلسطيني في الخارج للقيام بواجبه، ليؤكد لهم بأنهم ليسوا وحدهم على الساحة”.
وطالب رئيس مؤتمر فلسطينيي الخارج الحكومة البريطانية بالاعتذار والتراجع عن وعد بلفور بعد مرور مائة عام على ذكراه، لكونه يشكل ظلما كبيرا للشعب الفلسطيني.
وأوضح الزير بأن فعاليات الحملة ستكون مختلفة الوسائل إذ ستحتوي على وقفات احتجاجية وندوات، وكذلك سيتم إرسال رسائل للحكومة البريطانية والمسئولين الأوربيين لدعوتهم لإحقاق الحق الفلسطيني، مشيرا إلى أن فعاليات وأنشطة هذه الحملة ستستمر، فيما ستكون ذروتها أوائل تشرين الثاني/ نوفمبر القادم.
وأكد على أن فلسطيني الخارج هم جزء من المعادلة الكلية للشعب الفلسطيني وبأنهم هم السند للداخل، وأن هذا العمل هو واجب لنصرة الأهل هناك، مشيرا إلى أن فلسطين تحتاج لكل الجهود.
خطأ تاريخي
وقال رئيس البيت الفلسطيني في برلين مؤنس البايض: “إننا نشارك اليوم في وقفة الاحتجاج والاعتصام هذه أمام السفارة البريطانية بمناسبة مئوية وعد بلفور بدعوة من الجمعيات الفلسطينية والعربية ومن ضمنها جمعيتنا والتي أطلقت أمس وبمشاركة الحملة الشعبية الفلسطينية لمقاضاة المملكة المتحدة على وعد بلفور”.
وأضاف: “كما أطلقنا في هذا الإطار حملة تواقيع عالمية بعدة لغات من أجل حث الحكومة البريطانية على اتخاذ عدة قرارات لإنصاف الشعب العربي الفلسطيني”.
وأوضح أن القرارات التي يجب على بريطانيا القيام بها هي الاعتراف ببطلان وعد بلفور، الذي بموجبه تم منح اليهود وطنا قوميا لهم في فلسطين، والاعتذار للشعب العربي الفلسطيني عن هذا الخطأ التاريخي الكبير.
وأكد على أنه يجب العمل على إعادة اللاجئين الفلسطينيين إلى الأراضي التي هُجِّروا منها قسراً، مشددا على أن حق العودة من الحقوق العينية الشخصية والذي لا تستطيع الدول التنازل عنها.
كما طالب البايض الحكومة البريطانية بتقديم التعويض للاجئين الفلسطينيين عن مائة عام من التشرد وفقدان الهوية، والمساعدة الجادة على إقامة دولة فلسطينية مستقلة آمنة تعيش جنبا إلى جنب مع جيرانها.
ودعا أبناء فلسطين ومناصريها للمشاركة في الفعاليات التي تقام في هذا الصدد في برلين وأوروبا والعالم أجمع لتسليط الضوء على مأساة الشعب الفلسطيني والتي يعيشها منذ هذا الوعد المشئوم.
وكانت مجموعة من المؤسسات والجمعيات والفعاليات الفلسطينية والعربية في العاصمة الألمانية برلين، بحضور ممثل عن الحملة الشعبية لمقاضاة بريطانيا، وضعت الأسبوع الفائت تصوّرا لحراك جماهيري في الذكرى المئوية لتصريح بلفور، وللتحرك الشعبي بهذه المناسبة.
ويركز الحراك بحسب بيان المجموعة، على الشروع بحملة مراسلات للضغط السياسي على الحكومة البريطانية بهدف الدفاع عن حقوق الفلسطينيين وتصحيح المسار التاريخي الجائر بحقهم، واعتراضا على مساعي الحكومة البريطانية للاحتفال بذكراه المئوية، حيث تسلم رسالة للسفارة البريطانية في برلين موجهة للحكومة البريطانية الحاليّة.
ومن المتوقع أن ترسل رسالة لرؤساء الكتل البرلمانية الألمانية، وللمستشارة أنجيلا ميركل، وكذلك للاتحاد الأوربي لذات السبب، كما ستوجه رسائل شخصية لكل أفراد السفارة البريطانية في برلين لدفعهم بالضغط عل حكومة بلادهم للاعتذار عن وعد بلفور.
وقرروا بالإضافة إلى ذلك إطلاق صفحة على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” باسم المؤسسات والجمعيات والفعاليات الفلسطينية والعربية في العاصمة الألمانية برلين حول الفعاليات بهذه المناسبة ليتم النشر عليها التعريف بتصريح وعد بلفور بعدة لغات.
كما سينظمون ندوات في هذا الإطار باللغة الألمانية والعربية مصحوبة بعرض عدة أفلام توضح الحق الفلسطيني، بالإضافة لمجموعة تظاهرات ووقفات احتجاجية.
(وكالات)