مقترح إسرائيلي بحسم غزة عسكريا ونقلها لمصر
حذر كاتب يميني إسرائيلي من نتائج عكسية ستحدث في حال نفذ جيش الاحتلال “حسما عسكريا في قطاع غزة ضد حركة حماس” مشيرا إلى أن “وضعا معقدا سينشأ لاحقا” يجب إلقاء العبء فيه على مصر.
وقال تساحي ليفي: “الحسم العسكري في غزة سيسفر عن تحقيق انتصار مماثل في الضفة الغربية وسيضطر الجيش لإعادة احتلال قطاع غزة وتنظيفه كليا لكن الثمن الذي سندفعه في الجبهة الداخلية سيكون أكثر ثقلا”.
وأضاف ليفي، في تقرير نشره موقع القناة السابعة التابع للمستوطنين، أن “ظاهرة الطائرات الورقية، مهما بلغت خطورتها، فهي مشكلة تكتيكية وليست استراتيجية، وأفضل حل لها هو إطلاق النار على مرسليها، ومن يقف خلفهم، رغم وجود آخرين في إسرائيل يبحثون عن حلول تكنولوجية، وممارسة ضغط اقتصادي على حماس”.
وأكد أنه “بغض النظر عن الحل المفضل لهذا التهديد القادم من الجنوب، فإن هذه المشكلة سوف تحل، كما وجدنا حلولا للأنفاق والقذائف الصاروخية، أما الذي لن يحل فعليا فهو موضوع الحديقة الخلفية لإسرائيل، حيث توجد منظمة مسلحة اسمها (حماس) تتقوى مع مرور الوقت، والمواجهة الشاملة معها آتية لا محالة، وللأسف لن نستطيع منعها من القدوم”.
ولفت إلى أن “الجيش سيضطر لاحتلال القطاع، ولن يكون لإسرائيل أي جدوى من أي عملية قادمة إن لم تحل نهائيا وجذريا” مشددا على “ضرورة بحث الحكومة عن حل استراتيجي لمشكلة غزة، وهنا يجب أن يتركز النقاش الجماهيري في إسرائيل، رغم أن الحل الأمثل يكمن في تحميل مصر لهذا العبء الغزي، كما كان الوضع قبل حرب 1967”.
واستدرك الكاتب بالقول إن “مصر لن ترحب بهذا الاقتراح، لكن إسرائيل مطالبة بتفعيل أدوات الضغط عليها للقبول بذلك، ومنها إغلاق شامل لقطاع غزة، والانفصال النهائي عنه، ما سيلقي على مصر في مهمة السيطرة على مليوني فلسطيني، الطلب من السعودية التي تحتاج إلينا لمواجهة إيران تفعيل أدوات ضغطها على مصر”.
ولفت إلى أن الاقتصاد المصري مرهون تقريبا بالمساعدات السعودية، وتهديد مصر بوقف التسهيلات التي قدمتها لها إسرائيل لنشر قواتها في سيناء بما يخالف اتفاق السلام، في المقابل ترغيب مصر بالاستفادة من حقول الغاز المكتشفة قبالة شواطئ غزة”.
وأضاف أنه “يمكن اللجوء للضغط الأمريكي على مصر للقبول باستلام قطاع غزة ضمن صفقة القرن، وربط ذلك بتسهيل حصول مصر على المساعدات الدولية، وبالتالي استخدام ذات الصيغة التي يفاوض فيها الأمريكيون اليوم كلا من إيران وكوريا الشمالية والصين والأوروبيين، وباتوا من خلال الضغط والتهديد يحققون إنجازات تفاوضية، وليس محاولات إقناع”.
وعلى صعيد الوضع الداخلي بغزة قال ليفي إن على إسرائيل “تجريد حماس من سلاحها قبل تسليمها لمصر عبر عملية عسكرية تقضي على بنيتها التسلحية الثقيلة مقابل حل نهائي ليظهر السيسي كمن أنقذ حياة الغزيين من الدبابات الإسرائيلية”.
ورأى ليفي أن هذا هو التوقيت المناسب لتنفيذ الخطة لأن الفرصة “تاريخية اليوم” مضيفا أن “الأمريكان معنا والفلسطينيون لم يعد أحد يهتم بهم، والدول العربية المعتدلة تدعم إسرائيل لمواجهة تهديدات إيران وهذا وقت حسم المواجهة مع حماس ونقلها لمصر”.
وفي السياق ذاته اتهم الجنرال تسفيكا فوغل القائد الأسبق للجبهة الجنوبية بجيش الاحتلال، المستوى السياسي في إسرائيل بـ”عدم امتلاكه استراتيجية واضحة تجاه حركة حماس في غزة، لأن المنظمات الفلسطينية في القطاع تتطلب تعاملا أكثر قسوة باستئصال جذورها لإعادة الردع الإسرائيلي كما كان سابقا”.
وأضاف في مقابلة لموقع القناة السابعة التابع للمستوطنين، أن “ما يقوم به الجيش حتى الآن تجاه حماس أمر يدعو للقلق، لأننا نكذب على أنفسنا كل صباح حين نطلق على حماس وصف منظمة معادية، فهي لم تعد منظمة أو عصابة، هي دولة بكل معنى الكلمة، كيان سياسي قائم بذاته، تدير شؤون الفلسطينيين، وتشارك في السلطة”.
وقال إن “عدم التعامل الجدي مع الوضع المتفجر في الجنوب اليوم، سيأتي بنتائج أكثر سوءا في المستقبل، وسندفع أثمانا باهظة في مراحل قادمة، لأن حماس ستدرك أننا خائفون من الدخول في مواجهة عسكرية واسعة معها، وفي حال لم ننه الأزمة الناشبة في غزة قريبا فإننا ربما لا نستطيع القيام بذلك مستقبلا”.