نتنياهو يرى في قانون “القومية” تطبيقا لرؤية “هيرتسل”
رأى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في إقرار الكنيست اليوم الخميس قانون “القومية”، أنه تطبيق لرؤية ثيودور هرتسل الذي ينظر إليه على أنه الأب الروحي لفكرة “الصهيونية”.
وقال نتنياهو بعد تصويت الكنيست على القانون: “هذه لحظة فارقة بتاريخ الصهيونية ودولة إسرائيل، بعد 122 عاما من قيام هرتسل بنشر رؤيته، حددنا بالقانون مبدأ أساس وجودنا، إسرائيل هي دولة قومية للشعب اليهودي”.
وأضاف في الكلمة التي ألقاها في الكنيست فجر اليوم بعد التصويت الذي شارك بنفسه فيه: “عندما أتحدث في العالم أردد أن هذه دولتنا، دولة اليهود، في السنوات الأخيرة هناك من يحاول أن يشكك في ذلك، وزعزعة أركان وجودنا، لذلك قمنا بسن هذا القانون الذي يضم النشيد الوطني الخاص بنا، ولغتنا وعلمنا… عاشت دولة إسرائيل”.
من جهته، قال عضو الكنيست من حزب “الليكود” آفي ديختر الذي بادر إلى سن القانون: “قبل 121 عاما عرض هرتسل في مؤتمر بازل الاقتراح الذي يطرح اليوم للتصويت في الكنيست، بيت قومي ودولة القومية اليهودية، أما الكلمتان اللتان لم يتمكن من قولهما فكانتا: “قانون أساس”، لأن الدولة (إسرائيل) لم تكن قائمة (آنذاك)”.
ويحمل القانون الذي تم التصويت عليه اليوم اسم “قانون أساس: إسرائيل ـ الدولة القومية للشعب اليهودي”.
وأضاف ديختر: “بعد أربع سنوات، قبل 117 عاما كتب هرتسل في مذكراته: عندما تقوم الدولة في يوم من الأيام ستبدو الأمور صغيرة وواضحة”.
وتوجه ديختر إلى النواب العرب في الكنيست الذين عارضوا بشدة القانون: “كل ما سيكون بمقدوركم أن تفعلوه هو أن تكونوا متساوين كأقلية وليس كقومية، لا تستطيع أي أقلية أن تعلن وتغير رموز الدولة”.
وأضاف: “قانون الأساس هذا لا يمس باللغة العربية.. إسرائيل ليست دولة ثنائية اللغة ولن تكون.. إسرائيل هي دولة قومية للشعب اليهودي”.
وثيودور هرتسل (1860 ـ 1904) صحفي يهودي ولد في المجر، وهو مؤسس المنظمة الصهيونية، وشجع الهجرة اليهودية إلى فلسطين، ويعتبر الأب الروحي للدولة اليهودية.
وبحسب العديد من المصادر التاريخية، رفض السلطان عبد الحميد الثاني عام 1901 عرض هرتسل أن يسدد ديون الدولة العثمانية مقابل مرسوم يسمح لليهود بالإقامة في فلسطين.
في حينها وجه السلطان عبد الحميد الثاني رسالته الشهيرة إلى هرتسل: “انصحوا الدكتور هرتسل بألا يتخذ خطوات جدية في هذا الموضوع، فإني لا أستطيع أن أتخلى عن شبر واحد من الأرض، فهي ليست ملك يميني، بل ملك الأمة الإسلامية التي جاهدت في سبيلها وروتها بدمائها، فليحتفظ اليهود بملايينهم، وإذا مزقت دولة الخلافة يوما فإنهم يستطيعون آنذاك أن يأخذوا فلسطين بلا ثمن، أما وأنا حيّ، فإن عمل المبضع في بدني لأهون علي من أن أرى فلسطين قد بترت من الدولة الإسلامية، وهذا أمر لا يكون، إني لا أستطيع الموافقة على تشريح أجسادنا ونحن على قيد الحياة”.
وفجر اليوم الخميس، أقر الكنيست بصورة نهائية وبأغلبية 62 عضوا مقابل 55 وامتناع 2 عن التصويت، القانون الذي ينص على أن “دولة إسرائيل هي الوطن القومي للشعب اليهودي”.
وينص القانون على أن “حق تقرير المصير في دولة إسرائيل يقتصر على اليهود، والهجرة التي تؤدي إلى المواطنة المباشرة هي لليهود فقط”، وأن “القدس الكبرى والموحدة عاصمة إسرائيل”، وأن “العبرية هي لغة الدولة الرسمية”، وهو ما يعني أن اللغة العربية فقدت مكانتها لغة رسمية.
ويشير القانون إلى أن “الدولة تعمل على تشجيع الاستيطان اليهودي” في الضفة الغربية.