أربعة شهداء برصاص الاحتلال بالجمعة الرابعة لـ”العودة”
قال المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، أشرف القدرة، إن أربعة شبان فلسطينيين استشهدوا برصاص الاحتلال الإسرائيلي أثناء مشاركتهم في مسيرة العودة في جمعتها الرابعة، شمال قطاع غزة.
وأكدت وزارة الصحة في بيان صحفي، أن الشاب أحمد نبيل عقل (25 عاما) اسشهد عقب إصابته برصاصة في الرأس، أطلقها جنود الاحتلال قرب الخط الفاصل شرق جباليا، إضافة إلى إصابة ثلاثة آخرين بجروح مختلفة.
كما استشهد الشاب أحمد رشاد العثامنة (24 عاما) برصاص الاحتلال شمال قطاع غزة، بحسب ما أعلنه الناطق باسم وزارة الصحة أشرف القدرة.
وتابع القدرة بأن شابين آخرين هما، سعد عبد المجيد عبد العال أبو طه، والطفل محمد ابراهيم أيوب استشهدوا في المواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وذكرت وزارة الصحة الفلسطنيية أن 729 مواطنا أصيبوا أيضا خلال مواجهات الجمعة الرابعة، مع قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وتعامت المستشفيات مع 305 إصابات فيما تعاملت النقاط الطبية المتوزعة مع 424 إصابة، بحسب البيان.
ويرتفع بذلك عدد الشهداء منذ انطلاق فعاليات مسيرة العودة في قطاع غزة في 30 آذار/ مارس الماضي إلى 36 شهيدا، وأكثر من 4 آلاف جريح برصاص الاحتلال، بعضهم في حالة الخطر، وآخرين بترت أطرافهم.
وتدخل مسيرات العودة في قطاع غزة أسبوعها الرابع على التوالي، وسط إصرار شعبي فلسطيني على المضي قدما نحو تحقيق حلم العودة إلى الديار وكسر الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة للعام الثاني عشر على التوالي.
ودعت الهيئة الوطنية في بيان لها لمسيرات العودة وكسر الحصار المواطنين كافة في قطاع غزة، للخروج اليوم بعد صلاة الجمعة و”النفير العام” في جمعة “الشهداء والأسرى”، في حين قررت تقديم أماكن المخيمات الخمسة في القطاع مسافة 50 مترا نحو الخط العازل، الذي يفصل قطاع غزة عن الأراضي المحتلة.
وشهدت الأيام الماضية عقد العديد من الأنشطة والفعاليات في مخيمات العودة، كان من أبرزها عقد المجلس التشريعي جلسة خاصة في يوم الأسير الفلسطيني الذي يصادف يوم 17 نيسان/ إبريل من كل عام، إضافة للعديد من الأنشطة والفعاليات الرسمية والشعبية المختلفة.
ويستعد بعض الشبان الفلسطينيين للتعبير عن رفضهم للاحتلال الإسرائيلي وإصرارهم على كسر الحصار عن قطاع غزة، بالعديد من أساليب المقاومة السلمية، وقام العديد من الشبان بتجهيز طائرات ورقية على شكل علم فلسطين لإطلاقها فوق الأراضي المحتلة، وجرى تزويد بعضها بمواد حارقة.
كما ستحمل طائرات ورقية أخرى منشورات باللغة العبرية تحذر جنود الاحتلال من الاستجابة للقيادات الإسرائيلية التي “ترسلهم إلى الموت”.
كما قامت بعض الخيام بتكليف بعض الشبان بمهمة السيطرة على قنابل الغاز السام المسيل للدموع تحت مسمى “وحدة مكافحة الغاز”، حيث شهدت جمعة “رفع العلم الفلسطيني وحرق الإسرائيلي” الماضية، استخداما كثيفا لتلك القنابل، إضافة للرصاص الحي.
وعلى الجانب الآخر ألقت قوات الاحتلال منشورات، تحذر المواطنين من المشاركة في مسيرات العودة، أو “الاقتراب من السياج الفاصل”.
وتعليقا على دخول المسيرات أسبوعها الرابع، أكد رئيس معهد فلسطين للدراسات الاستراتيجية، إياد الشوربجي، أن “مسيرة العودة مستمرة بدرجة عالية من العنفوان والإصرار على المضي قدما رغم حجم الصعوبات والتحديات التي تواجهها، لاسيما في حجم العنف والقمع الصهيوني وتهديدات الاحتلال المتكررة”.
ولفت إلى أن “هذا الحراك الشعبي والسلمي المتمثل في مسيرات العودة، متواصل في ظل ضغوط وتدخلات عديدة تسعى لوقفه عبر تحركات إقليمية ودولية تهدف إلى إنقاذ دولة الاحتلال من مأزقها، وضعف قدرتها على مواجهة تدفق الجماهير الشعبية بعشرات الآلاف لاقتحام السلك الفاصل، وصولا لأراضيهم التي هجروا منها عام 1948”.
ورأى أن حجم التفاعل والاستجابة الجماهيرية الكبيرة مع المسيرات، تشير إلى أن “المسيرات ذاهبة نحو مزيد من التصاعد والانتشار، ما يدلل على أن الشعب الفلسطيني مصمم على هذا الخيار، وعازم على وقف التدهور في القضية الفلسطينية وإحباط محاولات تصفيتها”.
وانطلقت مسيرات العودة وكسر الحصار في قطاع غزة يوم 30 آذار/مارس الماضي، وتستمر فعالياتها حتى 15 أيار/مايو المقبل، وهو اليوم الذي يصادف ذكرى النكبة الفلسطينية السبعين.
وأدى قمع الاحتلال للمسيرة السلمية إلى استشهاد ما يزيد عن 35 فلسطينيا، فيما أصيب المئات بعضهم ما زال في حالة الخطر الشديد.