الفجور السياسي مشاهد دولية وإقليمية..
صالح لطفي .. باحث ومحلل سياسي…..
يشهد العالم منذ سقوط المعسكر الشرقي بقيادة الاتحاد السوفيتي وانتهاء الحرب الباردة اواخر ثمانينات القرن الفائت وحتى هذه اللحظات تفككا وانحرافا في منظومات القيم والمبادئ والاخلاق طال العوالم السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية ، وعلى كل المستويات الدولية والاقليمية والمحلية وحتى المجتمعات الضيقة وقاد هذه الانحرافات بادئ الامر الولايات المتحدة باعتبارها الدولة التي خرجت منتصرة في الحرب الباردة بيدَّ ان الامور ما مضت على ما ظنته واشنطن من نهاية التاريخ وانتصار الرأسمالية التي فضحتها العولمة والتوحش الرأسمالي لتعود الصراعات من جديد على شكل صراع هويات تجلى في بلاد البلقان (مذابح المسلمين في يوغسلافيا بسبب هويتهم ) وافريقيا( مذابح التوتسي في رواندا) وتعاظمت الهوية الدينية اليهودية في سياقاتها الاسرائيلية لتفرز حربا من نوع جديدة على الفلسطينيين بدأت بفشل اوسلو واستثمارها اسرائيليا لا لمنح الفلسطينيين دولة بل لتحقيق تمدد جديد وسيطرة جديدة اكثر تعقيدا وذكاء ، وانتقل الصراع الى عالمنا العربي وما زلنا نعيش لحظات هذه الصراعات – ونحن هنا نبسط الامر بشدة مع تنبهنا لكافة تعقيدات الحكم وفشل الدولة العربية الحديثة وازمة التيارات المختلفة – حيث تداخلت الهويات الطائفية بالعرقية بمصالح الكبار في المنطقة والعالم لنشهد احط انواع الفجور السياسي منذ انتهاء الحرب الباردة على الاراضي العراقية والسورية بعد أن اصطنع العالم الغربي بقيادة محور واشنطن -لندن-باريس شماعة الارهاب بدفع اسرائيلي ممنهج كلافتة يتم عبرها اعادة احتلال المنطقة ومنعها من تجديد ذاتها عبر هويتها الاسلامية-العروبية فكانت مذابح الابادة في العراق وسوريا مشاهد حية وكان أخرها استعمال نظام بشار الاسد الكيماوي ضد المدنيين لحسم صراعه مع جيش الاسلام في دوما غوطة دمشق.
لقد قاد الانحرافات الكبرى في مسيرة السياسات الدولية الولايات المتحدة ، قادها جشعها المادي من جهة وهوس قياداتها خاصة الجمهوريين، هوسهم الديني الانجيلي، وحلمهم في عودة المجد التاريخي الآفل المبني على القتل والدمار والمذابح لتبرير السيطرة المطلقة (انظر كتاب رحمتك يا الله: صفحات مجهولة من تاريخ امريكا للكاتب يواخيم فِرناو)… وسرعان ما انضم الى هذا الحفل روسيا في عهد ما بعد يلتسين فظهرت كقوة دولية في عصر بوتين وما زالت تعزز من هذه المكانة لتكون سوريا محطتها التي تعبر من خلالها عن قوتها الكونية كما عبرت عن قوتها الباطشة محليا في الشيشان وإقليميا في اوكرانيا -في السياق الاوروبي-، وفي كل الاحوال كشفت روسيا كما امريكا عن معالم فجورها السياسي وما إقرار قياداتها العسكرية بتجريب اسلحتهم المختلفة على الاراضي السورية الا مثال من امثلة كثيرة في هذا السياق. وانضم الى هذه المسيرة دول اقليمية كالسعودية في حربها الفاجرة على اليمن وإيران في سوريا والعراق واستعمالها المادة البشرية الشيعية كأداة من ادوات الفتك والابادة والقتل.
لا نبالغ إذا قلنا إن نظريات هوبس في اللفيتان وميكيافيلي في الامير عادت مجددا بشكل حداثي لافت الى الساحات الدولية والاقليمية فاقت ممارساتها الحداثية ” التدميرية” ما كان يتوقعها الاباء الاوائل أي هوبس وميكيافيلي، وقد اختلط فيها حابل الدولة الرأسمالية وجشع الشركات العملاقة ليكون الانسان “البسيط ” أكبر الخاسرين والمتضررين واول من يدفع اثمان هذا الجشع. فتحت دعاوى الديموقراطية وحقوق الانسان ومكافحة الارهاب تتفكك دول ويقضى على اقليات وتقتل وتشرد شعوب ويعاد هيكلة دول كبرى خاصة في منطقة الشرق الاوسط بما يحقق دوام سيطرة نادي الكبار.
