أجواء من المحبة والتأخي تسود الناصرة في مراسم الصلح بين عائلتي علاء الدين والسعدي
موطني 48
سادت أجواء من المحبة والتآخي مدينة الناصرة بعد عقد مراسم الصلح، بين عائلتي علاء الدين والسعدي من حارة الصفافرة، وذلك بعد مقتل الشاب عمار علاء الدين (23 عاما) في شجار عائلي العام الماضي.
وعقدت مراسم الصلح عصر اليوم الجمعة 11أيار/مايو 2018، في ساحة مدرسة القسطل في حارة الصفافرة وسط حضور كبير من أهل الناصرة والمنطقة، وتولى عرافة المراسم الاعلامي سعيد حسين الذي حيّا الجميع على جهودهم المباركة من أجل رفع راية الصلح بين العائلتين والوصول الى هذا اليوم المبارك.
ونجحت لجنة الاصلاح القطرية برئاسة عدنان الجاروشي ولجنة الصلح الاستاذ شحادة خمايسي والحاج أشرف أشقر والشيخ علي ابو شيخة الحاج يوسف الجاروشي والاعلامي سعيد حسنين وشخصيات اجتماعية عديدة، بعقد راية الصلح بين العائلتين بعد جهود كبيرة.
وأكد رئيس بلدية الناصرة علي سلام فيث كلمة له في مراسم الصلح أن كل الناصرة عائلة واحدة مهما حصل وقال: “نحن جميعا إخوة في هذا البلد الطيب ونشكر جاهة الصلح على جهودها المباركة في اصلاح ذات البين بين عائلتي علاء الدين والسعدي فهم عائلة وجيران ووافقوا على الصلح والمحبة ظهرت منذ اللقاء الاول للصلح حتى اللقاء هنا كل اللقاءات سادتها أجواء المحبة والتآخي”، مستدركا بقوله “مدينة الناصرة في ايدي آمنة مهما حصل من اخطاء فعملنا لا يتوقف ليل نهار من أجل ازدهار هذه المدينة من اجل وضعها في المكان المناسب في كل المشاريع التي قمنا بها وان شاء الله ان لا تكرر هذه الاحداث ونلتقي فقط في الافراح”.
وأشار الحاج عدنان الجاروشي رئيس لجنة الاصلاح القطرية في كلمته إلى أن “تجاوب العائلتين معنا كان طبيا ومباركا والمسامحة من قبلهم هي من شيم الرجال ونحن نشكرهما على هذا الأمر والعفو عند المقدرة. فما يحدث في مجتمعنا من جرائم واعمال عنف هو أمر مؤسف فهل يعقل أن الدماء رخيصة إلى هذا الحد والأمر يتعلق بنا ايضا فعلينا ان نقف صفا واحد لمنع هذه الظواهر المؤسفة” مضيفا “يجب ان نربي ابنائنا أولا في البيوت والوصول بهم الى بر الأمان ويجب ان نمنع حمل السلاح، وكلنا امل ان نلتقي فقط بالأفراح”.
وقال الاستاذ شحادة خمايسي مدير لجنة الاصلاح الاجتماعي: “الصلح خير ونحن نشكر اخواننا ال علاء الدين وال السعدي على هذا الصلح الشريف المبارك وصلح الرجال ولا نريد ان نقف مثل هذه الوقفات في المستقبل فيكفينا خلافات وقتل. وفي الآونة تتفشى ظاهرة العنف في مجتمعنا وهي ليست من عاداتنا ولا من ديننا ونحن بحاجة للوقوف ونبذ كافة ظواهر العنف”. واضاف الاستاذ شحادة خمايسي: “نحن نريد من شبابنا فقط الالتفات الى التعليم لكي نصبو الى الاعلى ولا نريد ان نتحصر على شبابنا، وليكن شعارنا من اساء اليك قل له سامحك الله وهذا ليس ضعف بل هذه الشجاعة بذاتها”.
من جهته قال المطران رياح أبو العسل: “نثني على ما قامت به جاهة الصلح وعلى تجاوب العائلتين، للوصول الى الصلح المبارك. الذي يجب ان يكون مثالا يحتذى به لمجتمعنا من اجل نشر التسامح ووقف ظواهر العنف وعلى كل فرد من هذا المجتمع ان يأخذ دوره”.
وألقى زياد السعدي ممثل العائلة كلمه قال فيها: “نقول لآل علاء الدين ناسف على ما حصل وابتكم هو ابننا ونحن عائلة واحدة دائما والتسامح من شيم الشجعان وعلينا ان نتكافل جميعا من اجل القضاء على الخصومات والتسامح يجب من خلال الفعل وليس القول ونعم للتسامح ونعم لنبذ العنف من مجتمعنا. باسمي ال السعدي نشد على ايدي لجنة الصلح على مساعيها الكبيرة لرفع راية الصلح والتأخي والسلام. وكل من نتمناه هو راحة البال وان يكون تجمعنا دائما في الخير”.
أما المحامي علاء علاء الدين قال في كلمة العائلة: “نحن مثلنا منذ اللحظة الاولى للصلح وجئنا الى الصلح ليس ضعف بل شجاعة ومستحيل ان يخرج منا قاتل وان نأخذ للثأر”. مضيفا “رغم ما حصل نحن عائلة واحدة وبيت واحد ومنذ اللحظة الاولى الجميع مد يده للصلح ونحن في العائلة نبرء دم ابننا عمار من كل ال السعدي”.
وفي ختام مراسم الصلح تم التوقيع على وثيقة الصلح وتسليم مبلغ الدية الى والد المغدور. وبهذا الصلح تعلن العائلات عن الالتزام به ويسري على الجميع من الطرفين.