مجلس الإفتاء الأوروبي: تهم “العودة” تغذي التيارات المتطرفة
قال المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث، إن التهم التي وجهتها السلطات السعودية للشيخ سلمان العودة، تعدّ خدمة كبيرة للغلاة والمتطرفين، وتنتج جيلا من الشباب المتشدد، وتعطي مشروعية لتيارات العنف والتشدد في الإسلام.
وأعرب المجلس الذي يعمل العودة عضوا فيه، عن أسفه لما يحدث بحقه، وأهاب بالجهات المسؤولة في السعودية الإفراج عن العودة وجميع العلماء الدعاة المعتقلين.
وأكد البيان أن المجلس يدين كافة الأعمال الإرهابية أينما وقعت، ويؤكد على إنصاف الناس ورفع الظلم عنهم طريقا لتحقيق السلم والأمن الاجتماعي.
وكانت السلطات السعودية وجهت للعودة 37 تهمة متعلقة بالإرهاب، وطالبت النيابة العامة إعدامه “تعزيرا”، إلى جانب عدد آخر من المعتقلين معه من الدعاء والعلماء.
وتاليا نص البيان كاملا:
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين.
وبعد
فقد تداولت وسائل الإعلام تهماً منسوبةً لفضيلة العالم الجليل الأستاذ الدكتور سلمان بن فهد العودة –حفظه الله ورعاه-، وباعتبار فضيلته عضوا بالمجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث، والذي هو (مؤسسة إسلامية بحثية وإفتائية متخصصة في خدمة قضايا المسلمين في أوروبا بما يحفظ هويتهم الدينية ويحقق اندماجهم الإيجابي في مجتمعاتهم، وهو لذلك على صلة مع المؤسسات الرسمية الأوروبية).
والمجلس إذ يضم من بين أعضائه علماء معروفين من العالم الإسلامي فإنه يسعى بذلك لإيجاد تواصل بين المسلمين في أوروبا والعلماء والمؤسسات الشرعية في العالم الإسلامي بما يحقق التفاعل والاستفادة من أهل العلم والخير.
ومن هؤلاء فضيلة الشيخ العودة، الذي هو أحد علماء الأمة ومفكريها، وعضو في عدد من المجامع العلمية المعتبرة، وله حضوره فى الأوساط الفقهية والبحثية، ونشاطه المعروف، ومشاركاته المتميزة في عدد من البلاد العربية والإسلامية والأوروبية. وهو معروف بوسطيته واعتداله، وبحبه لوطنه وإخلاصه لأمته.
وإن المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث إذ يعرب عن أسفه لما يحدث بحق عضو من أعضائه، وعالم من علماء الأمة، فإنه يهيب بالجهات المسؤولة سرعة الإفراج عن فضيلته وإخوانه العلماء والدعاة المعتقلين.
ويرى المجلس أن في وصم الشخصيات والمؤسسات الإسلامية الجادة والمعروفة باعتدالها بأوصاف التطرف والإرهاب خدمة كبرى تقدم للغلاة والمتطرفين؛ تنتج جيلا من الشباب الذي يتخذ التطرف والتشدد منهجا له، وتعطي مشروعية لتيارات العنف والتشدد في العالم.
والمجلس الذي يدين باستمرار بكل قوة كل الأعمال الإرهابية في أي مكان وقعت، يؤكد على أن إنصاف الناس ورفع الظلم عنهم: هو الطريق الوحيد لتحقيق السلم والأمن الاجتماعي وهو الهدف العظيم الذي فيه خير البلاد والعباد.
وإن المجلس في ختام بيانه ليدعو المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها: حكاما ومحكومين، إلى أن يصالح بعضهم بعضا، ويعلموا أنهم أمة واحدة، فلا بديل عن التفاهم والحوار، وتبنِّى فكر الوسطية والاعتدال، فهو المسلك الوحيد لإثراء المسيرة الحضارية، وتهذيب السلوك الإنساني من أجل وصول البشرية إلى الهدف المنشود لها، قال الله تعالى:
” إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ”. {سورة النحل آية 90}.
والله من وراء القصد، وهو الهادي إلى سواء السبيل
الأمانة العامة للمجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث
28 ذي الحجة 1439هـ الموافق 08/09/2018م