تمديد اعتقال الشيخ رائد صلاح حتى الاثنين القادم وتقديم لائحة اتهام بالتحريض على الإرهاب
الشيخ رائد صلاح: المؤسسة الإسرائيلية تحاكمني على ديني وإسلامي
ما قلته هو آيات قرآنية ولن أتراجع عما قلت
طه اغبارية
ارجأت محكمة الصلح في حيفا، اليوم الخميس، النظر في ملف اعتقال الشيخ رائد صلاح، وأمرت بتمديد اعتقاله والبت في اعتقاله حتى انتهاء الإجراءات إلى يوم الاثنين المقبل.
وقدمت النيابة العامة الإسرائيلية إلى المحكمة اليوم، لائحة اتهام ضد الشيخ رائد صلاح، نسبت له فيها تهم “التحريض على والإرهاب، وتقديم خدمات لمنظمة محظورة هي “المرابطون”.
وربطت النيابة التهم الموجهة للشيخ صلاح بخطبة تأبين ألقاها خلال تشييع الشهداء الثلاثة من أم الفحم وخطبة صلاة الجمعة في استاد السلام بأم الفحم.
وتزعم اللائحة ان الشيخ رائد صلاح، نشر في مناسبات عدة تصريحات داعمة ومؤيدة لعمل إرهابي او متضامنة معه، وزعمت اللائحة أن التصريحات المنسوبة للشيخ رائد صلاح، كان يمكن أن تؤدي بصورة فعلية لعمل إرهابي.
وقالت النيابة العامة إن تصريحات الشيخ رائد قيلت في أعقاب الأحداث والعملية التي وقعت في الأقصى بتاريخ 14/7/2017، وتنسب المؤسسة الإسرائيلية تنفيذها لكل من: محمد أحمد محمد جبارين، ومحمد حامد جبارين، ومحمد مفضي جبارين، وهم من مدينة أم الفحم، حيث ارتقوا في العملية وقتل شرطيان إسرائيليان.
وقالت النيابة العامة إن “المتهم” (الشيخ رائد) هو شخصية معروفة ومؤثرة بين المسلمين في الداخل والضفة الغربية وقطاع غزة، كما أنه وقف على رأس الحركة الإسلامية الجناح الشمالي التي اعتبرت لاحقا منظمة محظورة.
وحسبما جاء في لائحة الإتهام، خطب الشيخ رائد في صلاتي جمعة بأم الفحم، بمشاركة المئات، وبحدث مصور ومنقول للإعلام، كذلك القى الشيخ رائد، بحسب لائحة الاتهام، خطبة خلال تشييع جنازة الشبان الثلاثة، والتي شارك فيها الآلاف ورددوا “يا شهيد ارتاح ارتاح واحنا بنكمل كفاح” و”بالروح بالدم نفديك يا أقصى” و”بالروح بالدم نفديك يا شهيد”.
وقال الشيخ رائد صلاح، بحسب لائحة الاتهام في خطبة جمعة القيت بتاريخ 21/7/2017 وجاء فيها (نص لائحة الاتهام): “من هنا من أم الفحم، أبارك وأحيي المرابطين الآن عند بوابة المجلس وفي كل مكان في المسجد الأقصى المبارك او بالقرب منه، تحياتي لهم جميعا للرجال والنساء الأحرار، الذين يواصلون منذ 8 أيام الحفاظ على هذا الثغر في المسجد الأقصى المبارك، ويواصلون التأكيد على شعار “بالروح بالدم نفديك يا أقصى، ويستمرون في المواجهة مع الاحتلال ومع سلاح وأدوات الاحتلال، ولا يخافون الاعتقال ولا الإصابة، لا يخافون إلا الله رب العرش العظيم”.
وتابعت لائحة الاتهام بنسب التصريحات للشيخ رائد وفيها قوله: “أقول هذا الكلام من منطلق قناعتي بضرورة الرباط في المسجد الأقصى، وحتى هذه اللحظات جرح الاحتلال 79 شخاص من عائلات المرابطين والمرابطات في الاقصى!! وبعضهم في حال خطرة بعد أن اريق دمهم الطاهر!!”.
وتابعت اللائحة موردة كلاما على لسان الشيخ رائد: “أسأل الله تعالى أن يشفي الجرحى في المسجد الأقصى المبارك، وان يتقبل شهداء المسجد الأقصى منذ الشهيد الأول في التاريخ وأن يتقبل شهداء المسجد الأقصى اليوم، الشهيد محمد والشهيد محمد والشهيد محمد، وأن يجمعهم مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن اولئك رفيقا”.
ثم تناولت لائحة الاتهام الموجهة ضد الشيخ رائد صلاح، تصريحات له ادعت انها قيلت بتاريخ 27/7/2017 خلال جنازة الشبان الثلاثة من أم الفحم، وزعمت اللائحة ان ما ورد في كلام الشيخ رائد فيه امتداح ودعم أو تأييد وتشجيع لعمل إرهابي.
ووفق اللائحة قال الشيخ رائد خلال الجنازة: “أيها الأخوة في هذه اللحظات نسأل الله سبحانه وتعالى أن يرحم أمواتنا واحياءنا ويتقبل دعاءنا: اللهم ارحمهم وعافهم واعف عنهم ووسع مدخلهم وادخلهم الجنة مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن اولئك رفيقا، وكما جمعتهم مع عائلاتهم واباءهم في الدنيا اجمع بينهم في الجنة في مقعد صدق عند مليك مقتدر، واجمعهم على حوض النبي يشربون من يديه شربة لا يظمؤون بعدها أبدا، وشرفهم بصحبته صلى الله عليه وسلم وصحبة أصحابه والسلف الصالح، اللهم استجب دعاءنا اللهم استجب دعاءنا، ورحم الله من وقف وقرأ سورة الفاتحة”.
وتحدثت لائحة الاتهام ايضا، عن خطبة للشيخ رائد صلاح بتاريخ 27/7/2017، في ستاد السلام بأم الفحم، وبحسب النيابة العامة قال الشيخ رائد خلالها: “نؤكد على الحقيقة النبوية التي قال فيها صلى الله عليه وسلم: لا تزال طائفة من أمتى على الحق ظاهرين أين هم أين هم؟ كل حر في هذا العالم سيقول بلا تردد انهم المرابطين والمرابطات في المسجد الأقصى المبارك، في وجه الاحتلال الاسرائيلي يرابطون بلا خوف ويسمعون الدنيا بلا تردد “بالروح بالدم نفديك يا أقصى، في الاسبوع الماضي قدّم المرابطون 8 شهداء، والحمد لله اذا أردنا أن نذكر اسماءهم سنقول ونكرر: محمد ومحمد ومحمد ومحمد ومحمد…”.
وزعمت النيابة العامة ان التصريحات المنسوبة للشيخ رائد والتي ساقتها في ظل الظروف التي قيلت خلالها، فيها امتداح وتأييد أو تشجيع لعمل إرهابي، وأن مضامين التصريحات والظروف التي قيلت فيها، ممكن ان تؤدي بصورة فعلية لعمل إرهابي!!!
إلى ذلك تحدثت لائحة الاتهام عن منشورات للشيخ رائد صلاح، عبر صفحته على “فيسبوك” من فترات مختلفة وتحديدا بعد حظر الحركة الإسلامية عام 2015، وزعمت النيابة ان الشيخ رائد أكد في هذه المنشورات تمسكه بالحركة الإسلامية، رغم حظرها، وقوله أنها “باقية وستبقى” رغم انف المؤسسة الإسرائيلية، بالإضافة إلى تنديده بإغلاق مؤسسات أهلية مثل حراء لتعليم القرآن الكريم، وتأكيد أنه سيواصل العمل بناء على الثوابت التي يؤمن بها، وتحدثت لائحة الاتهام عن توجه الشيخ رائد خلال مظاهرة ضد اغلاق “حراء” في باقة للمشاركين فيها وإشادته باطفال حراء وتأكيده لهم أنه داعم لهم ومستعد أن يموت من أجلهم!!.
كما تناولت لائحة الاتهام تصريحات للشيخ رائد صلاح، في مناسبات مختلفة، يؤكد فيها انه رئيس الحركة الإسلامية رغم حظرها.
من جانبه ردّ الشيخ رائد صلاح في إطلالته بقاعة المحكمة أمس الخميس، على لائحة الإتهام قائلا: “المؤسسة الإسرائيلية تحاكمني، اليوم، على ديني وإسلامي، ما قلته هو آيات قرآنية، ولن أتراجع عما قلت”.
وقالت زوجة الشيخ رائد صلاح، بعد تقديم لائحة الاتهام في حديث معها إن “محور التهم هي ضد ثوابت الشيخ رائد والتي جاءت بعد تحريض من وزراء الحكومة الإسرائيلية”.
وأكدت أن “المسوغات القضائية لهذه القضية تافهة، والمحاكمة الحقيقية تتمحور فقط حول دفاع الشيخ رائد عن المسجد الأقصى وشعار الأقصى في خطر”.
إلى ذلك ندّد السيد محمد بركة، رئيس لجنة المتابعة، والشيخ كمال خطيب رئيس لجنة الحريات، بلائحة الاتهام، وأكدا لوسائل الإعلام في اعقابها، أن التهم تؤكد مضمون الملاحقة السياسية للشيخ رائد والداخل الفلسطيني، وأكدا أن الداخل الفلسطيني بكل مكوناته يرفض لائحة الاتهام ويرى فيها تقييدا لحرية التعبير والحرية الدينية.
واعتبر الشيخ كمال خطيب في حديث معه، أن الشيخ رائد وكل شعبنا لن يساوم على مقدساته ولا على إسلامه وثوابته العربية والإسلامية والفلسطينية، ودعا إلى تعزيز الوحدة بين مكونات الداخل وتفويت الفرصة على نتنياهو وحكومته، في مواجهة السياسات العنصرية والملاحقات السياسية.
من جانبها، قالت والدة الشيخ رائد صلاح، خلال جلسة المحكمة: “أسأل الله ان يثبته ويعينه، فبركوا له هذه التهم، معنوياته عالية، واٍسأل الله ان ينصره عليهم”.
وتواجد في المحكمة عائلة الشيخ رائد صلاح وعدد من قيادات وكوادر الحركات والأحزاب السياسية والأطر الأهلية العربية.