أخبار رئيسيةأخبار رئيسية إضافيةالضفة وغزة

هل يمضي عباس نحو المصالحة أم يتهرب مجدداً ؟!

يبدو أن حركة حماس نجحت في سحب الذرائع من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، وحشرته في الزاوية بعد إعلانها حل اللجنة الإدارية الحكومية، ودعوة حكومة الوفاق الوطني إلى تسلم مهامها وتحمل مسؤولياتها في قطاع غزة.
ويعكس حل اللجنة الإدارية ودعوة الحكومة لتسلم مهامها بغزة والموافقة على الذهاب لانتخابات عامة، جدية “حماس” ونيتها في تطبيق اتفاق المصالحة وطي صفحة الانقسام.
وعلى مدار الأشهر الماضية تذرع أبو مازن باللجنة الإدارية التي شكلتها حماس مؤخرا، بعد تهرب حكومة رامي الحمد الله من القيام بمهامها في القطاع، الأمر الذي عطل اتفاق الشاطئ عام 2014، مما اضطر الحركة لتشكيل لجنة تدير شؤون غزة.
وبعد إلقاء الكرة في ملعب رئيس السلطة يبقى التساؤل المطروح بقوة عن مدى جدية الرجل الثمانيني في الذهاب لمصالحة وطنية تلم الشمل وتضمد الجرح الفلسطيني الغائر منذ احدى عشر عاما، وسط مخاوف من بحثه عن ذرائع جديدة للهروب مرة أخرى.
ويعتقد الكاتب والمحلل السياسي د. فايز أبو شمالة أن “أبو مازن” راهن على عدم تخلي حركة حماس عن اللجنة الإدارية بغزة، فيما نجحت الأخيرة في إفشال رهانه.
ويضيف أبو شمالة في حديث معه، أن حماس أحسنت التدبير عندما وضعت اللجنة الإدارية وديعة لدى مصر وأوكلتها بالتصرف بها كما تشاء، الأمر الذي أسقط كافة الذرائع التي كان يتذرع بها عباس “وبات لا يجد له مخرجا”.
ويوضح أن القاهرة معنية بمتابعة هذا الملف والتوصل لحل يُنهي الانقسام من خلال المصالحة الشاملة بحضور جميع الفصائل، لافتا إلى أن حركة فتح أمام اختبار حقيقي لدفع هذا الاستحقاق.
ويُشير أبو شمالة إلى أن مصر والكل الفلسطيني ينتظر خطوة من الرئيس عباس بإعلانه وقف جميع الإجراءات الانتقامية ضد غزة والاستجابة لتشكيل حكومة وحدة وطنية وعقد الإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير والدعوة لانتخابات تشريعية ورئاسية في آن واحد.
ويرى الكاتب د. عدنان أبو عامر أن قرار حركة “حماس” بحل اللجنة الإدارية خطوة عملية في الاتجاه الصحيح، لإنهاء الانقسام الفلسطيني، وسحب للذريعة والحجة التي تتخذها السلطة وحركة فتح لمنع إتمام المصالحة وإلغاء الإجراءات المتخذة ضد قطاع غزة.
ووصف أبو عامر في تعليق على صفحته في “فيسبوك” تلك الخطوة بـ “عربون المحبة” للمصريين، كون أن حماس كان بإمكانها حل اللجنة قبل سفرها للقاهرة، منوها إلى أنها أرادت الإعلان عن ذلك من القاهرة؛ لرغبة الحثيثة بتوثيق العلاقة مع مصر.
ولفت إلى أن ما جرى مؤخرا ينزع الذرائع “الواهية” التي يتحجج بها عباس لخنق غزة، مبينا أن الأيام القادمة ستثبت صدق النوايا.
وفي نهاية المطاف يمكن القول إن الوساطة المصرية قد تجبر عباس على دفع استحقاق المصالحة مرغما؛ كونها باتت طرفا يشرف ويتابع ويضغط لتطبيق تنفيذ الاتفاق وليس الرعاية فقط.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى