أخبار رئيسيةأخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةالضفة وغزة

خبراء: إسرائيل تدفع حماس لمواجهة جديدة بتجاهلها لكارثة غزة

ما زالت الأوضاع المتوترة في قطاع غزة تشغل حيزا كبيرا من اهتمام وسائل الإعلام الإسرائيلية، التي باتت منزعجة من حالة اللامبالاة التي تبديها الحكومة تجاه الأزمة الإنسانية في القطاع، وإمكانية تدحرجها لمواجهة عسكرية ضارية مع حماس.

فقد أكد يوسي ميلمان، الخبير الأمني الإسرائيلي، أن “الأسبوع الدامي الأخير في قطاع غزة يؤشر على نهاية حقبة الهدوء الذي خلفته حرب غزة الأخيرة، الجرف الصامد 2014؛ لأن الوضع الإنساني في غزة يتدهور مع مرور الوقت، وإسرائيل تتحمل مسؤولية واضحة في ذلك”.

وأضاف في مقاله الذي نشرته صحيفة معاريف، أن إسرائيل “بعد أسابيع قليلة ستحيي مرور أربعة أعوام على انتهاء تلك الحرب، ورغم صدور تقديرات إسرائيلية تفيد بعدم صمود اتفاق وقف إطلاق النار الذي وقع مع حماس برعاية المخابرات المصرية، لكن الاتفاق استمر، وحافظ على نفسه طيلة السنوات الأربع الماضية، وشكلت السنوات الأكثر هدوءا التي شعر فيها مستوطنو غلاف غزة، لكن الأسبوع الدامي الأخير وضع نهاية لهذه السنوات الهادئة، رغم أنه لم يقتل فيه أي إسرائيلي”.

وأكد ميلمان، وثيق الصلة بأجهزة المخابرات الإسرائيلية، أن “حرب الجرف الصامد وقعت حين وجد الطرفان نفسيهما يتدحرجان إليها دون رغبة مسبقة منهما، ورغم أن هناك أسبابا علنية تعلقت باختطاف المستوطنين الثلاثة في الخليل، وإطلاق رشقات من القذائف الصاروخية من غزة باتجاه إسرائيل، لكن هناك سببا محوريا لم يأخذ نصيبه من التحليل تعلق بالحصار الذي فرضته إسرائيل على مليوني فلسطيني في القطاع، الذي بدأ عقب اختطاف الجندي غلعاد شاليط بيد حماس في 2006، لكنه استمر حتى بعد إطلاق سراحه ضمن صفقة التبادل في 2011”.

وأوضح أن “حماس عانت حينها من عزلة كبيرة، وظنت أن الحرب قد تكون بوابتها لكسر هذه العزلة وإنهاء الحصار، واليوم بعد مرور هذه السنوات، فإن وضع غزة آخذ بالتدهور والتراجع على الصعيدين الإنساني والمعيشي، لكن وزير الحرب أفيغدور ليبرمان منع المؤسستين الأمنية والعسكرية من استخدام وصف “الكارثة الإنسانية” عن الظروف الناشئة في القطاع”.

وأكد ميلمان أن “مكابرة ليبرمان لا تلغي الحقائق على الأرض في غزة، التي لا يختلف عليها اثنان: مياه المجاري في الشوارع، خشية من انتشار الأمراض، الكهرباء تصل للسكان فقط ثلاث ساعات في اليوم، نقص كبير في الأدوية والمعدات الطبية”.

وكشف ميلمان النقاب عن أن “المؤسسة الأمنية الإسرائيلية توصي منذ سنوات بضرورة التقدم بخطة لإعادة إعمار غزة، مع الحفاظ على المصالح الأمنية لإسرائيل، وقد حظيت في الآونة الأخيرة بدعم وزيري المخابرات يسرائيل كاتس والتعليم نفتالي بينيت، وقابلها بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة بنظرة إيجابية، وأخيرا اقتنع الشاباك بالخطة”.

وقال إن “الخطة تقضي بإقامة جزيرة مائية على بعد كيلومتر من غزة، وإنشاء محطة لإنتاج الطاقة الكهربائية، وتأسيس مصنع لتحلية المياه، وتعبيد الطرق، وإصلاح منظومة الصرف الصحي، علما بأن الأموال لا تشكل عقبة أمام تنفيذ هذه المشاريع؛ لأن قطر والسعودية والاتحاد الأوروبي واليابان والصين والهند سيقدمون مساهماتهم المالية”.

