عملية “زيكيم”: خاصرة إسرائيل الضعيفة في متناول “الكوماندوز”
مع تصاعد مخاوف جيش الاحتلال الإسرائيلي من تنامي قدرات المقاومة في قطاع غزة، تبرز وحدات “الكوماندوز” البحرية القسامية كأحد أهم المعضلات التي تهدد الاحتلال في أية مواجهة مقبلة.
ورغم ذلك يحاول الاحتلال طمأنة الجبهة الداخلية لديه بأنه يعمل جاهداً لإفشال أية محاولات لكوماندوز المقاومة للتسلل عبر البحر، خاصة بعد الاختراق التي أحدثته الوحدة بعملية موقع “زيكيم” على شاطئ بحر عسقلان خلال الحرب الماضية عام 2014.
وادعى الاحتلال بأنه قصف مؤخراً بنية تحتية تمثلت في نفق حسب زعمه ومواقع تدريب تابعة للكوماندوز البحري التابع لكتائب القسام على شاطئ شمال قطاع غزة.
محاولة لطمأنة الإسرائيليين
المحلل والباحث في الشأن الإسرائيلي أيمن الرفاتي أكد بأن الاحتلال هدف من نشر تقرير موسع عن الكوماندوز البحري للقسام تطمين الجبهة الداخلية لديه بمعرفة الجيش والأجهزة الأمنية وتجهزهم لمواجهة خطر الضفادع البشرية.
وأشار الرفاتي إلى أن الاحتلال يعمل على توجيه المجتمع الإسرائيلي إلى خطر جديد قد يتعرض لهجمات كبيرة مستقبلا وهو ما يخفف ضغط المفاجئة على المستويات السياسية والعسكرية.
علاوة على ذلك، اعتبر أن جيش الاحتلال يحاول تثبيت روايته بأنه وجه ضربات كبيرة لقدرات حماس الاستراتيجية وخاصة القدرات البحرية.
وترتكز مخاوف الاحتلال على أن الكوماندوز القسامي آخذ بالتطور يوماً تلو الآخر، مع تزويده بمعدات بحرية جلبها للقطاع من أبرز الشركات ذات التخصص في هذا المجال، مما سيكون قادراً على الدخول إلى الشواطئ الإسرائيلية وتنفيذ عمليات.
اختراق من الشاطئ
وما يؤكد ذلك التخوف، ما أعلن عنه الاحتلال مؤخراً بأن الفصيل 916، الذي يشغل سفن “دبور”، و”شلداغ”، و”تسراعوت”، يستعد لاحتمال أن تحاول “حماس” تنفيذ هجمات من خلال نشاط بحري مفاجئ.
وأكد الرفاتي أن الاحتلال قلق من أن منطقة الشاطئ لديه رخوة ولا يمكن تأمينها مهما كان ولا يمكن إقامة مواقع فيها ضد الكوماندوز التابع للمقاومة.
ويدلل على ذلك بترجيح الاحتلال أن 2 من الاستشهاديين يمكنهم أن يصلوا تل أبيب عن طريق البحر دون أن يتم كشفهم.
بث الإحباط لدى للمقاومة
ويحاول الاحتلال زرع الشك والريبة في أوساط المقاومة، وحسب الرفاتي، فإن الاحتلال يبعث برسالة لحماس بأن القدرات والتطوير العسكري لدى جناحها العسكري مكشوف وأن كل شيء مراقب ومتابع من طرفه، مبيناً أنه يهدف لبث حالة من الاحباط لدى قادة وعناصر هذه الوحدة.
ورأى الباحث الرفاتي بأن تقرير الاحتلال يهدف للإيحاء إلى الحالة الاستخبارية لدى جيشه في هذا المجال وأنها متمكنة وتحقق عمليات اختراق ناجحة وهذا أيضا الهدف منه تشكيل حالة من الإحباط لدى المقاومة.
من جهته، أكد الخبير في الشأن الإسرائيلي عدنان أبو عامر أن الاحتلال يضخم من قدرات المقاومة المتواضعة خاصة الكوماندوز البحري.
وقال أبو عامر إن ذلك لا يمنع القول بأن الاحتلال قلق من تنامي تلك القدرات ويخشى من استهدافها لخواصره الضعيفة، حسب قوله.
وكانت وحدات الكوماندوز التابعة لكتائب القسام نفذت عملية اقتحام لموقع زيكيم العسكري على شاطئ مدينة عسقلان المحتلة خلال معركة العصف المأكول عام 2014 بعد التسلل عبر البحر تم خلالها تفجير دبابة ميركافاة إسرائيلية بعبوة ناسفة واشتبكوا مع جنود الاحتلال ارتقى خلالها المنفذين الأربعة وهم القسامي بشار زياد عابد والقسامي حسن محمد الهندي والقسامي محمد جميل أبو دية والقسامي خالد طلال الحلو.