معجزة وغفران.. “زمزم” تروي شوق وعطش ضيوف الرحمن
يحرص حجيج بيت الله الحرام، منذ اللحظات الأولى لدى وصولهم إلى مشارف مكة، على ترطيب حناجرهم بماء زمزم، طلبا لـ”خير ماء على وجه الأرض”.
ويقدم “الزمازمة”، المكلفين بسقاية الحجيج، “ماء زمزم”، فيهنأ الحاج منهم بأول شربة مما يعتبره المسلمون أطهر وأنقى ماء على وجه الارض، التي طالما تمنوا تذوق طعمها، لتروي ظمأهم وتشفي سقمهم.
وشرب ماء زمزم، من أكثر العادات التي تلازم الحجيج، طوال إقامتهم في الحرم المكي.
ويعمل على خدمة الحجاج خلال أداء المناسك، أكثر من 10 آلاف موظف.
كما يتم ضخ ألفي طن من زمزم في الحرم المكي، و300 طن في الحرم النبوي بالمدينة المنورة بشكل يومي، وفق الهيئة العامة للإحصاء السعودية.
وقالت وكالة الأنباء السعودية، في تقرير نشرته، أمس الجمعة، إن من بين الأهازيج الحجازية التي يرددها حاملوا ماء زمزم البارد: “أيا زمزم مويتك عنبر.. ونورك على الحرم نور”.
وأشار التقرير إلى دور شبان سعوديين يحملون ماء زمزم البارد في الزير والدورق ويسكبونه في “الطاسة”، ليروون عطش حجاج ضيوف الرحمن.
ومن بين هؤلاء الشبان، الذي تحدث عنهم التقرير، فيصل المعلم قائد مجموعة من الشباب السعوديين لسقاية الحجاج، ضمن برنامج تشرف عليه وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد.
و”المعلم” دأب على هذه المهنة بشغف وحب منذ 18 عاما من جدة، ونشأ على سقاية الحجاج والمعتمرين وقاصدي بيت الله الحرام طوال السنة.
يروي بدايته وكيف أحب العمل في السقاية من خلال مشاعر من يقدم لهم ماء زمزم وكيف شعورهم عند علمهم بذلك لمزاياه وفضله العظيم، لينتهي بقوله بأنه يحرص على أن يقضي العيد في خدمة الحجاج لأنه شرف كبير وأجمل عيد على حد وصفه.
ويحرص الحجيج بعد إتمام مناسكهم إلى تعبئة عبوات بلاستيكية، من مياه زمزم ليصطحبوها هدايا لأسرهم في بلدانهم، خاصة وأنه الهدية التي لا يمكن أن يحصلوا عليها إلا من مكة المكرمة.
ولماء زمزم أسماء تزيد عن (60) اسما، أشهرها زمزم، وسقيا الحاج، وشراب الأبرار، وطيبة، وبرة، وبركة، وعافية.
وقد وردت أحاديث نبوية في فضل ماء زمزم منها: “ماء زمزم لما شرب له”، و”خير ماء على وجه الأرض ماء زمزم”.