ميلمان ختم مقاله المطول بالقول إن “كل هذه المبادرات الإنسانية تم رفضها من وزير الحرب السابق موشيه يعلون، والحالي أفيغدور ليبرمان، الذي يضع شروطا قاسية أمام تنفيذ هذه المخططات، على رأسها أن تعيد حماس جثامين القتلى الإسرائيليين والمدنيين المحتجزين لديها، ونزع سلاحها”.

وأكد أن “الظروف التي يعانيها القطاع، دون وجود بوادر إيجابية لإخراجه من هذا النفق المسدود أمامه، ربما يزيد فرص اندلاع مواجهة جديدة من العنف وسفك الدماء، ورغم أن حماس غير معنية اليوم بحرب جديدة، لكن التاريخ قد يتكرر كما حصل في 2014”.

يوآف ليمور، الخبير العسكري بصحيفة “إسرائيل اليوم”، وضع خمسة سيناريوهات محتملة للوضع القائم في قطاع غزة، أولها أن يتراجع أبو مازن عن إجراءاته العقابية ضد غزة، ويجمد طلبه الخاص بنزع سلاح حماس، ثانيها أن تتنازل حماس وتقوم بتسليم سلاحها للسلطة الفلسطينية، وثالثها أن تتوصل حماس وإسرائيل لترتيبات سياسية طويلة المدى تشمل إعادة إعمار القطاع، مقابل أن تتوقف الحركة عن تنفيذ هجمات مسلحة، رابعها أن تستمر المسيرات الشعبية على حدود غزة، وخامسها أن تذهب حماس في النهاية لتوجيه النار نحو إسرائيل.

وأضاف في تحليله أن “حماس ستفضل الخيار الرابع، لكن الاختبار سيكون في الميدان، رغم أن حماس تخشى على سلطتها في غزة في حال تدهورت الأمور لمواجهة مسلحة مفتوحة مع إسرائيل”.

وأكد ليمور، الذي يرتبط بعلاقات متينة مع كبار ضباط الجيش، أن “الردع الإسرائيلي ما زال ساري المفعول مع غزة، لكن تطورات الأرض قد تقدم مفاجآت غير متوقعة، ما يجعل قوات الجيش مستنفرة على طول الحدود الجنوبية فترة من الزمن؛ تحسبا لأي طارئ؛ لأن السنوات التسعة الماضية لم تشهد أي شهر رمضان هادئ أو مستقر أمنيا، وعلى أمل أن يكون هذا العام أقل توترا، رغم وجود العديد من عوامل الانفجار قائمة في المناطق”.

ألون بن دافيد، الخبير العسكري للقناة العاشرة، كتب قائلا إن “إسرائيل تنتظر انهيار حماس في غزة كي تذهب إلى الحرب، ما يحتم عليها أن تفاضل بين خيارين: التوصل لترتيبات سياسية تخفف الضغوط عن غزة، أو استمرار تجاهل المعاناة القائمة هناك، والتسبب بمواجهة جديدة ليس فيها ما قد نحققه من إنجازات”.

ونقل في تقريره الذي نشرته معاريف، عن كبار ضباط الجيش، أنهم “قلقون من تطورات الوضع في غزة بدرجة القلق ذاتها التي رافقتهم حين تدهورت الأمور مع إيران مؤخرا؛ لأنهم يسمعون بآذانهم قنبلة غزة المتكتكة آخذة بإصدار دقاتها الأخيرة، وهم يدركون أن إسرائيل إن لم تفعل شيئا فإنها ستنفجر في وجهها، عاجلا أو آجلا”.

وختم بن ديفيد بالقول إن “كبار الجنرالات الإسرائيليين يعتقدون أن التعامل مع عدو لديه ما يخسره أفضل من عدو يائس محبط كما هو الوضع مع حماس في غزة؛ لأنه في أحسن الأحوال من المواجهة القادمة مع حماس فإن إسرائيل ستعود للنقطة ذاتها التي تقف فيها اليوم، كما حصل في الجرف الصامد، وبخسارة إضافية تتمثل بمقتل مئة من جنودها”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى