هذه هي التكنولوجيا التي تحاول قتل السرطان
نشر موقع “باور أوف بوزيتيفتي” الأمريكي تقريرا تطرق من خلاله إلى دراسة أجرتها الفيزيائية والدكتورة هادية نيكول غرين، التي تجمع بين أشعة الليزر وتقنية النانو، بهدف القضاء على الخلايا السرطانية.
وقال الموقع، في تقريره إن الدكتورة غرين ركزت بالأساس على دراسة إمكانات أشعة الليزر وتكنولوجيا النانو من أجل قتل الخلايا السرطانية، وهو ما يعد قفزة نوعية في مجال علاج السرطان. ويأتي سعيها الدؤوب في هذا المجال على خلفية فقدانها لاثنين من أقاربها بسبب مرض السرطان.
وأفاد الموقع بأنه تم تشخيص إصابة عمة الدكتورة غرين بالسرطان قبل ثلاثة أشهر فقط من وفاتها، وبعد مرور أشهر قليلة، ثبتت إصابة زوج عمتها أيضا بالمرض ذاته. وعلى الرغم من أنه قد عاش لفترة أطول مقارنة بزوجته، إلا أنه عانى الأمرين خلال فترة العلاج. وصرّحت غرين بأن كلتا الخسارتين كانتا مفجعتين، إلا أنه من المحتمل أن مشاهدتها لتردّي حالة عمها الصحية نتيجة العلاجات التقليدية للسرطان، كانت الدافع الرئيسي بالنسبة لها لمزيدٍ من البحث في هذا المجال.
وأشار الموقع إلى أن غرين قد اقتنعت خلال فترة تدريبها في الناسا، بأن أشعة الليزر قادرة على إحداث تغييرات في مجال أبحاث السرطان. وبناء على ذلك، قررت الدكتورة الجمع بين معرفتها في ميدان فيزياء الليزر وطب النانو بهدف المساعدة في علاج السرطان. وبصفتها طالبة دراسات عليا في جامعة ألاباما في بيرمنغهام، طورت غرين وفريقها الأكاديمي طريقة لإدخال الجسيمات النانوية في الخلايا السرطانية.
في مرحلة موالية، استخدمت غرين وفريقها أشعة الليزر الموجهة لتسخين هذه الجسيمات، التي ساهمت فيما بعد في القضاء على الخلايا السرطانية. وفي بحث آخر، تمكنت غرين من إبطال مفعول الخلايا السرطانية الموجودة في طبق بتري ثم خلايا أخرى موجودة لدى حيوانات صغيرة.
وأوضح الموقع أن غرين طوّرت علاجها من خلال الجمع بين أحدث الأبحاث في مجال العلاج الأحادي، الذي طبقته في محاولة منها للمساعدة على انكماش الورم السرطاني لدى الفئران. وينطوي العلاج الأحادي على استخدام طريقة واحدة لعلاج حالة مرضية ما، خلافا للعلاج المناعي، الذي غالبا ما يقوم على تجربة طرق علاج متعددة.
وأورد الموقع أن عملية العلاج المكتشفة من قبل الدكتورة غرين، ترتكز على استخدام العلاج النانوي المنشط بواسطة أشعة الليزر. ويتم حقن جزيئات نانوية غير سامة في العضو المصاب بالسرطان، قبل أن يتم تسخينها بالأشعة المنبثقة عن الليزر. وتمتص الجسيمات النانوية الضوء والحرارة، ما يؤدي إلى قتل الخلايا الضارة بشكل انتقائي.
وأضاف الموقع أن نتائج هذا البحث واعدة للغاية؛ ففي دراستها الأولى، خلصت الدكتورة غرين إلى أن الأورام الخبيثة التي تنمو في أجسام الفئران، قد انكمشت تماما على مدى 15 يوما، وأخذ لون الورم في التغير إثر مرور 10 دقائق فقط على الشروع في العلاج. وكدليل على نجاح التجربة، أرسلت غرين حوالي 15 صورة تعكس الانكماش السريع للورم في 15 يوما على التوالي إلى مجلة متخصصة في البحوث العلمية. وأشارت غرين إلى أنه خلال القيام بالدراسة، واجهت جميع الفئران التي خضعت للعلاج الانكماش السريع ذاته للورم.
وذكر الموقع أنه في دراستها الثانية، تنسب غرين الفضل لفريقها الذي عمل على “استهداف وتصوير وعلاج” الأورام دفعة واحدة. فقد اكتشف الفريق أن إضافة الجسيمات النانوية المنشطة بواسطة أشعة الليزر إلى الأجسام المضادة المعتمدة من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، قللت من فترة الاستجابة العلاجية من أسابيع إلى أيام قليلة.
وفي حين أن توظيف أشعة الليزر لإيجاد علاج ناجع للسرطان ليس بالأمر النادر، إلا أن الدكتورة غرين تعد من القلائل الذين نجحوا في هذا النوع من التجارب. وأقر أقرانها بهذا النجاح الباهر، ما دفعهم إلى مكافأتها بمنحة قدرها 1.1 مليون دولار لمدة خمس سنوات. وبينما حققت تقدما هائلا في هذا المجال، لا يزال الطريق طويلا أمام غرين وفريقها، إذ تحتاج إلى تمويل إضافي لمواصلة أبحاثها التي تقدر بنحو 20 مليون دولار، بما في ذلك التجارب السريرية للتثبّت من نجاعة العلاج على الجسم البشري.
وفي الختام، أكد الموقع أنه على الرغم من التحديات التي قد تواجهها مستقبلا، إلا أن الدكتورة غرين وفريقها يتوقعون تفعيل العلاج في غضون ثلاث إلى خمس سنوات. ويُزعم أن العلاج الذي يجمع بين أشعة الليزر وتقنية النانو قد يكون علاجا لأنواع متعددة من السرطان، بما في ذلك سرطان المثانة والثدي وعنق الرحم والمبيض والجلد والبنكرياس والبروستاتا.