معرض بغداد للكتاب.. نحو 3 ملايين عنوان والأدب الأكثر مبيعا
تحت شعار “كتاب واحد أكثر من حياة” وبمشاركة أكثر من 650 دار نشر محلية وأجنبية، تقام في بغداد فعاليات المعرض الدولي للكتاب، والتي تمتد حتى 18 من فبراير/شباط الجاري.
تعود إقامة معارض الكتاب في بغداد إلى عام 1979 لكنها كانت تقام بشكل متقطع ولم تشهد انتظاماً، لكن بعد 2003 نظمت ست نسخ منتظمة وحظيت بالاعتراف العربي والدولي، وهذه نسخته السابعة التي اعتبرها القائمون على المعرض الأضخم بتاريخ معارض الكتاب التي شهدها العراق.
ملايين العناوين
وتشهد نسخة هذا العام حضوراً عربياً وأجنبياً لافتاً، حيث تشترك دور نشر ومؤسسات أكاديمية من أكثر من 35 دولة عربية وأجنبية، وتشهد حضوراً بارزا لدول مثل المغرب وتونس وهولندا وكندا وبلجيكا، ويصل عدد دور النشر والمكتبات المشاركة إلى 650 دارا ومكتبة، تنقسم بين الحضور المباشر، والحضور بالوكالة. وتتوزع على مساحة عشرة آلاف متر مربع، وهي المساحة الأكبر بتاريخ نسخ معرض بغداد للكتاب، ويصل عدد العناوين المعروضة بأجنحة ورفوف المعرض إلى ثلاثة ملايين عنوان حسب تقديرات إدارة المعرض.
ويخضع معرض بغداد للكتاب لإشراف مباشر من اتحاد الناشرين العراقيين، ويقوم الاتحاد بالتنسيق مع المشاركين المحليين والأجانب وإدارة شؤون المعرض بشكل كامل.
ويؤكد رئيس اتحاد الناشرين العراقيين د. عبد الوهاب الراضي أنه يسعى -بالتنسيق مع اتحادات الناشرين العرب والعالميين- إلى إنجاح هذه النسخة من المعرض نظراً لأهمية فعالية كهذه بالنسبة للمجتمع العراقي.
ويقول الراضي للجزيرة نت “تعرف بغداد أنها القارئ الأكبر وهي الآن بأمس الحاجة للكتاب، والعرض يوفر لها ذلك”.
إقبال كبير
في نسخة العام 2018 شهد معرض الكتاب في بغداد حضوراً جماهيرياً كبيراً، حيث تجاوز عدد الحضور المليون زائر، حسب إدارة المعرض. ويتوقع القائمون عليه بأن يرتفع العدد هذا العام إلى الضعف، نظراً للحضور الكبير التي شهدته أيامه الأولى.
يعبر غياث يونس، وهو صاحب مكتبة من سوريا، عن انبهاره بالعدد الكبير من الزائرين، ويقول بحديثه للجزيرة نت “لم أتوقع هذا الاقبال الكبير، شاركت بمعارض عربية كثيرة، وأجزم أن هذا المعرض من أكثرها حضوراً وإقبالا للزائرين”.
ويفتتح المعرض أبوابه الساعة التاسعة صباحاً، ويغلق في التاسعة مساءً.
وتتعدد مجالات الكتب المعروضة وتتنوع، ولا حظر على عنوان أو نوع معين، لكن الكتب الأدبية كالشعر والرواية تسبق الصنوف الأخرى في المبيعات، يقول صاحب دار نابو للطباعة والنشر ناجي عبد الزهرة -بحديثه للجزيرة نت- إنه يعرض كتباً في الفلسفة والسياسة والاجتماع، لكن مبيعات الكتب الأدبية تفوقها جميعا.
للطفولة حصة
يصطحب كثير من الحاضرين أطفالهم لتقوية علاقتهم بالكتاب، حيث تخصص مساحة للطفل، فيصل عدد دور النشر المختصة بكتب الأطفال إلى 15 دارا، وتقام فعاليات موجهة للطفل كورشة كتابة القصة للأطفال أو ورشة للرسم أو ناد للقراءة، كل ذلك بالتعاون مع أدباء مختصين بأدب الطفل أو منظمات معنية بالطفولة، ويعتزم المعرض استضافة ثلاثمئة يتيم في نسخته الحالية بالتنسيق مع منظمة ترعى الأيتام.
وعلى هامش المعرض، تقام طيلة أيامه ندوات وأمسيات ومحاضرات لشخصيات أكاديمية وأدبية من مختلف الجنسيات، وتحظى موضوعات العنف والسياسة والاقتصاد بخصوصية كبيرة هذا العام، مع احتفاظ الأدب والشعر بحصتهما الكبيرة منها، حيث استقطب المعرض في هذه النسخة مفكرين وأدباء يتقدمهم الروائي البرتغالي أفونسو كروش.
وتقيم دور النشر حفلات توقيع لإصداراتها بحضور مؤلفيها الذين يستقطبون بذلك عددا أكبر من الزائرين والقراء.
ويعبر الكاتب العراقي عبد الزهرة زكي -أحد الأدباء الذين احتفلوا بإصداراتهم في المعرض-عن دهشته بالحضور والتنظيم الكبيرين، ويقول للجزيرة نت إن المعرض يشهد حضور كثيفا، والتنظيم بمستوى عال يوازي المعارض الدولية الضخمة.
مختلف الشرائح
ويجتذب معرض الكتاب في بغداد القراء من مختلف الطبقات والأعمار، عوائل تتجول متنقلةً بين مكتبات وجنبات المعرض، ومجموعات شبابية تلتقط الصور التذكارية ويجمعون العناوين التي تهمهم.
يقابل غيث محمد، وهو أحد زائري المعرض، صديقاً قديماً عن طريق الصدفة، يتبادلان الأحاديث والضحكات في باحة المعرض ويلتقطان الصور بجانب عمل الفنان ستار نعمة الذي يتوسط باحة المعرض.
وعن العناوين التي يبحث عنها يقول غيث “لم أحدد شيئاً بعينه لكنني سأشتري الكتب التي سأجدها مغريةً بمحتواها بعد أن أقرأ عنوانها وأعرف كاتبها”.
المصدر: الجزيرة