المدنيون يدفعون الأثمان …
منذ ان عرف الانسان الحضارة ونشبت الحروب بين بين البشر كان يدفع ثمن هذه الحروب الابرياء والاناس العزل وفي عصرنا رغم تقدمه التقني والحضاري لمَّا يتغير الامر قط فالمدنيون هم من يدفعون ثمن هذه الحروب والمستفيد دائما مجموعات من المتنفذين والوصوليين والنفعيين السياسيين ، وفي هذا السياق تتقاطع مصالح الرأسماليين مع السياسيين وبعض المفكرين المالكين لناصية التفكير الايديولوجي والعسكري الى جانب العسكر ودوائرهم المختلفة من أمنيين ورجال مخابرات…هذا ما حدث على سبيل المثال لا الحصر مع العراق التي مزقت شرق ممزق تقاطع فيها هوس البترول وبقاء اسرائيل وحسابات التوراتيين من غضب قادم من ارض الفرات مع نادي الصناعات العسكرية الامريكي والهوس الديني الانجيلي ، والرأسمال النفعي العربي لتكون العراق محلا لتجارب الولايات المتحدة العسكرية ولتكون العراق الى هذه اللحظات ارض يباب .وهذا ما يحدث اليوم على ارض سوريا حيث تعلمت روسيا درسا قاسيا يوم اقصاها الغرب عن كعكة ليبيا فلم تنس الدرس وتداركت امرها قبل فوات الاوان مستغلة طلب بشار تدخل روسيا لحماية نظامه مستثمرة العلاقات التاريخية بين البلدين ووراثتها ديون الاتحاد السوفيتي لتحقق موطئ قدم استراتيجي في المنطقة تتحسب له الدول اجمع .
الفجور السياسي ..
الفجور السياسي ضميمة اصطلاحية، أي مصطلح مركب من اسم وصفة، والفجور هو الفسق المعلن… ذهب العرب في نحتهم لمصطلح الفاجر بانه هو الفاسق الذي يحدث بفعله شهرة وفضيحة، فلا يأبه لأحد بل يعتز بفجوره ويفاخر به والفجور في المنظور القرآني صنو الكفر قال سبحانه ” أولئك هم الكفرة الفجرة \عبس42″ وفي سورة نوح ” إنك إن تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا الا كافرا فجارا -اية27″، اما في عالم السياسة فالقضية أشد بأسا ذلكم أنَّ الفجور السياسي فلسفة وثقافة وممارسات تقوم بها الدولة لتقهر البسطاء والمدنيين. وممارسات الدول الكبرى من سرقات مباشرة لمقدرات الشعوب وقتلها وقهرها نوع من انواع الفجور السياسي. وعادة ما يتوشح الفجور بالأيديولوجيا لبسط فسقه وحمايته وإرغام الناس عليه ومن امثلة هذا الفجور في سياقاته الاخلاقية-السياسية ما تقوم به السعودية في اليمن من جهة وما تبثه سموم محطاتهم واذاعاتهم وفضائياتهم من انحراف وشذوذ إن في الاخلاق او في الممارسات او في السياسة من جهة اخرى. دول عربية عديدة تتعاطى الفجور السياسي باعتباره فلسفة حياة ولذلك وجدنا هذه الدول تنتفض امام الحراكات السلمية لشعوبها ووصل الامر، ببعضها ان تقتل شعوبها وتبيدهم وتستعين بقوى إمبريالية عالمية وبقولى اقليمية وجعلت اراضيها مرتعا للمخابرات الاقليمية والدولية وشعبها محلا لتجارب الفتك والقتل وصارت بعضها مرتعا للجريمة والكارتيلات الكبرى.
من مشاهد الفجور السياسي..
شهد العالم في الاسابيع الثلاثة الاخيرة مشاهد من الفجور السياسي … الحادثة الاولى إلقاء وسائل الاعلام مجددا الضوء على مآساة الروهينغا التي لا تزال باتت تتفاقم بعيدا عن اعين الامم المتحدة والهيئات الدولية بل وتأمر بعضها لابادة هذا الشعب المسلم ، وقد كشفت وسائل اعلام مختلفة عن دور منصة التواصل الاجتماعي ، الفيسبوك ، في ترويج جرائم القتل ضد الروهينغيين وتبريرها إعلاميا وأخلاقيا مما خلق ارضية في الضمير الدولي ليصمت عن هذه الجرائم ويغض الطرف عنها ، بله ، ويبررها في كثير من الاحيان ، وذلك من اجل حفنة من الدعايات ذات المداخيل المليونية بتواطيء مع الراسمال العالمي المتوحش تداخلت فيه قوى دولية واقليمية . الجرائم ضد الروهينغا حدثت ولا تزال في ظل صمت دول كبرى آزرت بورما كالصين وروسيا ووقفت حاجزا في مجلس الامن امام أي عمل دولي مضاد طمعا في مصالح اقتصادية عليا ورافق ذلك صمت عربي واسلامي خاصة من طرف السعودية والامارات واندونيسا وماليزيا حيث اكتفوا بالشجب والاستنكار وبناء المخيمات تحت ظلال حراب العسكر كما حدث مع الفلسطينيين في نكبتهم الاولى عام 1948 .والدول المذكورة كلها تطمع بتقاسم الغاز والنفط المكتشف على اراضي الروهينغا وهو ما برر جرائم الابادة التي يتعرض لها شعب كاد يختفي امام سمع وبصر ملياري مسلم ، فهل بعد هذا الفجور السياسي من فجور.
