المئات من ابناء الداخل الفلسطيني يفطرون مع الشيخ رائد صلاح أمام سجن “شيكما” في عسقلان
طه إغبارية
لبى المئات من أبناء الداخل الفلسطيني، الخميس، دعوة لجنة الحريات المنبثقة عن لجنة المتابعة العليا، والهيئة الشعبية لنصرة عشاق الاقصى، في الإفطار الرمضاني امام سجن “شيكما” بمدينة عسقلان، تضامنا مع الشيخ رائد صلاح المعتقل في العزل الانفرادي هناك.
وصلى الحضور صلاة المغرب والعشاء جمعا وقصرا، ثم تناولوا وجبة الإفطار، تلاها لقاء استهل بتلاوة آيات من القرآن الكريم للشاب إبراهيم كمال جبارين.
ثم رحب الاعلامي حامد إغبارية، مسؤول الهيئة الشعبية لنصرة عشاق الاقصى، بالحضور مثمنا تواجدهم دعما وإسنادا للشيخ رائد صلاح.
وقال إغبارية “تقبل الله طاعاتكم وتقبل الله صيامكم وصلاتكم، بارك الله فيكم أن تجشمتم عناء السفر من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، وجئتم إلى أرض الرباط في عسقلان وأرض الرباط في غزة، متضامنين ليس فقط مع شيخنا شيخ الأقصى وإنما مع كل أسير من شعبنا يقبع في سجون الاحتلال، في سجون الظالمين، وفي نفس الوقت عيوننا وقلوبنا مع السجن الكبير الذي يقبع خلف اسواره ما يزيد على مليوني فلسطيني من أمة الإسلام، إلى قطاع غزة”.
ثم كانت كلمة للشيخ كمال خطيب، رئيس لجنة الحريات، فحيا الحضور، مثمنا تواجدهم ورباطهم في هذا المكان الذي يؤكد الاخوة في الله، وحمد الله تعالى على نعمة الإسلام.
وتحدث عن عظمة الإسلام التي تتجلى من خلال رجالاته ونماذجه مثل الشيخ رائد صلاح الذي كما قال “سجن لدينه وغيب لمواقفه وثباته، ولهويته الوطنية واعتقل لأجل ذلك كله”.
وقال “كما نلمح هذا الانتماء من خلالكم أنتم، وكان يمكن لأحدكم اي يبقى مع أهله ويفطر معهم، ما الذي أتى بكم غير الوفاء وهو سلعة غالية إن لم تكن نادرة، سواء الوفاء للدين أو للوطن أو الوفاء للموقف، جئتم اليوم من أجل أن تقولوا لأخينا الشيخ رائد بانك لست وحدك ولم ولن تكون وحدك، صحيح أنك حظيت بشرف لم نحظ به كلنا ولكن هكذا هم القادة يعانون أكثر من غيرهم ويمتحنون أكثر من غيرهم، حيث أن ربنا أعدهم لما لم يعد غيرهم”.
وأشار إلى أن الأحوال والظروف تعكس حالة ردة في كل شيء من خلال تسابق أنظمة الخنوع على كسب رضا إسرائيل.
وشدد على أن المرحلة تتطلب الثبات على المواقف وقال “ممنوع أن نتصرف كالذين قال الله فيهم “فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة فعسى الله ان يأتي بالفتح أو أمر من عنده”، وبالتالي علينا أن نوقن بطريقنا وأن فجر أمتنا سيشرق بإذن الله”.
وأكد أنه “رغم صعوبة المرحلة على أمتنا وشعبنا وغزة العزة، لكن التاريخ علمنا أنه مر كثير من الظالمين على هذه الأرض وسيمر هذا الظالم، رغم كل المؤامرات على شعبنا الذي يراد له أن يدفع الاستحقاقات ويساوم على قضيته”.
ونقل الشيخ كمال تصريحات لوزير الخارجية الأمريكي السابق، جون كيري يؤكد فيها اختراق أمريكا لكل الانظمة العربية ما عدا ابناء الشعب الفلسطيني في الداخل، وقال خطيب “لذلك كان كيري شريكا في جريمة حظر الحركة الإسلامية، في مؤتمر العقبة يوم ٢٥/١٠/٢٠١٥، اي قبل الحظر بنحو أسبوعين، صحيح أن هناك من بيننا من يعيش ردة دينية وقومية ووطنية لكن عموم شعبنا في الداخل بخير، ولذلك لن يكون بإذن الله لأمريكا دالة علينا”.
وقال: “ربما لا يسمعنا الشيخ رائد ولكن يقينا أن القلوب ملتقية على حب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم”.
وتطرق إلى مبادرة لجنة الحريات الاسبوع الماضي باستضافة اهالي الشهداء والأسرى والجرحى على مأدبة إفطار، وقال “نحن على قناعة ان الحالة المعنوية للأسرى واهليهم عالية، وسنبقى معهم دائما لا نقيل ولا نستقيل”.
وخاطب الشيخ رائد صلاح قائلا: “هؤلاء إخوانك الذين أتوا ما هم إلا شريحة وعينة ممن يحبونك من أبناء دعوتك، بل ممن يحبونك من أبناء شعبك، الذين لا ينسون ابدا لك مواقفك ودورك، وأنك بثباتك وصمودك تجعلنا نعيش شعور الانفة والشموخ والاعتزاز بأن فينا ومنا وبيننا رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، ولم يفرطوا ولم يساوموا لا بمبادئ ولا بمواقف”.
وتحدث الشيخ كمال خطيب عن جلسة محكمة الصلح في حيفا، الاربعاء، والتي استمعت إلى طلب دفاع الشيخ رائد صلاح للنظر في إعادة اعتقاله حتى نهاية الإجراءات.
ودعا الى المشاركة في جلسة المحكمة القادمة في العشرين من الشهر الجاري حيث تصدر قرارها بخصوص طلب الدفاع الإفراج عن الشيخ رائد حتى لو كان ذلك بشروط مقيدة.
كما دعا خطيب في الختام، الى الاكثار من الدعاء في هذه الايام للشيخ رائد صلاح وكافة أسرى شعبنا بأن يفرج الله عنهم وعن الاسرى من ابناء أمتنا ودعوتنا في كل مكان، ودعا الله تعالى أن يرفع مقام من حضروا إلى منطقة سجن “شيكما” تضامنا مع الشيخ رائد صلاح وأن يتقبل صيامهم وقيامهم وطاعاتهم في شهر الخير والرحمة.
وكانت بعد كلمة الشيخ كمال خطيب، مداخلة مقتضبة للمحامي خالد زبارقة، من طاقم الدفاع عن الشيخ رائد صلاح، تطرق خلالها الى المستجدات الأخيرة في ملف اعتقال شيخ الأقصى، مبينا ما تبيته النيابة العامة والمخابرات الإسرائيلية للشيخ رائد، وكيف ظهر ذلك بوضوح عبر افادات شهود النيابة العامة والترجمة المفبركة لتصريحات وخطب الشيخ رائد، بهدف مواصلة ملاحقته واطالة أمد اعتقاله، وتجريم الثوابت والمصطلحات الإسلامية.
ثم اختتم اللقاء بدعاء للشيخ أحمد ابو عجوة، إمام مسجد “حسن بيك” في يافا، سائلا المولى عز وجل ان يفرج عن أسرى شعبنا وان يتقبل الله طاعات المسلمين في هذا الشهر الكريم.