في صراع سفارة القدس.. باراغواي تتراجع وفلسطين تُشيد وإسرائيل تغضب
شهدت الساعات القليلة الماضية تطورات متسارعة بدأت بإعلان باراغواي، الأربعاء، قرارًا بإعادة سفارتها لدى إسرائيل من مدينة القدس المحتلة إلى تل أبيب، ما أثار ردود أفعال فلسطينية مرحبة وإسرائيلية غاضبة.
قرر الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، افتتاح سفارة في اسونسيون، عاصمة باراغواي، تقديرًا لقرارها، الأربعاء، إعادة سفارتها لدى إسرائيل من مدينة القدس المحتلة إلى تل أبيب.
وقال وزير الخارجية الفلسطيني، رياض المالكي، إن دولة فلسطين، وبتعليمات من عباس، قررت فتح سفارة لها فورا في اسونسيون.
وأضاف أن هذا القرار يأتي “تقديرا لموقف حكومة باراغواي”، وتنفيذا لتعهد أعطاه المالكي لمسؤولي باراغواي، بحسب الوكالة الفلسطينية الرسمية للأنباء (وفا).
وأضاف المالكي، أنه سيضع مع نظيره وزير خارجية باراغواي، ليويس ألبيرتو كاستيليوني، الآليات المناسبة لتنفيذ قرار افتتاح سفارة.
وأعلنت وزارة خارجية باراغواي، الأربعاء، أنها قررت إعادة سفارتها إلى تل أبيب، التزاما بقرار مجلس الأمن الدولي (رقم 478)، لعام 1980.
وكذلك تنفيذا لالتزام قدمته إلى المالكي، الذي شارك، قبل أسبوعين، في حفل تنصيب رئيس بارغواي الجديد، ماريو عبده بينيتز (من أصل لبناني)، ودعا إلى إعادة السفارة إلى تل أبيب حيث كانت.
وقالت الرئاسة الفلسطينية، في بيان، إن “هذا القرار ينسجم مع قرارات الشرعية الدولية، وجاء ثمرة للجهود الدبلوماسية الفلسطينية في تبيان خطر نقل السفارات للقدس على عملية السلام في الشرق الأوسط وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس”.
وتابعت أن “هذه الخطوة الشجاعة من حكومة بارغواي، تشكل نموذجا يحتذى لكل الدول في مواجهة الأطماع الإسرائيلية، ومحاولات الإدارة الأمريكية أن تفرضها على العالم عندما نقلت سفارتها إلى القدس، ضمن ما يسمى بصفقة القرن”.
وتجهز واشنطن خطة للسلام تُعرف إعلاميا بـ”صفقة القرن”، ويتردد أنها تقوم على إجبار الفلسطينيين على تقديم تنازلات مجحفة لصالح إسرائيل، لاسيما بشأن القدس واللاجئين.
وأشادت الخارجية الفلسطينية، بقرار باراغواي، وقالت إن ما حدث هو “اختراق دبلوماسي فلسطيني جديد”، بحسب “وفا”.
وأضافت أن وزير الخارجية الفلسطيني، بذل “الجهد الكبير” في هذا الصدد، خلال لقائه رئيس باراغواي، الذي أوعز لوزير خارجيته بترتيب الأمور مع المالكي.
واتفق الوزيران، آنذاك، أن يتم ذلك بهدوء، وأن يصدر القرار عن خارجية باراغواي، بدايات سبتمبر/ أيلول الجاري، يليه التزم المالكي بهذا الاتفاق، الذي يقضي بعدم اللجوء إلى محكمة العدل الدولية.
وأعلن وزير خارجية باراغواي، الأربعاء، أن بلده يريد “الإسهام في تكثيف الجهود الدبلوماسية الإقليمية الرامية إلى تحقيق سلام واسع وعادل ومستدام في الشرق الأوسط”.
وردًا على قرار باراغواي، أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إغلاق سفارة باراغواي، واستدعاء السفير الإسرائيلي للتشاور، حسب صحيفة “هآرتس” العبرية.
وافتتحت باراغواي، سفارتها في مدينة القدس المحتلة، في 21 مايو/ أيار الماضي، لتصبح حينها الدولة الثالثة التي تتخذ هذه الخطوة بعد الولايات المتحدة الأمريكية وغواتيمالا.
ونقلت واشنطن سفارتها من تل أبيب إلى القدس، في 14 من ذلك الشهر، بعد أن وقع الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في 6 ديسمبر/ كانون أول 2017، وثيقة تعتبر القدس المحتلة بشقيها الشرقي والغربي، عاصمة لإسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال.
فيما نقلت غواتيمالا، في 15 مايو/ أيار الماضي، سفارتها إلى القدس المحتلة، أسوة بواشنطن، التي أثارت خطوتها غضبا دوليا.
وتسببت سياسة ترامب في انتكاسة لجهود استئناف عملية السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، والمتوقفة منذ أبريل/ نيسان 2014.
ويرفض عباس التعاطي مع إدارة ترامب منذ قرارها بشأن القدس، العام الماضي، واتهمها مرارا بالانحياز إلى إسرائيل.