المشهد الثالث كان القتل بالبث المباشر الذي يمارسه جنود الاحتلال الاسرائيلي في قطاع غزة بالصوت والصورة عبر هواتف جنوده النقالة، فالجيش الاسرائيلي منذ الاحتلال عام 1967 وهو يمارس سياسة القتل ضد الفلسطينيين لكنه في العقدين الاخيرين ارتفع مستوى فجوره فمارس القتل ببجاحة وصلافة وتنظير يعتمد ” المختارية-شعب الله المختار -هعام هنفحار ” وجواز ان يفعل هذا الشعب ما لا يفعله غيره
الحدث الرابع فما جرى في دوما الغوطة الشرقية من مذبحة كيماوية باشرها نظام بشار المعروف منذ زمن والده بامتلاكه كميات مهولة من الغازات السامة ويمارس الاسد الابن جرائمه وهو يدرك أنه في مأمن من أي محاكمة دولية بسبب الحماية التي يتلقاها من ولي نعمته بوتين الذي يلعب لعبة ” الحافة” مع الجميع ، فهو ليس على استعداد لترك سوريا ولن يقبل بعودة مسلسل ليبيا وخروجه منها خالي الوفاض ، وفرض سيادة بشار على الارض هو من متطلبات تحقيق غاياته الاستراتيجية في المنطقة ابتداء من النفوذ الجيو-سياسي الاستراتيجي وانتهاء بالمصالح الاقتصادية العليا: إعادة الاعمار ، استثمار واستخراج الغاز ، استخراج النفط ،.. ومن أجل هذه المصالح يتم غض الطرف عن جرائم ابادة تقع هنا وهناك على الارض السورية ما دام ثمة ” شماعة الارهاب” موجودة يمكن ان تكون حصان طروادة الذي من خلاله تتحق المصالح العليا.
الفاشية الاسرائيلية وجرائم الابادة الصامتة ..
المتابع لجدل العلاقة بين الاحتلال الاسرائيلي وقطاع غزة سيكتشف أن ليس ثمة جديد في المشهد فالاحتلال يحاصر القطاع بشراكة مصرية كاملة وموافقة عربية بين صامتة ومعلنة وتواطئ فلسطيني رسمي بات مفضوحا. فالفجور السياسي في التآمر على قطاع غزة وصل مستويات عالية جدا يتم فيها فلسفة الجريمة بل وتحويل الضحية الى جاني على غرار ان المستوطنين الاسرائيليين على حدو غزة يتعرضون لاستفزاز وخطر دائم من اهالي القطاع وكأن القطاع هو من يحاصر اسرائيل …. هؤلاء الجنود المهوسين تمَّ تعبئتهم وأدلجتهم عبر دورات ومحاضرات مكثفة من قبل الحاخامات في الجيش لتعميق الكراهية لكل ما هو فلسطيني وعربي ومسلم واستباحة دمه لتحقيق الدولة التوراتية من نهر الفرات الى نهر النيل ومن اجل ذلك فهم دائما على استعداد للحرب حتى وان لم يكن لها ثمة حاجة ، وهذا يتم تحت رعاية ووصاية الراعي الامريكي ومجموعته الاورو-عربية ، لذلك قام واحد منهم -على الاقل كما هو واضح من شبكات التواصل- بتصوير قناص يقتل شابا فلسطينيا وهو يدقق التصويب عليه لتتعالى اصوات تحيط بهذا القناص من هؤلاء المهوسيين تنتظر صيد الفريسة البريئة لحظة تصويب رصاصته فيقتله وهم ينهقون كالحمير ” ييش”… كتجلي حقيقي ومباشر لمفهوم الاخلاقية التي صدَّع ليبرمان ونتنياهو وامثالهم بها روؤسنا …
الحاخام والمعمم وفجور الايديولوجيا ..
ونحن في سياق الحديث عن العسكر نتذكر جند بشار الاسد والمليشيات الشيعية وهم يقتلون ويسلخون جلود اهل السنة من الشباب لمجرد انهم سنة واغتصاب بناتهم واخواتهم كتجلي اخر للفجور في سياقاته الايديولوجية لتكون مشابهات الحاخام وتحليله قتل الشباب الفلسطيني والتمثيل بجثثهم مساوية تماما للمعمم الشيعي المعبىء بأساطير التاريخ وايديولوجيا الكراهية في الاعتداء على الانسان ” المدني” غير المحارب الذي هو في تلكم اللحظات بنيان الله وفقا للمتخيل ” الايديولوجي” عند الطرفين بيدَّ أنَّ هذا البنيان لا ينسحب على هذا الفلسطيني ولا على هذا السوري ليتحقق الفجور الاخلاقي-السياسي في احط صوره ، مستذكرين افعال الخمير الحمر الماركسيين مع شعب كمبوديا والاستعمار الانجلو فرنسي مع الهنود الحمر والاستعمار الصهيوني مع الفلسطينيين .والاستعمار الامريكي مع شعب فيتنام..
فجور الاسد وسطوة المصالح..
قيام بشار الاسد مطلع هذا الاسبوع قصف مدينة دوما بالغازات السامة تحت حماية روسية-ايرانية-عربية آخر معاقل المعارضين لنظامه الفاشي والجدل الذي دار ولا يزال بين اقطاب دولية وفي الاروقة الاممية يكشف مستوى الفجور عند بشار ومليشياته وشبيحته من جهة والفجور الدولي من جهة اخرى الذي يعتمد سياسات الشجب والاستنكار إذا كانت الضحايا من المسلمين وفجور مؤيديه في عالمنا العربي وداخلنا الفلسطيني حيث تغيب القيم الانسانية لصالح ايديولوجيا الكراهية لكل ما هو ديني ومتدين.
الضحايا في معظمهم من الاطفال والنساء والمسنين وهو ما يكشف سياسات الارض المحروقة التي يمارسها الاسد على قاعدة ” الاسد او نحرق البلد ” مع شعبه في الغوطة بريا ، لكنه استمع الى نصائح الروس وتجاربهم في الشياشان وغروزني التي كانت أخر معاقل المجاهدين الشيشان الساعين لتحقيق استقلالهم فكان ان قذفتهم روسيا بالغازات السامة أذ لا بأس أن يقتل ” المسلم” بغاز السارين ، فهو في أحسن احواله موصوف بالرجعية وفي اقصاها بالارهابي ، ومنذ بدايات الثورة السورية جعل بشار الاسد ابناء الشعب السوري كلهم الا قليل في دائرة الارهاب ليتسنى له اللعب على حبل دولي يمكنه مستقبلا ان يكون منقذه من ضلالات الاسرة الدولية ويعيد ربط العلاقات مع الرجعية العربية وفي مقدمتها السعودية خاصة وان مصر السيسي لم تتخل عنه لحظة ومارست دورا متواطئا لصالح النظام وها هي تقوم بدور العراب لإعادة العلاقات بين السعودية ودول الخليج ونظام بشار الاسد والاعلان الرسمي في قمة الدمام عن دفن ” الربيع العربي”..
منطق القوة في دفاع المستوى السياسي عن فجوره..
في الحالتين الاسرائيلية والسورية شاهدنا دفاعا مستميتا من المستويات السياسية والقيادات العسكرية في الدولتين عن جرائم أذرعهم العسكرية، بدعوى عدم استعمال الكيماوي في سوريا واتباع اللوائح في حالة القناصة الاسرائيليين بل وخلق حالات تبريرية اخلاقية للعملين …. ففي حين تصر سوريا على انها لم تستعمل قط الغازات ضد المدنيين وتتهم الارهاب الاصولي الاسلامي الجهادي كتنظيم الدولة وجيش الاسلام باستعماله برسم ان الموضة الدارجة اليوم هي موكافحة الارهاب المعرف وفقا للمقاييس الامريكية فلا بأس ان ترقض دمشق الاسد على هذا الحبل خاصة وانها تتمتع بحماية روسية واضحة وغطاء اقليمي وحتى دولي ممثلا بالصين مثلا الطامعة بان تاكل من كعكعة الاعمار القادمة.. وفي الحالة الاسرائيلية خرج غلينا العسكر مبررا القتل انه وفقا للوائح وهو ما يعني ان ثمة غطاء اخلاقي مقونن ولو عسكريا للقتل ويتمتع هذا القتل بغطاء سياسي رسمي يبرره ويفلسفه ويقوم بالتنظير له عدد كبير من الحطابين الاعلاميين والمفكرين اليهود والصهاينة عبر مختلف المنصات والمراكز والمواقع تماما كما هو في الحالة السورية وفي كلا الحالتين يركنان الى منطق القوة والهيمنة والحماية لفرض روايتهم البائسة الفاجرة وهو درس لمن يريد الامساك بزمام مقاليد حركة الحياة في عصر البلطجة والفجور الدوليين.